بيروت- “القدس العربي”: انعقد في باريس مؤتمر لدعم لبنان وتلبية الاحتياجات للاستجابة لأزمة النزوح وخلُص إلى تعهدات بتقديم 800 مليون دولار للدعم الإنساني و200 مليون دولار لدعم الجيش.
وشدد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو في ختام المؤتمر على “أنه لا يمكن الاكتفاء بهذه الاستجابة الإنسانية للأزمة والحل يكون بالتنفيذ الكامل للقرار 1701 وانتشار الجيش اللبناني في الجنوب وتعزيز قوات “اليونيفيل” على الحدود ونزع السلاح غير الشرعي”. وقال “على إيران وحزب الله وضع حد للاعتداءات ونقول لإسرائيل إن النار لا يوصلها إلى السلام”. ورأى “أن الحرب على لبنان تسببت بمحو 15 عاماً من النمو”، مضيفاً “لا يمكن لدولة فرض هيمنة فريق على آخر في لبنان”.
وترأس هذا المؤتمر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وشارك فيه أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ورئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي والممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بحضور 70 وفدا حكوميا عربيا وأجنبيا و15 منظمة دولية. وترافق مع تأكيد منسق لجنة الطوارئ الحكومية الوزير ناصر ياسين “أن لبنان يحتاج إلى 250 مليون دولار شهرياً للاستجابة لأزمة النزوح”.
واستهل “مؤتمر باريس” بكلمة للرئيس ماكرون أعلن فيها أنه “لا بد أن تنتهي حرب الآخرين على أرض لبنان”، ودعا “اسرائيل إلى وقف الحرب فوراً ووقف الهجمات على إسرائيل ايضاً”، معتبراً “أن إيران تدفع بحزب الله لمواجهة إسرائيل”، مشدداً على “احترام القرار 1701 وتطبيقه من كافة الأطراف”، ومؤكداً “ان لدى الجيش اللبناني الآن مهمات أكثر من قبل وعلى “حزب الله” أن يوقف عملياته واستهداف ما بعد الخط الأزرق”، وتحدث عن “تعرض لبنان لجملة من التحديات تتمثل بهجمات إسرائيل وبالنزوح”، معلناً “تقديم 100 مليون يورو كمساعدات للبنان”.
ثم كانت كلمة للأمين العام للأمم المتحدة قال فيها “ان منظمة الامم المتحدة قلقة على سلامة المدنيين على طرفي الخط الأزرق، والهجمات ضد “اليونيفيل” أمر مرفوض تمامًا وتشكل جريمة حرب”.
وأشار إلى “ان إسرائيل تواصل قصفها العنيف لمناطق مأهولة في لبنان”، مؤكداً “ان وقف إطلاق النار مهم جداً”.
ميقاتي وقلب فرنسا
أما الرئيس ميقاتي فاستهل كلمته باللغة الفرنسية لأنها كما قال “لغة القلب، وقلب فرنسا، الذي نشعر به هنا، ينبض باتحاد مع قلب لبنان”. وأضاف “في هذه الأوقات العصيبة، واجبنا الأول نحن القادة أن نضع القيم الإنسانية للأخوة والعدالة والقانون في صلب عملنا. ولهذا السبب، أود أولاً، السيد الرئيس، أن أشكركم على تنظيم هذا المؤتمر، وعلى كل المبادرات التي قمتم بها شخصياً لدعم وطننا، ونحن ممتنون جداً لك”.
ورأى أنه “على مدى تاريخ يمتد لآلاف السنين، نجا لبنان من العديد من العواصف. وفي الكثير من الأحيان، كاد أن ينهار لكنه واصل في النهاية مساره بتصميم وشجاعة. ومع ذلك، فإن العاصفة التي نشهدها حالياً ليست كغيرها، لأنها تحمل بذور الدمار الشامل، ليس لوطننا فحسب، بل للقيم الإنسانية جمعاء أيضاً. ولهذا السبب نحن ممتنون لفرنسا، التي وقفت دائماً إلى جانبنا، ولم يتزعزع دعمها أبداً، وهذا المؤتمر هو شهادة على الصداقة والتضامن الذي يحكم العلاقات بين بلدينا”.
وتابع ميقاتي “أحضر أمامكم اليوم بقلب مثخن بالجراح لألقي الضوء على العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان، والذي أدى إلى نزوح أكثر من 1.2 مليون مواطن لبناني، منهم 500 ألف طفل فقدوا منازلهم ومدارسهم. ولا يمكن المبالغة في تقدير التأثير المدمر لهذه الحرب على بلدنا، حيث خلّفت وراءها دمارًا وبؤسًا. لم يتسبب العدوان الإسرائيلي في معاناة إنسانية هائلة وخسائر في الأرواح فحسب، بل ألحق أيضًا أضرارًا جسيمة ببنيتنا التحتية واقتصادنا ونسيجنا الاجتماعي. لقد أدى نزوح هذا العدد الكبير من مواطنينا إلى نشوء أزمة إنسانية ذات أبعاد غير مسبوقة، وهي أزمة تتطلب اهتمامًا عاجلاً وعملًا من المجتمع العالمي”.
