مجازر إسرائيلية في غزة واستهداف معدات الخدمات الثقيلة

أشرف الهور
حجم الخط
0

غزة – «القدس العربي»- ووكالات: واصلت إسرائيل الثلاثاء ارتكاب مجازر مروعة في قطاع غزة من خلال استهدافها المدنيين الفلسطينيين في إطار حرب الإبادة المستمرة منذ تشرين الأول / أكتوبر عام 2023، وعمدت إسرائيل التي تستهدف البنية التحتية بدمار كامل، إلى استهداف المعدات والآليات الثقيلة التي تستخدمها الهيئات القطاع الخدمية.
وذكرت مصادر طبية لشبكة «الجزيرة» أن 32 فلسطينيا استشهدوا في غارات إسرائيلية على مناطق عدة في قطاع غزة منذ فجر الثلاثاء. وتعمد الطيران الحربي استهداف المعدات الثقيلة التي أدخلت خلال فترة التهدئة الماضية إلى القطاع، بهدف إزالة الركام وفتح الطرق المغلقة، في الوقت الذي كشف فيه جيش الاحتلال عن عمليات توضح شق طريق تحرك لآلياته على في «محور موراج» جنوب القطاع، على غرار ما فعل سابقا في «محوري فيلادلفيا ونتساريم».
وقد استفاق سكان قطاع غزة على سلسلة مجازر دامية، أسفرت عن استشهاد وإصابة العشرات، حيث سقط أربعة شهداء وأصيب عدد آخر بجراح، جراء قصف طائرات الاحتلال خيمة تؤوي نازحين في منطقة أبو قمر بمخيم جباليا شمالي القطاع، كان من بينهم رجل ونجله وسيدة وطفل صغير.

الشلل الدائم يهدد 602 ألف طفل ولازاريني: جوع متعمد

وتلا ذلك أن استشهد ثلاثة مواطنين وأصيب عدد آخر بجراح، بعدما قصفت طائرات الاحتلال منطقة بئر النعجة غربي المخيم، كما سقط مصابون إثر قصف مركز إيواء نازحين في بيت لاهيا.
وترافق ذلك مع استمرار غارات الاحتلال الجوية وعمليات القصف المدفعي وإطلاق النار من رشاشات ثقيلة على العديد من المناطق الحدودية الواقعة شرق وشمال بلدة بيت حانون، وكذلك شرق بلدة جباليا وعلى أطراف بلدة بيت لاهيا.
كما استهدفت بالقصف الجوي مخزن معدات تابعا لبلدية جباليا النزلة، ما أدى إلى اشتعال النيران فيه، وقد أدى القصف إلى تدمير 10 جرافات، وشاحنة لنقل المياه الصالحة للشرب، وكذلك شاحنات نقل وقود وأخرى لجمع النفايات، وهو ما من شانه أن يخلق أزمة كبيرة في تقديم الخدمات لسكان شمال غزة.
واستنكر جهاز الدفاع المدني في تدمير الآليات، التي قال إنه استخدمها بالتعاون مع البلديات في المهمات الإنسانية لإزالة الركام وإنقاذ الجرحى وانتشال الشهداء.
أما في مدينة غزة، فقد تواصلت الهجمات العنيفة، واستشهد خمسة مواطنين، فيما سقط عدد آخر جرحى، عندما قصفت طائرات الاحتلال منزلًا لعائلة بكر غربي المدينة.
وأحدث القصف دمارا كبيرا في المكان، وفي المناطق المجاورة له، حيث واجهت طواقم الإنقاذ صعوبات في انتشال جثامين الضحايا، بسبب نقص الإمكانيات.
كذلك قامت قوات الاحتلال بشن عدة غارات جوية على المدينة، كان من بينها غارتان استهدفتا منزل لعائلة حجازي في منطقة الثلاثيني في حي الصبرة، كما استهدفت الغارات المناطق الشرقية لحي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة.
وذكرت مصادر محلية أن عمليات قصف مدفعي عنيف وعمليات إطلاق نار من رشاشات ثقيلة استهدفت أيضا حي الزيتون وحي الشجاعية المجاور، وكلاهما أحياء يحتل جيش الاحتلال مساحات من الجهة الشرقية لهم، وقد أجبر غالبية سكانهم للنزوح القسري، وسقط قذيفة مدفعية على شقة سكنية في حي الدرج وسط مدينة غزة.

