ما العجب في أن أمريكا «وكيل» لدى دولة الاحتلال؟

حجم الخط
9

لخدمات الكبرى التي قدمتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي في الرئاسة الأولى، وتواصل تقديمها اليوم في الأسابيع الأولى من الرئاسة الثانية، لا تعفي رجال هذه الإدارة من سخط المسؤولين الإسرائيليين الذين يعلنون من أنماط الاستياء ما يتجاوز العتب والغضب إلى التأنيب والتوبيخ، وذلك كلما لاح انزياح طفيف عن سياسات الاحتلال.
ليس هذا السلوك جديداً بالطبع، ولعل مثاله الدراماتيكي الأوضح كان اضطرار جيمس بيكر، وزير الخارجية الأمريكي الأسبق خلال رئاسة جورج بوش الأب، إلى تذكير الساسة الإسرائيليين بأرقام هواتف وزارته إذا رغبوا في السلام مع الفلسطينيين، وتردد يومذاك أن هواتف الخارجية بقيت خرساء لا ترنّ.
المثال الأحدث عهداً هو الغضبة الإسرائيلية على آدم بوهلر مبعوث الإدارة الأمريكية لشؤون الرهائن، لأنه دخل وينوي الدخول مجدداً في مباحثات مباشرة مع «حماس» حول الإفراج عن دفعة جديدة من الرهائن، ويصرّح على رؤوس الأشهاد أن وظيفته تقتضي ذلك أولاً. ولم يشفع للرجل أنه مفوض من رئيسه ترامب شخصياً، الذي دافع عنه علانية وذكّر بأن بوهلر إنما يفاوض من أجل رهائن إسرائيليين، كما لم يتسامح معه مسؤولون إسرائيليون أمثال سموترتش وزير المالية الذي اعتبر أن بوهلر يلتقي مع «تنظيم إرهابي» على مسؤوليته الشخصية، وهو دبلوماسي مستجد ويرتكب أخطاء جسيمة وتصريحاته ساذجة ومحادثاته لا تعبّر عن الإدارة الأمريكية.
صحيح أن بوهلر يفاوض «حماس» حول تسليم الرهينة الأمريكي ـ الإسرائيلي عيدان ألكسندر وجثامين أربعة رهائن أمريكيين قُتلوا بغارات إسرائيلية، إلا أنه ظل حريصاً على وضع مهمته في إطار خدمة دولة الاحتلال في المقام الأول، منوهاً إلى أن الولايات المتحدة ليست مستعدة للجلوس بلا حراك طوال أسبوعين. وهذه وسواها من فترات زمنية هي هوامش مماطلة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ومناوراته للإبقاء على وزرائه اليمينيين المتشددين والمتدينين قبل إقرار الموازنة في نهاية الشهر الجاري.
وبينما تُستأنف جولة التفاوض في القاهرة برعاية قطرية ومصرية وبفريق إسرائيلي مخفض الصلاحيات وأقرب إلى تمثيل رفع العتب، فإن ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط يتوجب أن يصل اليوم إلى المنطقة في جولة تشمل أربع دول. ومن الواضح أنه لا يأتي لأغراض سياحية أو حتى لاستكشاف المنطقة، لأنه سبق أن زارها ويعرفها بوصفه رجل مال واستثمارات، وبالتالي هو قادم لإتمام صفقة رهائن يطلب ترامب نفسه إتمامها لأغراض شخصية لا تنأى بعيداً عن طموحه إلى جائزة نوبل للسلام، ولأهداف أخرى تخدم مصالح أمريكا كما تحددها إدارته.
والسخط الإسرائيلي من تصريحات بوهلر بلغ أشدّه حين صرّح الأخير بأنه يتفهم المخاوف الإسرائيلية، ولكن الولايات المتحدة لا تعمل «وكيلاً» عند دولة الاحتلال ولديها «مصالح محددة». وبصرف النظر عن تعريف الوكيل وتحديد وظائفه وصلاحياته، فلا عجب في أن يلحّ الإسرائيليون على بقاء البيت الأبيض ضمن حدود هذه المهنة، حيث لا يجوز للوكيل أن يتجاوز الأصيل.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سامح// الاردن:

    *على رغم وقاحة ساسة امريكا ودعمهم المطلق
    للكيان الصهيوني المجرم الهمجي.
    يظل (ترامب ) الشخص الوحيد القادر
    على تحدي ( النتن ) ومنعه من تجديد
    الحرب على غزة الصمود.
    حسبنا الله ونعم الوكيل والله المستعان.

