ما عواقب جريمة ملاك تشلسي في حق بوتشيتينو والنادي؟

حجم الخط
1

لندن ـ «القدس العربي»: تسابق جمهور تشلسي في توجيه كل أنواع الهجوم والنقد اللاذع لملاك النادي، بعد ما وُصف بالجريمة الكروية المكتملة الأركان، التي ارتكبها المالك تود بويلي والمالك المشارك بهداد إقبالي، في حق المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوتشيتينو باقالته من منصبه، في القيادة الفنية للبلوز اللندني، رغم المؤشرات الإيجابية وعلامات التحسن التي كانت واضحة على الفريق، خاصة في نهاية الموسم، بعد سلسلة الانتصارات المقنعة في آخر 5 جولات في الدوري الممتاز، التي ساهمت في حصول الفريق على المركز السادس مع إطلاق صافرة نهاية الجولة الختامية للبريميرليغ، إلا أن ذلك لم يكن مقنعا لأصحاب القرار في النادي، وسط تقارير وتسريبات تتحدث عن مشاكل وخلافات مع المالك والشريك والمديرين التنفيذيين، هي ما عجلت بإقالة البوش من منصبه في «ستامفورد بريدج»، وأمور أخرى سنستعرضها معا في هذا التقرير.

الجهل والصدام

قال موقع «Goal» العالمي في تقرير خاص بعنوان «أصحاب تشلسي جاهلون… ارتكبت أسوأ إدارة خطأ فادحا بخروج بوتشيتينو»، إن إقالة المدرب اللاتيني لم تكن مفاجأة للمطلعين على أخبار النادي والتوترات الداخلية بين المدرب السابق وبعض كوادر الإدارة، والتي بدأت في بداية أبريل/نيسان الحاسم، حين انحنى الفريق أمام آرسنال بخماسية نظيفة، قائلا جملته الشهيرة: «هذه هي الظروف التي نعيشها منذ بداية الموسم، إذ نعاني من العديد من المواقف التي لا تساعدنا»، فيما تم تفسيره على أنه مؤشر أو انتقاد غير مباشر إلى النادي في مؤتمراته الصحافية، وحتى بعد الفوز المثير الذي تحقق على حساب برايتون بهدفين مقابل هدف، قال بعد المباراة في حديثه الروتيني مع الصحافيين: «هذا ليس فريقا. تشلسي هذا ليس فريقي»، اعتراضا على استيعاب اللاعبين لأسلوبه وأفكاره، قبل أن تتكشف أولى الأدلة على وجود انقسام، أو أن الأمور ليست على ما يرام وراء الكواليس، استنادا إلى ما قاله قبل رحلة نوتنغهام فورست «لن تكون نهاية العالم»، إذا تعرض للإقالة في نهاية الموسم، وهو ما حدث في نفس أسبوع إسدال الستار على الموسم، وفقا لانفراد صحيفة «التلغراف»، لحالة التنافر داخل النادي، في ظل رغبة المدرب بوتشيتينو في الحصول على المزيد من الصلاحيات والنفوذ داخل النادي، على حساب المديرين الرياضيين لورانس ستيوارت وبول وينستانلي، كما وضح في الخلاف الشائك على قرار تعيين مدرب للكرات الثابتة مطلع العام الحالي، والذي جاء بفرمان من المديرين الرياضيين، رغم تحفظ مدرب توتنهام السابق على الفكرة برمتها، بقوله ذات مرة ردا على قرار الاستعانة بمدرب برينتفورد للركلات الثابتة برناردو كويفا: «كرة القدم ملك للاعبين وليست للمتخصصين»، حيث كانت أشبه بالمعركة التي لم يكن ليفوز بها بوتشيتينو أبدا، بسبب العلاقة الوثيقة بين الثنائي المتحالف مع المالك المشارك إقبالي، فكانت النتيجة خسارة منصبه وطمس كل إيجابيات صحوة نهاية الموسم.