نسف مبان

وحسب المصادر المحلية، فإن جيش الاحتلال قام بعمليات نسف مبان جديدة شرق مدينة غزة، حيث سمعت أصوات الانفجارات عدة مرات من مناطق عدة في المدينة، كما أطلقت مدفعية الاحتلال قنابل دخانية على الأطراف الشرقية من حي الزيتون، فيما أطلقت طائرات «كواد كابتر» قنابل على الحي.
وفي تطور خطير، استهدفت طائرات الاحتلال عددًا من الجرافات والآليات التابعة لبلدية غزة، خلال وجودها في شارع الثلاثيني بحي الصبرة، ومن بينها آليات وجرافات جرى إدخالها خلال فترة التهدئة، للمساعدة في عمليات إزالة الركام وفتح الطرق وإصلاح خطوط البنى التحتية المدمرة، ومن شأن هذه الخطوة أن تزيد من الأوضاع المأساوية، وتصعب عمليات إزالة الركام وفتح الطرق المغلقة بسبب القصف، وكذلك من شأنها أن تصعب مهام إنقاذ الضحايا من تحت الركام.
في السياق، تواصلت الهجمات العنيفة التي يشنها جيش الاحتلال على أطراف وسط قطاع غزة، وقصف المناطق الشرقية لمخيم النصيرات، والأطراف الشرقية لمخيم البريج المجاور، وكذلك حدود مخيم المغازي، وأطراف مدينة دير البلح، حيث تجبر هذه الهجمات المتواصلة منذ بدء العدوان على غزة، سكان المناطق الحدودية القريبة من توغل جيش الاحتلال على النزوح القسري.

مجزرة خان يونس

في الموازاة استمر التصعيد الدامي على مدينة خان يونس جنوبي القطاع، وارتقى تسعة شهداء وأصيب عدد آخر، جراء قصف الطيران الحربي الإسرائيلي منزلًا قرب دوار «السكة» وسط المدينة.
ونقل الضحايا إلى مشفى ناصر، بعد أن صعوبات في انتشالهم بسبب الدمار الذي خلفه القصف، وعدم امتلاك طواقم الدفاع المدني والاسعافات الإمكانيات اللازمة لذلك، بسبب الحصار والتدمير الإسرائيلي الممنهج لآليات الدفاع المدني.
وفي ساعات صباح الثلاثاء، قام أهالي الضحايا بتجميع جثامين الشهداء في ساحة المشفى، بعد إجراء عملية الوداع، ومن ثم أدوا صلاة الجنازة، قبل نقل الشهداء إلى المقبرة لمواراتهم الثرى، وسط أجواء حزن شديدة عبر عنها الكثير من أهالي الضحايا.
وفي هجوم آخر، استشهد مواطن وأصيب آخرون ي قصف خيمة تؤوي نازحين في بلدة بني سهيلا، فيما أصيب عدد من المواطنين بجروح إثر قصف الاحتلال خيمة تؤوي نازحين في حي الكتيبة وسط المدينة.
وأعلن جهاز الدفاع المدني أن طواقمه شاركت في اخماد حريق نشب عندما استهداف طيران الاحتلال لجرافة ومركبات ثقيلة وسط المدينة، وهي آليات تشابه تلك التي جرى استهدافها في مدينة غزة، حيث يهدف الاحتلال من وراء ذلك إلحاق الأذى، وسحب كل وسائل العمل المتاحة من طواقم الإنقاذ خلال مهام انتشال الضحايا، وكذلك الحد من قدرة البلديات على شق الطرق المغلقة وإصلاح خطوط المياه المدمرة.
وفي مدينة رفح التي أعلن الاحتلال عن عملية عسكرية كبيرة لاحتلالها بالكامل، ارتقى شهيدان، بعدما قصفتهم طائرة مسيرة على شارع صلاح الدين شمال شرقي المدينة.

