نيويورك- “القدس العربي”: قال فولكر بيرتس، رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان، إنّ جهود الأمم المتحدة في السودان تتركز الآن على التوصل إلى وقف إنساني مؤقت للقتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.
وصرح في مؤتمر صحافي عبر دائرة الاتصال المغلقة من السودان بأن أكثر من 180 مدنيا قتلوا وأصيب 1800 بجروح خلال الأيام الثلاثة الماضية. وقال بيرتس إن من بين القتلى 3 من العاملين مع برنامج الأغذية العالمي لقوا مصرعهم أثناء تأدية مهامهم لخدمة الشعب السوداني بشمال دارفور.
ورداً على سؤال لـ”القدس العربي” حول دور التدخلات الخارجية في الأحداث الجارية في السودان، أجاب “لا دليل على أن هناك تدخلات خارجية ولكن هناك بعض الجهود البناءة من الدول المجاورة للسودان بما فيها جنوب السودان للتهدئة”.
بيرتس: الاتفاق الإطاري بين المكونات العسكرية وبعض الأحزاب لم يكن اتفاقاً سياسياً شاملاً
وحول سؤال “القدس العربي” ما الذي أدى إلى هذه المواجهات بعد الإحاطة الإيجابية والتي اتسمت بالتفاؤل التي قدمها السيد بيرتس لمجلس الأمن يوم 20 آذار /مارس الماضي، وقال إن الاتفاق الإطاري الموقع في كانون الأول/ديسمبر 2022 يسير حسب الجدول الزمني. “ما الذي حصل بين 20 آذار /مارس وهذه الأيام؟”، أجاب بيرتس: “قد نعرف بالضبط ماذا حصل ولماذا انفجرت الأوضاع بعد انتهاء القتال والتحقيق في أسباب المواجهات.
وأضاف” كنت متفائلاً بعد الاتفاق الإطاري، ولكنه كان اتفاقا بين المكونات العسكرية وبعض الأحزاب المدنية . لم يكن اتفاقا سياسيا شاملا. كان اتفاقا بين البرهان والعديد من ممثلي المجتمع المدني والذي أدى إلى ما حدث يوم 25 تشرين الأول/ أكتوبر 2021. كان من المفروض أن يتم توسيع الاتفاق الإطاري بدعم وتأييد من الأمم المتحدة. هذا الخلاف ليس بين العسكريين والمدنين بل صراع على السلطة بين قوى عسكرية موجودة داخل البلاد”.
وأضاف بيرتس في مؤتمره الصحافي أنه باعتباره ممثلا للأمم المتحدة في السودان وبدعم من الشركاء الإقليميين والدوليين، بذل جهودا لإقناع قادة الجانبين بالاتفاق على تعليق القتال لأغراض إنسانية لعدة ساعات. وأشار إلى أنهما وافقا الأحد، على وقف القتال لمدة 3 ساعات ولكن الاتفاق طُبق جزئيا وأدى إلى تهدئة القتال وخاصة خلال الليل. وقال إن الطرفين وافقا على اتفاق مماثل اليوم الإثنين من الرابعة إلى السابعة مساء بالتوقيت المحلي. ولكنه ذكر أن القتال استؤنف قبل السابعة.
وجدد بيرتس دعوته إلى وقف القتال على الفور والسماح بوصول المساعدات الإنسانية. وطلب من الطرفين احترام وحماية منشآت الأمم المتحدة وموظفيها وعاملي الإغاثة ومقار السفارات والمنشآت الطبية.
وأكد المبعوث الخاص للأمين العام في المؤتمر الصحافي على حدوث تجاوزات جسيمة تعرضت لها مخازن برنامج الأغذية العالمي ومكاتب ومقرات العديد من الوكالات الأممية التي كانت وسط تبادل إطلاق النار بالإضافة إلى تعرضها للسلب والتدمير في دارفور خلال الثماني والأربعين ساعة الماضية. وقال إن ذلك يجعل من الصعب للغاية، إن لم يكن مستحيلا، توصيل المساعدات الإنسانية في دارفور وغيرها من المناطق. وأشار إلى أن المطار مغلق بما يعني عدم القدرة على إدخال الإمدادات اللازمة.
بيرتس: هناك العديد من المبادرات للوساطة من مجموعة الإيغاد والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية ولكن أجواء السودان مغلقة
وردا على أسئلة الصحافيين قال بيرتس إنه لا يستطيع تحديد حجم الأضرار وقيمة الإمدادات التي نُهبت أو دمرت. وقال:”لا يعني هذا أن الأنشطة التي تقوم بها الوكالات قد توقفت، ولكن إذا لم يستطع موظفو برنامج الأغذية العالمي واليونيسف ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي التحرك، إذا كانوا مضطرين إلى البقاء في منازلهم وإذا سُرقت سياراتهم ودمرت مكاتبهم أو كانت تقع وسط تبادل إطلاق النار، فلن يستطيع الموظفون القيام بعملهم. لا يعني هذا تعليقا للعمل ولكن يعني أننا سنبقى وسنواصل العمل بقدر الإمكان”.
وقال بيرتس إن هناك عددا من المبادرات للوساطة من مجموعة الإيغاد والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية ولكن أجواء السودان مغلقة ولا يستطيع أي وسيط الدخول إلى السودان.
وكان السيد بيرتس قد قدم إحاطة لمجلس الأمن في جلسة تشاور مغلقة عقدها أعضاء المجلس بعد انتهاء الاجتماع المفتوح حول اليمن الذي انتهى بعد منتصف النهار حسب التوقيت المحلي لمدينة نيويورك. سفير غانا لدى الأمم المتحدة، هارولد أديلاي أغيمار، قال ردا على سؤال لـ”القدس العربي” حول أي وساطة للاتحاد الأفريقي في النزاع السوداني، إن الاتحاد الأفريقي يجري اتصالات مع جميع الأطراف بهدف التوصل إلى وقف إطلاق النار أولا. وبعد وقف إطلاق النار يمكن الحديث عن الوساطة.
ليندا-توماس غرينفيلد: حان الوقت الآن لنبذ العنف والعودة إلى المفاوضات. نحث الأجهزة الأمنية على اتخاذ خطوات فعالة للحد من التوترات وضمان سلامة جميع المدنيين
من جهتها، أدانت ممثلة الولايات المتحدة الأمريكية، ليندا-توماس غرينفيلد، القتال الدائر بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع. “هذا القتال يهدد أمن وسلامة المدنيين السودانيين ويقوض الجهود المبذولة لاستعادة الانتقال الديمقراطي في السودان. لقد قتل ما يقرب من 100 شخص، من بينهم ثلاثة من موظفي برنامج الأغذية العالمي، كانوا يعملون لإنقاذ الأرواح وإطعام الجياع. هذا القتال ببساطة يجب أن يتوقف”، صرحت أمام الصحافة المعتمدة بعد أن خرجت من الجلسة المغلقة لمجلس الأمن حول السودان.
وحثت السفيرة الأمريكية الأجهزة الأمنية السودانية على إنهاء الأعمال العدائية على الفور دون شروط مسبقة. وأضافت توماس غرينفيلد” “حان الوقت الآن لنبذ العنف والعودة إلى المفاوضات. نحث الأجهزة الأمنية على اتخاذ خطوات فعالة للحد من التوترات وضمان سلامة جميع المدنيين وموظفي الأمم المتحدة وغيرهم من الدبلوماسيين والعاملين في المجال الإنساني. وقف إطلاق النار هو السبيل الوحيد لحل القضايا العالقة ، وضمان وصول المساعدات الإنسانية ، واستئناف المفاوضات لوضع السودان على الطريق نحو اتفاق سياسي. وفي غضون ذلك ، يجب على جميع الأطراف الأجنبية المشاركة بشكل بناء وعدم زيادة تعقيد الوضع على الأرض
أمم متحدة لا نفع من وجودها،. فهي وجدت لتحمي أطماع الكبار و الدوس على الصغار ☹️☹️☹️???