وأشار إلى “أن الهجمات العشوائية التي تستهدف العاملين في مجال الرعاية الصحية وفرق الإسعاف، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 150 شخصًا، وتعطيل أكثر من 13 مستشفى وأكثر من 100 مركز رعاية صحية، تشكل انتهاكاً واضحاً للقانون الإنساني الدولي واتفاقيات جنيف، كما ذكرت وكالات الأمم المتحدة، بما في ذلك منظمة الصحة العالمية. ويجب على المجتمع الدولي أن يتحرك بشكل عاجل لمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم وضمان حماية المدنيين والبنى التحتية الحيوية. وبهدف التخفيف من حدة هذه التحديات، يجب أن يشمل الدعم الدولي ما هو أبعد من المساعدات الإنسانية الفورية والتركيز على جهود التعافي الشاملة المتوسطة إلى الطويلة الأجل. وينبغي أن يهدف هذا النهج إلى إعادة بناء البنية التحتية الحيوية، واستعادة الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، ودعم التنمية المستدامة، وضمان قدرة لبنان على الصمود في مواجهة التحديات المستمرة”.
وأعلن ميقاتي “أن ما نتوقعه من المجتمع الدولي يتلخص بالاتي:
– التضامن ووقف إطلاق النار: يدعو لبنان المجتمع الدولي إلى التكاتف ودعم الجهود التي من شأنها إنهاء الاعتداءات المستمرة وفرض وقف فوري لإطلاق النار.
– المساعدات الإنسانية والدعم الطارئ: لقد أدت الحرب إلى زعزعة استقرار الظروف المعيشية، مما زاد من الحاجة إلى المساعدات الإنسانية. وهناك حاجة إلى المساعدات المالية الدولية لتوفير الخدمات الأساسية مثل الغذاء والرعاية الصحية والمأوى والتعليم.
– الحاجة إلى إعطاء الأولوية لاستقرار المؤسسات الرئيسية: تشمل الأولويات الخاصة تقديم الدعم للسلطات المحلية في إدارة التدفق الكبير للنازحين بشكل فعال وضمان وصولهم إلى الخدمات الأساسية مثل النفايات والطاقة والمياه.
– التعافي المبكر والبنية الأساسية: لقد تسببت الاعتداءات الإسرائيلية الحالية في مزيد من الدمار للطرق والمدارس والمستشفيات ومعالم التراث الثقافي وغيرها من المرتكزات الأساسية الحيوية. وهناك حاجة إلى التمويل الدولي لمشاريع إعادة الإعمار واسعة النطاق، بما في ذلك إعادة بناء قطاع النقل وشبكات الكهرباء ومرافق المياه وإزالة الأنقاض لإعادة الإعمار والبنية الأساسية للاتصالات”.
وأكد أنه “كان من الممكن تجنب خسارة أرواح المدنيين اللبنانيين والدمار لو وافقت إسرائيل على تأييد البيان المشترك الصادر في 25 أيلول/سبتمبر، والذي قادته الولايات المتحدة وفرنسا. وفي هذا السياق، دعمت الحكومة اللبنانية ولا تزال تدعم هذه المبادرة، ونحن ندعو اليوم إلى وقف فوري لإطلاق النار. وإن الحكومة اللبنانية على ثقة بأن وقف إطلاق النار سيكون له تأثير فوري في تهدئة التوترات على الجبهة الجنوبية اللبنانية ويمكن أن يمهد الطريق لاستقرار مستدام طويل الأمد، وسيفتح الباب أمام مسار دبلوماسي ستدعمه الحكومة بالكامل. ويهدف هذا المسار إلى معالجة المخاوف الأمنية على طول الحدود الجنوبية وكذلك النزاعات على طول الخط الأزرق من خلال التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701”.
القرار 1701
ولفت إلى “أن قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701، يبقى بصيغته الحالية، حجر الزاوية للاستقرار والأمن في جنوب لبنان، والتنفيذ الكامل والفوري لهذا القرار من جانب لبنان وإسرائيل من شأنه أن يحافظ على سيادة لبنان وسلامة أراضيه ويوفر الأمن على حدودنا الجنوبية التي يمكن أن تسمح للمجتمعات النازحة بالعودة إلى مناطقها. إن التزام الحكومة اللبنانية ببدء عملية تطويع جنود لبنانيين إضافيين وفقاً لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الرقم 1701 يُظهِر التزاماً واضحاً بتنفيذ هذا القرار. ويشكل قرار تجنيد المزيد من الجنود خطوة مهمة نحو تعزيز قدرة القوات المسلحة اللبنانية على الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة. ومع ذلك، فإن التنفيذ الناجح لهذا الالتزام سيتطلب دعم المجتمع الدولي ومساندته. ويمكن أن تأتي هذه المساعدة في أشكال مختلفة، بما في ذلك الدعم المالي والتدريب والمساعدة الفنية لضمان تنفيذ عملية التجنيد بفعالية وكفاءة”.