محور موراغ

وحسب المعلومات المتوفرة، فإن قوات الاحتلال لا تزال تقوم بعمليات تجريف واسعة على جانبي «محور موراغ» الذي يفصل المدينة عن مدينة خانيونس المجاورة وباقي مناطق القطاع.
ونشرت تقارير عبرية صورا جديدة لهذا المحور، الذي يمتد بطول 10 كيلو مترات، وعرض يصل كيلو مترين، تظهر انتشارا لجيش الاحتلال، وعمليات تجريف وتخريب واسعة للمناطق الزراعية التي تقع على طرفيه.
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أن الجيش الإسرائيلي رصف نصف طريق هذا المحور، الذي يمتد من منطقة «كيبوتس صوفا» حتى شاطئ البحر.
وحسب الصحيفة، فإنه تعمل في رفح حاليا ثلاثة ألوية قتالية، هي «غفعاتي» و «لواء 188» و «لواء جولاني»، وهي عبارة عن فرق قتالية مشتركة من المشاة والمدرعات والهندسة، وقالت إنها تعمل بحذر وتقدم مدروس لتقليل المخاطر التي يتعرض لها الجنود.
ونقلت الصحيفة كذلك عن باراك حيرام قائد «فرقة غزة» في جيش الاحتلال قوله حول إمكانية تولي الجيش توزيع المساعدات « هذا أمر غير مستبعد أن يكون مستقبلا، وكل السيناريوهات مطروحة على الطاولة، وقد يتم استئناف توزيعها قريبا بآليات وطرق جديدة تضمن سيطرتنا عليها».

خطر شلل الأطفال

ومع استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ الثاني من آذار/مارس الماضي، تتواصل المأساة الإنسانية التي تهدد المرضى بالموت، كما تضاعف من رقعة المجاعة.
وقالت وزارة الصحة في غزة، إن الاحتلال لا يزال يمنع إدخال تطعيمات شلل الأطفال لليوم الأربعين على التوالي، لافتة إلى أن ذلك يعيق جهود تنفيذ المرحلة الرابعة لتعزيز الوقاية من مرض «شلل الأطفال».
وحذرت الوزارة بأن 602 ألف طفل يتهددهم خطر الاصابة بالشلل الدائم والاعاقات المزمنة، مالم يتم إدخال التطعيمات، وقالت «أطفال غزة يتهددهم مضاعفات صحية خطيرة وغير مسبوقة، مع انعدام مصادر التغذية السليمة ومياه الشرب».
وفي فترة سابقة من الحرب، جرى الكشف عن حالات إصابة بمرض «شلل الأطفال»، وقد جرى تنفيذ حملات تطعيم وقنت الحرب، رغم المضايقات الإسرائيلية وقصف الأماكن المجاورة لمراكز التطعيم، غير ان الأوضاع في هذا الوقت تزداد خطورة، بسبب رفض الاحتلال إدخال الأدوية والطعومات إلى القطاع.

الجوع

إنسانيا أيضا، ندّد المفوّض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني الثلاثاء بـ»الجوع الذي يتفاقم بشكل متعمّد» في غزة، بعد 50 يوما من منع إسرائيل دخول المساعدات إلى القطاع الذي عاثت فيه الحرب جوعا وخرابا. وقال لازاريني إن «غزة أصبحت موطنا لليأس. فالجوع يتمدّد ويتفاقم بشكل متعمّد وبدفع من الإنسان». وندّد لازاريني على إكس بـ»عقاب جماعي» أنزل بسكان غزة.
وأشار إلى أن «المصابين والمرضى والمسنّين يحرمون من الإمدادات الطبية والعلاجات».
وشجب «استخدام المساعدة الإنسانية عملة مقايضة وسلاح حرب»، مطالبا باستئناف إدخال المساعدات الإنسانية والإفراج عن الرهائن وإقرار وقف لإطلاق النار من جديد.
وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ينس لايركه، الثلاثاء، إن قطاع غزة يشهد «أسوأ وضع إنساني» منذ بداية الحرب بسبب منع إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية.
جاء ذلك في معرض رده على سؤال للأناضول بشأن منع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية لأكثر من 50 يوما، خلال مؤتمر صحافي في مكتب الأمم المتحدة بجنيف. ولفت لايركه الانتباه إلى أن 50 يوما مرت على عدم وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وأن البضائع التجارية لم تصل غزة منذ فترة أطول.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية