طبعا لا محل ولا قيمة لها، وظيفتها لا تتعدى حُدود الإمتاع والإنجاب، باقي الأُمور كماليات لا يجب الحديث عنها أو حتى التلميح لها، واقع مرير للمرأة هناك، سببه هؤلاء الذين نصبوا أنفسهم آلهة لفرض القوانين وإلزامها على هذا المخلوق الضعيف الذي كرمه الله بقوانين عادلة مُنصفة بعيدة عن الاستغلالية والهمجية، فما تفعله حركة طالبان مع المرأة دليل قاطع على توجهها وعدم رغبتها في العيش بديمقراطية وسلام، هرب النساء من بلدهن والتضحية بكل ما لديهن للعيش بكرامة ولإكمال تعليمهن إجابة صريحة لرجال الحركة ولكل من يُؤمن بأفكارها البعيدة كل البُعد عن الدين الإسلامي.
في ظل الإسلام
المرأة في ظل الإسلام نهلت من العلم، وشاركت المُجتمع المُسلم في نهضته وريادته، والنُصوص المُرغبة للعلم والتعلم كما تتجه للرجل تتجه للمرأة بسواء، ولا أظن أن هذا الشيء قد خفي عن قادة الحركة الراغبين بتطبيق الإسلام وتعاليمه بحذافيره، والأفضل لهم إيجاد حُلول سريعة لمُعاناة الأفغاني وعدم قدرته على مُسايرة الغلاء الفاحش وارتفاع أسعار المواد بمُختلف أنواعها، وعجز الفرد هناك على تلبية رغبات أُسرته، الأولى لهم مُعالجة الأمن الغذائي المُنعدم، وتأمين الرعاية الصحية للشعب نساء ورجالا، وهذا لن يكون سهلا بالعقوبات الاقتصادية المفروضة على البلد، ورفض الكثير من الدول تقديم المُساعدات بعد الوجه القبيح الذي ظهرت به الحركة مع النساء والفتيات.
والسؤال الآن كيف نتعامل مع طالبان؟ وهم الذين لا يُبدون أي خوف وهلع من العُقوبات المفروضة والتي سيتم فرضها في المُستقبل لعل وعسى أن تجد حلا لتشددهم وعنتريتهم، طالبان مُتعودة على العيش ببدائية وقد تم قصفها مرارا وتكرارا، لهذا لن تخاف من أي ردة فعل دُولية، ويبقى الإنكار والرفض الوسيلة الوحيدة المُمكنة لبعض الدُول والرؤساء لإرضاء الأفغانيين والنساء خاصة، وإخبارهن أنهم يعلمون ومُطلعون على ما يحدث، وعلى أن صرختهن قد وصلت، لكن في الوقت نفسه لا يُستطيعون فعل شيء مع هذا التعصب والرفض الذي تُبديه الحركة، والحل في رأي هو مُحاولة التعايش معها وترغيبها لا ترهيبها، وهذا بتوعية قاداتها ومنتسبيها بالإسلام المُعتدل، فطالبان ليست حُكومة وليست خطيرة وإرهابية مثل القاعدة المُتعددة الجنسيات، هي حركة سنية تنتمي لـ “الديبوندية” عقيدة وفقها، مُتطرفة دينيا، مُعظم منتسبيها من قبيلة واحدة( قبيلة البشتون) تعيش داخل حُدودها ولا تُبالي كثيرا بما يحدث خارجه، تحمل أفكارا قبلية، وتعاونها مع القاعدة لفترة قصيرة عرفها على تجارب عسكرية ومفاهيم سياسية.
جيل قديم
قادة هذه الحركة من جيل قديم لا يعرفون عن العالم الحديث الكثير ولا يتصلون به، على قناعة أنهم على حق والباقي على باطل، أول حاكم لهم “الملا عُمر” لم يُعرف عنه الكثير، حتى صُوره غير مُنتشرة، يعد التصوير حراما ويُعاقب عليه فاعله.
