ماكرون في أول زيارة رسمية لرئيس فرنسي إلى ألمانيا منذ 24 عاماً.. يتوقف أمام النصب التذكاري للهولوكوست

حجم الخط
8

لندن- “القدس العربي”: يصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى ألمانيا اليوم الأحد، في زيارة رسمية تستمر ثلاثة أيام يعقبها اجتماع ثنائي حكومي، وسط سعي أكبر قوتين في الاتحاد الأوروبي إلى إظهار الوحدة قبل انتخابات برلمان الاتحاد الأوروبي المقررة، الشهر المقبل.

وزيارة ماكرون تشمل العاصمة الألمانية برلين ومدينة دريسدن في الشرق ومونستر في الغرب، ويتخلّلها خصوصاً إلقاء خطب حول أوروبا، وزيارة للنصب التذكاري للهولوكوست.

الزيارة هي الأولى الرسمية التي يقوم بها رئيس فرنسي إلى ألمانيا منذ 24 عاماً، أي منذ زيارة جاك شيراك عام 2000.

وكانت الزيارة مقرّرة في تموز/يوليو الماضي، لكنّها أرجئت بسبب أعمال الشغب التي شهدتها فرنسا.

ومن المفارقات أنّ ماكرون يعود من رحلة سريعة إلى كاليدونيا الجديدة، الأرخبيل الفرنسي الواقع في المحيط الهادئ، والذي يشهد أعمال شغب منذ عشرة أيّام.

ويُتوقّع أن يصل ماكرون برفقة زوجته بريجيت الساعة 12,00 ت غ (14,00 بالتوقيت المحلّي) إلى برلين حيث يستقبلهما الرئيس فرانك فالتر شتاينماير.

وسيبدأ ماكرون باجتماع في برلين مع الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، قبل المرور عبر بوابة براندنبورغ التاريخية مع رئيس بلدية المدينة كاي فيجنر.

وربما تكون المحطة الأكثر أهمية في الزيارة هي اجتماع لحكومتي البلدين يعقد يوم الثلاثاء في ميسبرج بالقرب من برلين، حيث ستبدأ الحكومتان في جهود لإيجاد أرضية مشتركة بشأن قضيتين رئيسيتين وهما الدفاع والقدرة التنافسية.

وتحظى الزيارة بمتابعة واهتمام، باعتبارها دلالة على سلامة العلاقات الألمانية الفرنسية، التي تحرّك عملية صنع القرار في الاتحاد الأوروبي، في وقت تواجه فيه أوروبا تحديات كبرى، منها حرب أوكرانيا، واحتمالات فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية في انتخابات نوفمبر تشرين الثاني.

ويختلف ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس في أسلوب القيادة إلى حد كبير، وتصادَما علناً حول قضايا متباينة، بداية من الدفاع، إلى الطاقة النووية، منذ أن تولّى شولتس منصبه في أواخر 2021. ومع ذلك توصّلا مؤخراً إلى حلول وسط حول عدة قضايا، منها الإصلاح المالي والتغييرات اللازمة لدعم سوق الطاقة، ما سمح للاتحاد الأوروبي بإبرام اتفاقات، وسمح بتشكيل جبهة أكثر اتحاداً.

وقال يان فرنرت، من معهد جاك ديلور في برلين: “هناك توتر في العلاقات الألمانية الفرنسية، لكن من أسباب ذلك على وجه التحديد تعاملهما مع بعض القضايا الصعبة”، مشيراً إلى أن البلدين تطرّقا إلى الحاجة إلى توسيع الاتحاد الأوروبي شرقاً.

ومن بين نقاط الخلاف بين فرنسا وألمانيا مسألة الدفاع الأوروبي، خاصة إذا فاز ترامب في الانتخابات الرئاسية في الخامس من نوفمبر تشرين الثاني. ويقول خبراء في مجال الدفاع إن إمكانية توقع خطوات ترامب كحليف يمكن الاعتماد عليه أقلّ، مقارنةً بمنافسه مرشح الحزب الديمقراطي الرئيس جو بايدن.

ويُقال في أروقة الرئاسة الألمانيّة: “نحن لا نحتفل كثيراً بما حقّقناه سوياً” منذ المصالحة الفرنسيّة الألمانيّة عام 1963.

من جانبه يقول الإليزيه: “يمكننا التحدّث كثيراً عن تقلّبات الثنائي الفرنسي الألماني، لكنّ ثمّة أيضاً ديمومةً وعمقاً في العلاقات بين الشعبين، وهذا ما تُظهره زيارة الدولة هذه”.

(وكالات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول حاجي:

    هذه هي التنافسية الخقيقية التي تصب في مصالح البلدين.حرب حقيقية في المصالح و لكن بتسيير عقلي و ايجاد حلول لكل المشاكل او تجميدها الى حين وقتها خفازا على التكامل و الاتحاد خلافا للشعوب العربية

  2. يقول Dr arabi:

    كلهم ماكرون .

    1. يقول أسامة كلّيَّة سوريا/ألمانيا:

      وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ

  3. يقول مجتهد:

    الفرنسيون والألمان طول عمرهم ضشمان!

  4. يقول تاريخ حروب الغرب وأتباعهم:

    قد يستاء البعض من الوقفة عند النصب التذكاري، ولا يرى عمق المنفعة للمسلمين والأجانب عامة والفلسطينيين خاصة. قد تصب في المصلحة الاستغلالية للصهاينة على المدى القريب، ولكن قد بدأ ذلك يتبدد وتحدث العالم واليهود أنفسهم عن الفرق بين الضحايا والمتستفيدين. فهذا تذكرة من فرنسا عفوية وصاظقة ومحرجة وتنويه لشولتز وإعلام ويمين ألمانيا بتاريخ إجرامي لن ينسى وإن حاول ساسة وإعلام دفنه بالتطاول على آخرين في جبهات بعيدة ومحاولات التخلص لجولات تعسفية، رأينا دولا إفريقية وجنوب امريكية تقف في طريق التعدي وأمام تسول النفس المتغطرسة بالتجاوز. كما كانت تصريحات رئيس وزاء اسبانيا “نختار الجانب الصحيح من التاريخ” وللعلم فإن ألمانيا كانت قد تدخلت لصالح (لجانب)فرانكو في الحرب الأهلية الاسبانية وقدمت أسلحة وشاركت بطائرات وطيارين تسببت بدمار ومذابح. وقد تطوع عرب عراقيون وفلسطينيون لجانب الإسبان الاشتراكيين. بينما استقطب فرانكو مرتزقة عربا (من الجوار)وأعطاهم خيام صلاة ليشرعن حربه وجرائمه كما تعرفون “لوقف المد الشيوعي!”.

  5. يقول أسامة كلّيَّة سوريا/ألمانيا:

    ألمانيا القوة الكبرى إقتصاديا في الإتحاد الأوربي حتى أن الشركات الأمريكية الكبرى أقامت لها فروع في ألمانيا مؤخراً، وهذا يجعل فرنسا في موقف أقل قوة هي تحاول أن تظهر قوتها عن طريق مشاريع أوربية عليا كالدفاع والطاقة والسياسة الأوربية المشتركة. لكن الجديد في الأمر هو أن بعض الدول الأوربية (مثلاً أيطاليا) هبت إلى اليمين النتطرف وأخرى كأسبانيا أعادت ترتيب أوراقها بالإتحاه الصحيح مع السياسة الدولية وهذا يضع ألمانيا وفرنسا في مأزق سياسي. ألمانيا بالذات تسير في طريق خاطئ دافعها هو المصالح الأقتصادية والمالية وأعتقد أن هذا سيضر بها! الجمبع في العالم كان يتوقع من تحالف الخضر والحزب الإجتماعي (الإستراكي) مع الليبراليين موافف سياسية مختلفة تماما. عن تصدير السلاح إلى إسرائيل وكم أفواه المطالبين بوقف الحرب على غزة سواء في الشارع أو في الجامعات أو على المستوى الفكري السياسي (أحد الأمثلة المعروفة منع الأستاذ غسان أبو ستة من الحضور للمشاركة في مؤتمر حول الوضع في غزة في برلين)، وهذا يمثل فضيحة أخلاقية للسياسة الألمانية!

  6. يقول حنظلة الفلسطيني:

    ما كرون يريد زعامة اوروبا وتحييد المانيا سياسيا
    التاريخ يقول ان فرنسا لم يكن من مصلحتها وجود المانيا قويةمستقرة
    وان من عارض الوحدة الالمانية كانت فرنسا
    وان من يرفض نظام دفاع موجد مع المانيا هي فرنسا
    وان القوة النوويةالفرنسية منذ الوحدة الالمانية تم توجيهها الى المدن المهمة الالمانية
    وان بدايات الاتحاد الاوروبي كان الهدف منها منع حرب ثالثة بين فرنسا والمانيا
    ولهذا الوقت لا يوجد اتفاقية سلام بين المانيا والدول المنتصرة في الحرب
    على كل فكرة العملة الموحدة اي اليورة كانت فكرة فرنسية لاضعاف المارك الالماني وتعويمه امام الفرانك الفرنسي

  7. يقول زلاطي بشير:

    عندما يلتقي الغالب بالمغلوب الحسابات تكون قد حسمت .العالم خائف مما قد تصنعه المانيا .فاوروبا كلها محتاجة اليها اقتصاديا و سياسيا و اجتماعيا-الهجرة-اما فرنسا فهي الغارقة في مشاكلها الداخلية -كاليدونيا-و الخارجية في افريقيا حيث طردت .تريد توريط المانيا اكثر في الملف الاوكراني .المانيا يمكنها ان تتحالف استراتجيا مع روسيا وهذا الذي يخشى حدوثه مكرون .مصالح الالمان مع الروس اكبر بكثير مع غيرها ناهيك عن امتداد الروس نحو الشرق الهند و الصين و الكوريتين .

اشترك في قائمتنا البريدية