عمان ـ «القدس العربي»: بدت مقاربة موجعة سياسياً، لكنها تشكل بالتأكيد هاجساً أساسياً لنخبة عريضة من الشخصيات الوطنية والسياسية والدبلوماسية الأردنية التي تعبر جهاراً ونهاراً عن مخاوفها ضمن حيز مصالح المملكة الكبرى إذا ما تمكن يمين إسرائيل من ابتلاع قطاع غزة واستمر الخذلان للمقاومة ولشعبها.
قالها بتلقائية شديدة الدبلوماسي الأردني المخضرم والسفير الأردني السابق الدكتور موسى بريزات، تعليقاً على خلاصة سياسية عرضتها «القدس العربي» بعنوان «إذا تمكن العدو الإسرائيلي من الحسم في مدينة رفح، من الطبيعي أن نخشى كأردنيين على جبال السلط».
السفير المخضرم البريزات صاحب وجهة نظر في تحليل الزاوية الأردنية وإعادة تدويرها، معتبراً أن طموحات اليمين الإسرائيلي بالأرض ستشكل خطراً على الجميع في المنطقة، ليس لأن كيان الاحتلال توسعي بطبيعته فقط، ولكن لأننا نتحدث عن دولة طامعة ومهيمنة إذا ما تمكنت من حسم الأمور وفق جدولها في قطاع غزة.
ما اقترحه الدبلوماسي البريزات في نقاش لاحق مع «القدس العربي» هو رفع مستوى الانتباه الوطني وفقاً لمعادلة في منتهى البساطة، فكرتها أن المقاومة إذا خسرت ـ لا سمح الله ـ علينا توقع عربدة إسرائيلية في الإقليم، مقترحاً أن أول من سيعاني من تلك العربدة بكل حال هو الأردن قبل غيره، نظاماً وحكماً وشعباً.
مسألة جوهرية
مسألة جوهرية يطرحها البريزات متفقاً مع شخصيات سياسية مخضرمة سمعتها «القدس العربي» عدة مرات، ومن بينها رئيسا الوزراء الأسبقان أحمد عبيدات وعلي أبو الراغب، هي تلك التي تفترض إذا ما أفلت العدو بانفراده بأهل غزة، فإن رئيس الوزراء المقبل في إسرائيل سيكون إيتمار بني غفير، وستصبح المنطقة برمتها تحت رحمة كيان مهيمن إذا ما هزمت المقاومة لا سمح الله.
تلك المقاربة توسعت أكثر في ذهن النخب الأردنية، وهي تتابع تطورات معركة رفح حصرياً وسط تذكير بالقاعدة التي طالما أشار لها وبحضور «القدس العربي» أيضاً رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري، عندما تحدث عن كيان طامع وليس طامحاً فقط، وما يصر البريزات على الانتباه له هو فلسفة اليمين الإسرائيلي التوسعية بطبيعتها وفلسفتها في طموحات الأرض.
لذلك، جبال السلط وهي الأقرب لحدود فلسطين المحتلة، ليس هناك ما يمنع أن تدخل في سياقات أطماع اليمين التوسعية، أو بالحد الأدنى تصبح مهددة عندما تبدأ إسرائيل بعد الحسم في غزة بممارسة العربدة المقصودة في سياق التوقع، وهي تعبير مرادف لآخر استخدمه مرات عدة الرئيس أبو الراغب، هو البلطجة الإسرائيلية، مقترحاً دوماً مواجهتها أردنياً بما يتجاوز الوقوف فقط عند الدبلوماسية الخشنة.
النظرة إلى حد بعيد إلى دور المقاومة الفلسطينية في التأسيس لمساحة فاصلة ما بين مصالح الدولة الأردنية وأطماع اليمين الإسرائيلي تغيرت على نحو دراماتيكي مؤخراً وسط النخب الأردنية.
كيف نحمي السلط الأردنية إذا سقطت رفح الفلسطينية؟
ومعركة رفح الختامية عززت كل المخاوف والهواجس مجدداً وسط الأردنيين، حتى إن المنقول عن شخصيات بارزة جداً في هرم رجال الدولة مثل الرئيس أحمد عبيدات وغيره في المجالسات والنقاشات، هو التنبيه لضرورة التعمق في تأمل فكرة نجح الغطاء الأمريكي لإسرائيل فيما يبدو بزرعها في ذهن بعض الأنظمة الرسمية العربية.
تلك الفكرة مضمونها «تخويف» دول عربية، من بينها مصر والأردن والسعودية والإمارات، من مآلات صمود مقاومة إسلامية الطابع، فيما كان الرئيس عبيدات هو من أطلق علناً أول تحذير وإنذار مبكر بمنطق يحاول تذكير دوائر القرار والشعب الأردني بأن صمود المقاومة في غزة وفلسطين هو مظلة في هذه المرحلة الحرجة، تحمي المصالح القومية والأساسية للدولة الأردنية.
طبعاً، لا تشتري أدوات ورموز إدارة الملفات الحالية في الطبقة بالمناصب العليا، مثل هذه الرواية، ولا يبدو أن أحداً في الحكومة يريد قراءة ما بين أسطر عبارة قالها وزير البلاط الأسبق الدكتور مروان المعشر عن طريق وحيد تبقى لإقامة دولة فلسطينية، هو المقاومة.