وقدّر ميقاتي “دور قوات اليونيفيل الحاسم في الحفاظ على الاستقرار على طول الحدود الجنوبية”، وأدان الهجمات الإسرائيلية عليها ، مؤكداً “أهمية الدعم الدولي لولاية “اليونيفيل” ودعوة المجتمع الدولي إلى المساهمة في هذا الجهد الحيوي”، موضحاً “أن معادلة الاستقرار تتحقق بالوقف فوري لإطلاق النار والتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701 ونشر 8000 عنصر من الجيش جنوب نهر الليطاني. كما تتحقق باستئناف الجهود الدبلوماسية لمعالجة النزاعات على طول الخط الأزرق والتوصل إلى اتفاق يمكن أن يضمن الاستقرار الطويل والمستدام في جنوب لبنان”.
التفاهم حول الحدود البحرية
وشدد ميقاتي على “أن التفاهم بشأن الحدود البحرية يشكل دليلاً على التزام لبنان بالمفاوضات السلمية وحل النزاعات. ولم تحل هذه التفاهمات البحرية النزاعات الطويلة الأمد فحسب، بل أظهرت أيضًا استعداد لبنان للمشاركة بشكل بناء مع وسطاء صادقين. وفي الفترة المقبلة، وبعد التوصل إلى وقف إطلاق النار، تقف حكومة لبنان على استعداد للمشاركة مرة أخرى والقيام بدورها في تجنب المزيد من التصعيد، مع ضمان سلامة وأمن مواطنيها وسيادة لبنان وسلامة أراضيه”.
وختم “إن حجر الزاوية للاستقرار الداخلي في لبنان يظل في انتخاب رئيس يحافظ على الدستور ويطبق الميثاق الوطني واتفاق الطائف ويدعم حكومة جديدة لتنفيذ الإصلاحات الأساسية. إن الدولة اللبنانية تحتاج إلى إعادة بناء جذرية لاقتصادها ومؤسساتها وتمكين القوات المسلحة اللبنانية. وينبغي أن تركز عملية إعادة البناء هذه على بناء الوطن، ونعزيز المواطنة، ومنع الصراعات، والإصلاح، والمصلحة الوطنية اللبنانية. ومن خلال التعلم من الإخفاقات الماضية مثل الحروب والانهيارات المالية، يتعين علينا أن نتجنب الفرص الضائعة والمعاناة الإنسانية. ولابد من رسم مسار جديد، متين ومستدام، يركز على الشعب اللبناني. ويتعين علينا أن نخطط معاً للتعافي الوطني والمصالحة والنهوض من أجل تأمين مستقبل أكثر إشراقاً للبنان.
السيد الرئيس، إن ما يحتاج إليه لبنان اليوم قبل الغد هو وقف إطلاق النار الفوري! ونحن نعتمد عليكم وعلى أصدقاء لبنان الحاضرين هنا لممارسة كل الضغوط اللازمة لتحقيق وقف إطلاق النار”.
1500 جندي
من ناحيته، شدد ممثل قيادة الجيش اللبناني العميد الركن يوسف حداد “على وجوب وضع حد للنزاعات والأعمال العدائية”، وقال: “نعمل على تطبيق القرار 1701 مع “اليونيفيل”، مشيراً إلى “ان الحكومة ورئيسها طالبا بتجنيد 1500 جندي في مرحلة أولى لتعزيز جهاز القوات المسلحة في جنوب لبنان للمساهمة في تنفيذ القرار 1701”.
وعلى هامش المؤتمر، التقى الرئيس ميقاتي الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل وتم البحث في الاوضاع الداخلية في لبنان وتكثيف التعاون بين لبنان والاتحاد الاوروبي ودعم الاتحاد للبنان على الصعد كافة.
وزار رئيس الحكومة مقر المنظمة الدولية للفرنكوفونية في باريس حيث اجتمع مع الأمينة العامة للفرنكوفونية لويز موشيكيوابو في حضور مندوب لبنان لدى اليونيسكو السفير مصطفى أديب وتم خلال اللقاء البحث في الوضع الأمني والحاجة الملحة للحفاظ على سيادة لبنان ووحدة أراضيه.
وجددت الأمينة العامة للفرنكوفونية تأكيد تضامن الأسرة الناطقة بالفرنسية مع لبنان وشعبه. وأبدت استعداد المنظمة الدولية للفرنكفونية لدعم جهود لبنان من أجل تأمين حسن سير مؤسساته السياسية ووقف اطلاق النار والتطبيق الكامل للقرار 1701.
ههه مجرد تعهدات لذر الرماد في العيون لأجل إطالة عمر دويلة العنكبوت التي ستحترق بالسلاح الأمريكي الأوروبي القذر الذي يعيث سفكا بدماء الفلسطينيين منذ 1948 ✌️🇵🇸🇱🇧☹️☝️🚀🐒🔥