المطلوب من الدول التي تُريد مُساعدة الشعب الأفغاني والنساء خاصة التعاون بسلاسة وهُدوء مع هذه الحركة، والاعتماد على أًصحاب البرامج الناجحة في التوعية الإسلامية، دون العودة إلى التطرف والجماعات المُتسببة في التنظيمات الدينية المُرعبة والمُتشددة على غرار “داعش” و”القاعدة”، فبالحوار والدعوة السليمة والتثقيف الديني والاجتماعي لمُنتسبي الحركة وخاصة قُوادها يُمكننا تدراك الأمر وإحلال السلام، بإعطاء الحُقوق وإحترام الواجبات، فما ترضاه لنفسك وأهل بيتك إٍرضه للآخر، فكيف يقبل بعض أعضائها الذين عاشوا في باكستان وقطر بتعليم بناتهم ويرفضون تطبيق الفكرة على نساء بلدهم، فالفُرصة مُواتية للدُول العربية التي إعترفت بالحركة كالسُعودية وباكستان والإمارات وحتى التي تُريد تقديم دعم ونصيحة للخُروج من النفق المُظلم الذي شيدته “أمريكا” المُنسحبة بطريقة غير مُناسبة لدولة تتكلم عن الحُقوق والواجبات وحماية الأفراد، ونحن لا نلومها على خُطوتها، فكدولة من حقها أن ترعى مصالحها وتُدافع عن أمنها، فهي في نهاية المطاف ليست جمعية خيرية، وللذين يلومون أمريكا على هذه الخُطوة نقول أن بلد العم “سام” بحكامه الديمقراطيين والجمهوريين لديه أدوات تُنفذ خُططا وبرامج مُتفقا عليها سلفا من قبل القوى التي تُهيمن على النظام العالمي( روتشيلد وفورد) وهذه الأخيرة تُراقب أداء الإدارات، فإن نجحت ونفذت المطلوب يتم التمديد لها ، أما إذا حدث العكس فالخروج والانسحاب.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن القوى التي تُدير الأزمات في العالم هي نفسها التي ورطت الاتحاد السُوفياتي في أفغانستان وتسببت في نهايته وتفككه، وبعدها دخلت أمريكا على الخط وسلحت الأطفال الذين قتل عوائلهم على يد السوفييت ورحلتهم إلى بعض المناطق الباكستانية ووضعتهم في مدارس لا تعلم إلا الشريعة والدين، وهذا ما يُفسر الغلو والتشدد عند الجيل الأول لطالبان.
ختاما لا يهم الجدل حول خطأ أمريكا أو عدمه، ففي ظل هذه الأوضاع الاقتصادية العالمية الصعبة على الجميع، لا أظن أن أي دولة قوية ستقبل بتبديد أموالها في الحروب والأزمات، فكل الشعوب تصرخ وترفض الوضعية المعيشية الصعبة، بما فيهم الشعوب الغنية المُتعودة على البحبوحة والعيش الكريم، المُهم الآن هو إنقاذ النساء الأفغانيات من التشدد والسيطرة التي لن تُؤدي إلا لمزيد من الأزمات، فالمرأة تُساهم في التنمية وتطوير الاقتصاد، وعزلها يعني وأدها وحرمانها من مُواكبة أخواتها في العالم العربي والغربي.
كاتبة جزائرية
وهل تعتبر مهنة الأم التى تهتم بأمور بيتها وأولادها وزوجها أصبحت لا قيمة لها. هذا شعب لا يجد قوت يومه . أوروبا و أمريكا دمرته ولم يبقوا شئ صالح أو حتى يعمل فى بلادهم. كفانا مزايدات وكفى كلام لا يغني ولا يسمن من جوع على هذا الشعب الأبى الجبار. وكما تعلمون أهل مكة أدري بشعابها ولا تحتاج هذه الحكومة أن نعلمها ونملي عليها أرائنا . يكفي أنهم دحروا الأعداء بدون مساعدة أحد وهذا شئ لم يحصل فى عالمنا العربى من قرون.
يعني لم تبق إلا المرأة الأفغانيّة سبب الأزمات؟ ما هذا التجذيف؟ العالم لم يبق فيه إلا دبابة ليوبارد والمرأة الأفغانيّة.
ياسيدتي موضوع المرأة الأفغانيّة تمثيليّة أمريكيّة للتغطية على هروب الجيش الأمريكيّ من أفغانستان كالجرذان…ما يضير العالم إذا لبست الخيمة فوق رأسها أو تعرت على شاطيء البحر؟ ما هو العالم كذلك بين عري ودثار…اختاري العوم في البحر أو النوم في الخيمة من دون جدار…مع الاعتذار للشاعر نزار قبانيّ.لا نردد كلّ شيء يقوله الإعلام الغربيّ…من دون تمحيص ولا اختبار.هم يبحثون عن مصالحهم ولا يهمهم المرأة أينما تكون وماذا تلبس وتعمل!!
المرأة الأفغانيّة لا تختلف عن المرأة العربيّة في الصحاري العربيّة اليوم: اللبس نفسه والمكانة نفسها من الجزائر إلى
الخليج.
هناك مبالغات إعلامية مفبركة عن المرأة الأفغانية.
علمانيون بحجاب