دمشق: شيّع مئات السوريين، الخميس، الناشط المعارض مازن الحمادة، الذي عثر على جثمانه مع نحو 35 آخرين في براد مستشفى قرب دمشق، بعيد سيطرة فصائل معارضة على العاصمة، الأحد، إثر هجوم مباغت انتهى بإعلانها إسقاط نظام بشار الأسد.
وتشكل معاناة هذا الناشط الذي اعتقله النظام السوري مرتين فصلا من فصول المأساة التي عاشها عشرات الآلاف من المعتقلين في سجون سيئة السمعة وشهدت على انتهاكات وتعذيب لا يوصف، وفق شهادات معتقلين وناشطين ومنظمات حقوقية.
في باحة مستشفى المجتهد في دمشق، صاح المشيعون الذين حمل بعضهم أعلام الثورة السورية “لن ننس دمك يا مازن”، بينما كان آخرون يحاولون تهدئة والدته التي بدت منهارة من شدّة البكاء والحزن.
اعتُقِل مازن وتم تغييبه وتعذيبه، لكن لصدى كلماته أثر حرك كل الجموع تخليدًا لذكراه تشييعًا لجثمانه..
صاحب الابتسامة الحزينة، والعيون الدامعة من كانت عيونه تحكي عن آلاف من قصص الظلم والحزن..
صور من تشييع اليوم لجثمان رمز للثورة ومعتقليها مازن الحمادة، إلى جنان الخلد يا راحلًا عنا… pic.twitter.com/4OuX2NhxAk
— Molham Team | فريق ملهم التطوعي (@molhamteam) December 12, 2024
تشييع الشهيد مازن الحمادة من دمشق💔 pic.twitter.com/g9c83gTlRk
— Mazen Dakalbab (@MazenSyria2011) December 12, 2024
وعثر فصيل معارض، الثلاثاء، على نحو 35 جثة في براد داخل مستودع مستشفى حرستا الواقع شمال شرق دمشق، ملفوفة بأكياس وقماش أبيض وعليها آثار تعذيب وكدمات، بينها جثة الحمادة الذي تعرفت عليه العائلة من الصور.
وقالت شقيقته أمل بتأثر على هامش التشييع “تواصلت مع طبيب وأرسلت له مقطع فيديو وصورة.. قال لي إنه أعدم من نحو عشرة أيام”.
وتختصر تجربة الحمادة الذي سجن مرتين معاناة السوريين داخل سجون النظام السابق.
وسجن الشاب لأول مرة بعد مشاركته في الاحتجاجات المناهضة للحكومة إثر اندلاعها عام 2011، حيث تعرض لتعذيب شديد بأساليب عدة، كما روى لاحقا بعد خروجه من السجن وفراره الى هولندا في العام 2014 حيث تقدم بطلب لجوء.
في هولندا كما في دول أخرى، قدّم الحمادة شهادته علنا عن الانتهاكات والتعذيب الذي تعرض له. وتحدث في مقابلات وندوات عن معاناته في السجن والتي لم يتمكن من تجاوزها وأدت لاحقا وفق عائلته الى تدهور حالته النفسية.
في إحدى مقابلاته التي أعاد ناشطون خلال اليومين الأخيرين تداولها على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، استعاد الحمادة لحظات من تجربة قاسية. وقال “دمروا الذكريات الحلوة، دمروا طفولتي، دمروا شبابي”.
وأضاف “نحن لسنا كما يصفنا الأسد، نحن كلنا متعلمون ودرسنا في الجامعات” قبل أن يضيف ودموعه تغطي وجنتيه “قتلنا كلنا، لم يترك شيئا منا”.
وقالت شقيقته خلال التشييع “قالوا إنه صوّر تظاهرات… هو صوّر (تظاهرات) سلمية، وشبابا يطالبون بالحرية”.
في مشهد مهيب، خرج السوريون بعد تحرير بلادهم من نظام الأسد ليشيّعوا واحداً من رموز ثورتهم، مازن الحمادة، الذي وُجدت جثته في مستشفى حرستا.
الحمادة كان وجهاً معروفاً للاحتجاجات السورية منذ انطلاقها عام 2011، اعتُقل ثم هرب إلى هولندا حيث أدلى بشهادته حول التعذيب والأساليب المروّعة… pic.twitter.com/arfz9P4hWY
— Daraj Media (@Daraj_media) December 12, 2024
بعد نحو ست سنوات من وصوله الى هولندا، عاد الحمادة بشكل مفاجئ الى سوريا. وأفادت تقارير حينها بأن النظام استدرجه للعودة. وما أن وطأت قدماه مطار دمشق الدولي حتى تم توقيفه واختفى تماما الى حين العثور على جثته في مستشفى حرستا.
وقال محمّد الحاج، أحد مقاتلي “غرفة عمليات الجنوب”، وهو ائتلاف فصائل معارضة، عثر على الجثامين في مستشفى حرستا “فتحتُ باب غرفة التبريد بيدي، كان المشهد مهولا، حوالي أربعين جثة مكدّسة داخلها وعليها آثار تعذيب لا يصدّقه عقل”.
🔴#متداول :: تشييع الشهيد مازن الحمادة الذي قتل تحت التعذيب في سجن صيدنايا pic.twitter.com/faseUYwzAc
— شبكة أخبار الثورة ميديا (@s_mydya15643) December 12, 2024
وأظهرت صور ومقاطع فيديو التقطها الحاج داخل مستشفى حرستا، شمال شرق دمشق، الجثث وبينها جثة مازن الحمادة، قبل أن يتم نقلها الى مستشفى المجتهد، حيث تهافتت عائلات بحثا عن أبنائها.
وشكّل مستشفى حرستا، وفق ما قال دياب سرية من رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا، “مركزا رئيسيا لتجميع الجثث الآتية من سجن صيدنايا أو مستشفى تشرين قبل نقلها إلى مقابر جماعية”.
ووفقا للمرصد السوري لحقوق الانسان، قضى نحو ستين ألف شخص تحت التعذيب أو بسبب ظروف الاحتجاز المريعة في السجون السورية، ودخل نصف مليون شخص سجون السلطة، منذ بداية الحرب، وفقا للمصدر ذاته.
(أ ف ب)
كان في هولندا رحمه الله
ليه رجع الى سوريا؟
رجعته مافيا الأسد بجواز مزور بعدما هددوه باعتقال والتنكيل بعائلته(حسبنا افادت العائلة التي طلبت منه عدم العودة)والسبب انه كشف علنا مايفعل النظام السابق لكل سوري يدخل سجون النظام العفن في دمشق، . ولهذا تمت تصفيته لانه وثيقة حية ضد النظام واجهزته القمعية …وفعلا ما ان وصل مطار دمشق حتى اعتقلوه.. وغيبوه
في جنة الفردوس الاعلي وعلي كل العرب ان يفعلوا مثل سوريه البطله ويسترجلوا وينقذوا شعوبهم من عملاء الاستعمار والخونه