فضيحة وتصيد

لا خلاف أبدا، على أن بداية تشلسي مع بوتشيتينو، لم تكن جيدة، بل بعبارة أكثر صراحة، كانت سيئة للغاية، لعدة أسباب، منها تأخر وصول اللاعبين ولعنة الإصابات التي لم يسلم الفريق منها منذ بداية الموسم، ما أثر بشكل سلبي على نتائج الفريق في النصف الأول، لدرجة أنه لم يحقق الفوز سوى 5 مرات فقط في أول 16 مباراة في الدوري الممتاز، ومع الوقت بدأت الأمور تستقر وتعود رويدا رويدا إلى مكانها الصحيح في النصف الثاني، وهذا الأمر كان واضحا، في بصمة المدرب على حالة الانفجار الكروي التي كان عليها كول بالمر في تلك الفترة، غير أنه في الأشهر القليلة الأخيرة في الموسم، بدا تشلسي أكثر تنظيما وتوازنا سواء في مواقف الاستحواذ على الكرة أو المواقف الدفاعية، ويرى بعض النقاد والمتابعين، أن البداية الحقيقية كانت في الفوز المثير الذي تحقق على حساب الغريم العاصمي توتنهام بهدفين نظيفين، ثم بالخماسية النكراء في شباك العدو اللندني الآخر وستهام، قبل أن يحافظ الفريق على صحوته المتأخرة، بتأمين العلامة الكاملة في آخر 3 مباريات، ما ساهم في تحسن أرقام وإحصائيات الفريق بشكل ملحوظ منذ بداية 2024، لدرجة أن تشلسي بوتشيتينو، أنهى النصف الثاني من الموسم، باعتباره أكثر الفرق حصولا على النقاط بعد الثلاثي المتنافس على اللقب مانشستر سيتي وآرسنال وليفربول. وعلى مدار الموسم بأكمله، سجلوا رابع أفضل فارق أهداف متوقع في البطولة، هذا بالنسبة للفريق الذي يملك أصغر معدل أعمار لاعبين في البريميرليغ، حتى في وجود العجوز البرازيلي تياغو سيلفا، بعمر 39 عاما، دليلا على أن البوش كان يستحق تقديرا هائلا، وليس الطرد بهذه الطريقة القاسية، التي ارتكزت على بيانات كاذبة، منها ما تم تسريبه عن لحظات ما قبل الإقالة، بأن المالك المشارك إقبالي، تحجج بإحصائيات الفريق وأرقامه على مستوى إهدار الفرص السهلة أمام مرمى الخصوم، متناسيا أو متغافلا حقيقة أن الفريق كان يعاني من عدم الاستقرار، بسبب تعيين 4 مدربين في غضون أشهر بالكاد تعد على أصابع اليد الواحدة، والسؤال الذي يفرض نفسه: هل يسأل المدرب عن رعونة لاعبيه أمام الشباك؟ أم أن هذه المشكلة تعالج بالصبر على اللاعبين حتى يكتسبوا الخبرة اللازمة ويكون لديهم ما يكفي من رباطة الجأش في اللمسة الأخيرة؟ هذا ولم نتحدث عن صداع الأخطاء الفردية، التي تسببت بشكل مباشر في استقبال الفريق للكثير من الأهداف المجانية، وهي معلومة صحيحة، لكن الإدارة لم تركز على السبب الجوهري، بأنها إحصائية طبيعية ومنطقية بالنسبة لفريق معدل أعماره لا يزيد على 25 عاما، ناهيك عن المشاكل الأخرى التي عطلت صحوة الفريق، متمثلة في تفشي فيروس الإصابات في غرفة اللاعبين، الذي تسبب في غياب ويسلي فوفانا وروميو لافيا وكريستوفر نكونكو عن معظم فترات الموسم، ونفس الأمر للظهيرين بن تشيلويل وريس جيمس، والعديد من الأساسيين الآخرين مثل إنزو فرنانديز وبينوا بادياشيلي وأخرين ابتعدوا لفترات طويلة خلال الموسم، وهذا في حد ذاته، يشرح مدى عمق الدور الذي لعبه البوش لإنقاذ الموسم والفريق برمته من براثن الضياع كما حدث في الموسم الأول للملاك الجدد.