  2. يقول فصل الخطاب:

    بل هي وجه الاحتلال بقناع ترتديه عصابة البيت الأسود الصهيوني الأمريكي التي زرعت هذه الشرذمة الصهيو نازية الفاشية الحقيرة التي جلبتها من شوارع أروربا القذرة قذارة النازية الصهيونية الفاشية العام 1948 ✌️🇵🇸☹️☝️🔥🐒🚀

  3. يقول فصل الخطاب:

    أمريكا هي إسرائيل وإسرائيل هي أمريكا، واتحدى من يثبت العكس يا ماكس ✌️🇵🇸☹️☝️

  4. يقول فصل الخطاب:

    أمريكا هي قناع الاحتلال الصهيوني النازي الفاشي الدموي المجرم الذي يبيد البشر والحجر في فلسطين منذ 1948 ✌️🇵🇸☹️☝️🔥🐒🚀

  5. يقول الكروي داود النرويج:

    سأعلق على هذا الموضوع
    بكلمة واحدة فقط , وهي :
    المال !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
    و لا حول و لا قوة الا بالله

  6. يقول زباد:

    لا عجب فامريكا هي التي تدعم الصهاينه ضد مصالحنا نحن العرب فأحكامها لا يملكون سوي السمع والطاعة لهذا الوكيل لدوله الاحتلال لكن الذي يودي الي الجنون هو ان أبطالنا الذين يعبدونها دون خالقهم وهذه هي المأساة التي نعيش بها ربي اللهم نصرك الذي وعدتنا به فنحن مظلومين

  7. يقول محي الدين احمد علي رزق:

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
    ما العجب في أن تكون أمريكا “وكيلًا” لدى دولة الاحتلال؟
    منذ البداية، كانت أمريكا والغرب عمومًا، وعلى رأسهم الحرباء إنجلترا، قد وضعوا إسرائيل وكيلًا لهم لتنفيذ خطة محكمة تهدف إلى استنزاف، تخريب، تدمير، قتل، إفقار، وتفتيت العالم العربي فيما يُعرف بمنطقة الشرق الأوسط، وذلك منذ عام 1917. لكل من أمريكا والغرب أجندته ومصالحه الخاصة، وكذلك للصهاينة أجندتهم ومصالحهم الخاصة.
    ومع مرور الزمن، جرى احتساب المكاسب والخسائر، إلا أن الصهاينة لا يعترفون بالخسارة، بل يبحثون عن الربح فقط. ومع مرور 77 عامًا منذ تنفيذ المخطط عام 1948، انقلبت المعادلة، وأصبح “الوكيل” هو المتحكم، حيث بات يشتري النفوذ وترتفع أسهمه في “بورصة الحقوق المكتسبة”. وفي الوقت ذاته، تحوّل إلى “حامي الحِمى” لمصالح أمريكا والغرب، حتى أصبحت أمريكا والغرب أنفسهم وكلاء عند الصهيونية العالمية، وأصبح على الجميع تنفيذ أوامرها.
    وإذا نظرنا إلى ما حدث بعد 7 أكتوبر، طوفان الأقصى، سنجد كيف هرول العجوز بايدن إلى إسرائيل، مهددًا ومتوعّدًا العالم العربي في حال تدخّل أي طرف من المنطقة لمساعدة الشعب الفلسطيني، وخاصةً أهل غزة. ( 1 )

  8. يقول محي الدين احمد علي رزق:

    تم فتح ترسانة الأسلحة بالكامل، ومن يظن أن هذا الدعم قادم فقط من مخازن ومصانع أمريكا فهو واهم؛ فجميع من وافقوا على إنشاء إسرائيل في قلب العالم العربي دخلوا بكل ما يملكون من سلاح ومال ومقاتلين مزدوجي الجنسية. وما زاد الطين بلّة، تصريح ذلك الخرف بايدن: “لو لم توجد إسرائيل، لخلقناها بأنفسنا!”
    ماذا نريد أكثر من هذا إثباتًا لحقيقة الوسيط الذي يُفترض أن يحل القضية؟!
    ما يحزن رجلًا عجوزًا مثلي هو أنه، بعد كل ما فعلته أمريكا بنا وما زالت تفعله، نجد أننا لا نزال نستمع لما يقولون! وللأسف، إن كان التلاعب بنا في الماضي يجري خلف الأبواب المغلقة، فإنه الآن يتم بكل وضوح، وعلى رؤوس الأشهاد. تصريحاتهم لم تعد تحتمل أي تأويل؛ فالهدف هو القضاء على شعب بأكمله، بأي وسيلة: إبادة، تهجير، ضرب بالقنابل الذرية… لا يهم! المهم أن تصبح غزة “ريفييرا الشرق الأغبر”.
    وبعد الانتهاء من غزة، من سيكون التالي؟! فليرفع يده!
    وشكرًا. ( 2 )

  9. يقول Samir:

    للأسف الشديد هناك الكثيرون من الساسة و المثقفين و الاعلاميين يتعامون عن رؤية الواقع و لا يعرفون كيف يتم التعامل مع حقائق فرضت نفسها على الأرض!! إن أفضل طريق للتعامل مع مشكلة ما هو أن تواجهها مباشرة و لا تلف و تدور في حلقة مفرغة و كأنك تتهرب من مواجهتها..!!

اشترك في قائمتنا البريدية