في المحاججة الرسمية وفي سياق تعبيرات الدولة العميقة إقرار بمخاطر برامج اليمين الإسرائيلي يقابله حديث عن ضمانات أمريكية دائمة تخص أي أطماع على حساب الأردن. لكن ذلك الحديث لم يعد يقنع شخصيات سياسية ووطنية بارزة جداً لا علاقة لها بالمعارضة الحزبية ولا بحراكات الشارع، ومحسوبة دوماً على ما هو أعمق بدلالات وإشارات الولاء والانتماء للنظام السياسي.
رغم ذلك ورغم توسع رقعة الهواجس والمخاوف عشية معركة رفح من الهيمنة والعربدة الإسرائيلية لاحقاً، تطبق أدوات السلطات بصمت وخلف الستائر قاعدة الاشتباك التي تقول إن مصلحة الأردن الأعمق قد تكون في انتقال الأحداث المرتبطة بقطاع غزة إلى مستويات مشروع سياسي بغطاء دولي لإقامة دولة فلسطينية.
والمعنى هنا أن ثم من يرى مصلحة الأردن بأن لا ينتصر اليمين الإسرائيلي على المقاومة، وبأن لا تنتصر حركة حماس بصورة حاسمة.
معادلة حمالة أوجه
وهي معادلة حمالة أوجه مجدداً، وتثبت أن الوعي المتراكم في ذاكرة المؤسسة السياسية الأردنية بعد 7 أكتوبر يقرأ الإشارات ويتعامل مع التحديات والرهانات هنا وهناك، لكنه لم ينضج برأي كثيرين بعد إلى المستوى الذي يقترح معادلة جبال السلط وعمان ومخاطر الانتقال الإسرائيلي الجديد والعربدة المتوقعة. لذلك، وبالخلاصة الوطنية، يمكن القول إن مخاوف دبلوماسي عريق خبير في الأزقة الدولية والكواليس مثل البريزات، ينبغي أن تؤخذ بالاعتبار، خصوصاً عندما تنطوي على تحذير من أن طموحات السيطرة على الأرض أكثر ستصبح إفرازاً طبيعياً لدى اليمين الإسرائيلي إذا ما تم تمكينه عربياً وإسلامياً من التهام حركة حماس والمقاومة وابتلاع قطاع غزة.
من يريد دليلاً على ذلك مجدداً من الرسميين والموظفين ومن جناح الخواجات في عمان، يمكنه بكل بساطة العودة إلى المقابلة الأخيرة التي سجلها لصالح «فوكس نيوز» بنيامين نتنياهو وهو يتحدث فيها حصراً عن خطته مستقبلاً للسيطرة التامة على الأرض غربي نهر الأردن.
هذا الموضوع لا يحتاج الكثير من الفلسفة واللت والعجن. لو كانت الانظمة العربية جميعها وخاصة دول الطوق تعقل شيئا في السياسة ولو كانت تمتلك قرارها بيدها لقدمت الدعم العسكري على الاقل للمقاومة في غزة لان المقاومة في غزة آخر حصن قبل انهيار أنظمة مثل الاردن يتربص له الكيان بالمرصاد.
أنا ابشر المخضرم الدكتور بريزات المحترم لا تخاف على جبال السلط ولن يجرؤ العدو الاقتراب من اي ارض اردنيه ابدا لاننا عندنا جيش اردني اصيل وباسل وكلهم ابناء العشائر الاردنيه الذين لا يهابون الموت في سبيل بلدهم ونحن ابناء القبائل الجيش الرديف لجيشنا العظيم.
الخطر قادم، وتقسيم الاردن الى ثلاث دويلات أحدها بزعامة فلسطينية (وطن بديل) مطروح على الطاولة منذ نشات الكيان الصهيوني.
الخطوة الان تهجير أهل غزة وضم قطاع غزة للكيان، ومن ثم يأتي الدور على الضفة في السنوات العشر القادمة، وهذا يعني تواجد ١٠ مليون فلسطيني في عمان والزرقاء والسلط ومادبا، ولن تجد أمريكا مشكله في إيجاد محمود عباس لإقامة دولة فلسطينية
الخطر الأكبر على النظام في الاردن، فهزيمة حماس في غزة تعني ضرورة انتقال كافة حركات المقاومة الفلسطينية إلى الاردن، والاشتباك مع النظام هناك سيؤدي إلى حالة من الانقسام تسهل مأمورية اسرائيل وامريكا والغرب في إنشاء وطن بديل للفلسطينيين في وسط الاردن.
من مصلحة النظام الأردني الان، الانقلاب على امريكا واسرائيل ١٨٠ درجة، وان ينضم الاردن إلى محور المقاومة بتخطيط وسيطرة من قبل النظام بدل أن يتحول كأمر واقع لا فكاك منه.
الى المعلق ابو العتاهيه اكيد انت لا تعرف الاردنيين ابناء العشاير ولم تجربهم فقد جربوهم في السبعينات