فشل ومعضلة

تظهر الحقائق والمعلومات، أن جرأة بوتشيتينو وشخصيته الصارمة، لا تتماشى مع سياسة الملاك الجدد، وبعبارة أخرى، ليس النوع المفضل لأصحاب المليارات، الذين يبحثون عن مدرب يمجد في قرارات الإدارة ولا يقول سوى نعم وعُلم لتعليمات المديرين الرياضيين، وحجر العثرة، أن هذه المهمة، قلما ما يقبل بها كبار المدربين في العالم، والدليل على نظرة الثلاثي المنافس على لقب البريميرليغ مانشستر سيتي وآرسنال وليفربول، كأندية وإدارات مصممة خصيصا لتلبية رغبات واحتياجات الثلاثي بيب غوارديولا وميكيل آرتيتا ويورغن كلوب، وليس النموذج المعاكس الذي يحاول ملاك الجدد في تشلسي تطبيقه في «ستامفورد بريدج»، وحتى لو خططوا للتوقيع مع مدرب شاب على طريقة تشابي ألونسو، فبنسبة كبيرة، لن يكون مستعدا لدعم رؤيتهم الغريبة على الأصول والقواعد المتعارف عليها في عالم كرة القدم، وخصوصا على المشاريع المليارية التي تهدف إلى المنافسة وتحقيق البطولات المحلية الكبرى في الدوريات الخمس الكبرى في أوروبا إلى جانب القتال على البطولات القارية، ما يعني أن قرارات بويلي وشريكه إقبالي، رسمت لتشلسي صورة البيئة الفاسدة أو الطاردة للنجاح، مع توقعات بأن تصبح الأمور سامة، وبالأحرى لن يأتي مدرب جديد بنفس شهرة وخبرة وكاريزما بوتشيتينو، ومع استمرار الوضع الحالي كما هو عليه، حيث ينفرد الملاك والمديرون الرياضيون برسم الخطط المستقبلية وملف الصفقات الجديدة على حساب صلاحيات المدرب، فبنسبة كبيرة سيتكرر سيناريو غراهام بوتر، لكن باسم مختلف قد يكون كيران ماكينا أو سيباستيان هونيس أو توماس فرانك، وهذا الأمر لن تقبل به الأغلبية الكاسحة من مشجعي النادي. وفي كل الأحوال، سيكون من الصعب وربما من رابع المستحيلات، أن نرى أي خطوة يمكن أن يقوم بها بويلي ومجلسه المعاون هذا الصيف، أن تلقى استحسانا عالميا بين الجماهير، بعدما تبين للقاسي والداني، أن خلفاء رومان آبراموفيتش، يتسابقون في هدم إرث البلوز الحديث، وإعادته بسرعة الصاروخ إلى عصر ما قبل التحول من مجرد فريق طموح ومشاكس للمنافسين على الألقاب إلى واحد من كبار البريميرليغ وأوروبا، وفي رواية أخرى فخر لندن، لتتويجه بدوري أبطال أوروبا مرتين تحت قيادة المالك القديم، فهل يا ترى ستنجح مقامرة بويلي وإقبالي بعد إقالة بوتشيتينو بعد عثوره على الضوء في نهاية النفق؟ أم ستكون الضربة القاضية التي ستعجل باتساع الفجوة بين تشلسي وكبار البريميرليغ للموسم الثالث على التوالي؟ الآن حان دورك عزيزي القارئ ومشجع البلوز لتشاركنا الرأي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Dark horse:

    مع كامل الاحترام لكاتب التقرير، ولكن ما ذُكر من مبررات ‘‘مغلوطه’’ لإخفاق بوتشيتينو مع تشيلسي امر غير مقبول، أولها ان المدرب لا يُسأل عن رعونة لاعبيه أمام الشباك؟! عجبي والله ، إذا كان المدرب لا يُسال فمن الذي يُسأل؟ ثانياً: ذكرت ان الأرجنتيني إنزو ابتعد لفترات طويلة خلال الموسم؟؟ وهو أمر غير دقيق وأستغرب ذكره إنزو لم يبتعد سوى 11 مباراة فقط من أصل 51 مباراة بمعدل 78.48 من المباريات لعبها فأين الفتره الطويله التي أبتعد عنها؟! ثالثا: ذكرت في سياق ما حققه المدرب من إيجابيات، بإن الفريق شاب ويملك أصغر معدل أعمار لاعبين في البريميرليغ وهو أمر صحيح والمدرب يعلم هذا الأمر قبل قدومه ولكن بحماقه كبيره وضع على نفسه ضغوطاً إضافيه عندما ظهر في مطلع الموسم واعداً الجماهير بالمنافسه على جميع البطولات، أخيرا وليس آخرا ذكرت ان بوتشيتينو رفض الاستعانة بمدرب للركلات الثابتة وهذا دليل واضح بإن المدرب لا يرغب بمعالجة مشكلة واضحه وضوح الشمس في رابعة النهار و أجمع عليها معظم المحللين والنقاد، وتصريحه بان ‘‘كرة القدم ملك للاعبين وليست للمتخصصين’’. كارثه كبيره بعدم إيمانه بالتخصص وهذا كفيل لوحده بطرده، وينسف كل المطالبات ببقائه في تشيلسي.

اشترك في قائمتنا البريدية