غزة – «القدس العربي»: أحصت الجهات الفلسطينية المعنية في قطاع غزة 37 شهيدا على الأقل ارتقوا أمس الإثنين في غارات وقصف نفذهما جيش الاحتلال الإسرائيلي على القطاع منذ فجر الإثنين وحتى ساعات المساء، فضلا عن إصابة اعداد أخرى بجراح.
ومن بينهم هؤلاء الشهداء 25 في شمال غزة الذي يشهد تكثيفا لحرب الإبادة الإسرائيلية.
وقال مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إنه لم يعد هنالك شيء اسمه منطقة إنسانية في غزة، حسبما نقلت عنه صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية.
أما المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، فحذّر من ان الإمدادات الإنسانية المحدودة التي تدخل غزة تضاءلت أكثر منذ الشهر الماضي، وقال إن معظم الطرق المؤدية إلى غزة غير آمنة بسبب الأعمال العدائية المستمرة.
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، أن الجيش الإسرائيلي قتل 1800 فلسطيني منذ بدء الإبادة في محافظة الشمال قبل شهر من الآن، وتعمد تجويع مئة ألف طفل، مشيرا إلى خروج كل المستشفيات عن الخدمة، فضلا عن إصابة 4 آلاف جريح ومئات المفقودين و»تدمير جميع مستشفيات محافظة شمال قطاع غزة وإخراجها عن الخدمة، واستهداف طواقم الدفاع المدني واعتقال بعضها وإخراجه عن الخدمة أيضا».
وكان الاحتلال أبقى على فرض الحصار المشدد على مناطق شمال قطاع غزة، وشنت قواته المتوغلة للشهر الثاني على التوالي عدة غارات جوية، ترافقت مع هجمات أخرى على مناطق أخرى في مدينة غزة وفي وسط وجنوب القطاع، أسفرت عن سقوط عشرات الضحايا، وعن تدمير منازل سكنية.
الغزو البري للشمال يدخل شهره الثاني… وأكثر من 37 شهيداً
وعلى وقع الحصار المشدد والتوغل البري المتمدد لقوات الاحتلال في بلدات شمال القطاع، سقط عدد من الشهداء والمصابين، جراء قصف الطيران الحربي منزلين لعائلتي «فورة» و «أمن» في محيط مستشفى كمال عدوان، في منطقة مشروع بيت لاهيا، فيما أبلغ عن وجود عدد آخر من المفقودين تحت الركام.
وأُحصي 15 شهيدا وأصيب آخرون في غارة للاحتلال على منزلين في شارع الحطبية في بيت لاهيا.
وسقط عدد من الشهداء والمصابين أيضاً حين استهدف الطيران الحربي منازل عائلتي «زعرب» و «أبو سمرة» في حي الصديقين.
وأصيب عدد من المواطنين بينهم طفلان إثر إطلاق مسيرة إسرائيلية النار على فلسطينيين في منطقة جباليا النزلة.
جاء ذلك في وقت نفذت فيه قوات الاحتلال غارات جوية وقصفاً مدفعياً، وعمليات نسف طالت عدة منازل في مخيم جباليا ومنطقة بيت لاهيا، في اليوم الـ 31 للهجوم البري الجديد.
وذكرت مصادر محلية أن الغارات طالت منطقة الدقعة، التي تعتبر من المناطق العسكرية المغلقة التي يمنع الاحتلال الدخول أو الخروج منها، هي وعدة أحياء شمال القطاع، وعلى مناطق أخرى في وسط مخيم جباليا وتل الزعتر ما أدى إلى اشتعال النيران في عدة منازل.
وعادت قوات الاحتلال وقصفت أقسام المبيت وحضانة الأطفال، وساحة مستشفى كمال عدوان إضافة إلى خزانات المياه، ما أدى إلى إصابة طفل بجروح خطيرة، كما تعرضت أيضا المنطقة المحيطة بمستشفى العودة في مخيم جباليا والإندونيسي في بيت لاهيا لاستهدافات من طائرات مسيرة.
وأفادت مصادر طبية بوجود «مصابين في قصف إسرائيلي استهدف مبيت أطفال في الطابق الثالث في مستشفى كمال عدوان».
وأوضحت أن طائرات إسرائيلية ألقت قنابل صوتية على قسم الحضانة في المستشفى، والجهة الجنوبية من المبنى الرئيسي للمستشفى.
وقال مدير مستشفى كمال عدوان الدكتور حسام أبو صفية في تصريحات صحافية إن الوضع في المستشفى كارثي والقصف متواصل «ولا نعلم ما يريده الاحتلال منا».
وأكد أن «كل المساعدات التي تحاول منظمة الصحة العالمية إدخالها تستهدف».
وذكر أن جيش الاحتلال لم يتواصل مع المستشفى قبل استهدافه بصفة مباشرة.
وجاءت الغارات على وقع استمرار الحصار المحكم على المشافي التي تعمل بأقل طاقة، بسبب نقص الأدوية والكوادر الطبية، فيما يهدد المصابين والمرضى خطر الموت، وحتى اللحظة لا تستطيع طواقم الإسعاف المهددة بالتوقف من الوصول إلى غالبية مناطق الاستهداف.
وأعلنت مديرية الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة، أن جيش الاحتلال لا يزال يمنع وصول فرق الدفاع المدني والإسعاف إلى شمالي قطاع غزة.
وأكد جهاز الدفاع المدني أن خدماته لا تزال متوقفة هناك قسرا لليوم الـ 13 على التوالي.
وذكر في بيان تلقت «القدس العربي» نسخة منه، إن التوقف كان «بفعل الاستهداف والعدوان الإسرائيلي المستمر»، لافتا الانتباه إلى أن آلاف المواطنين هناك باتوا من دون رعاية إنسانية وطبية، وقال إن جيش الاحتلال الإسرائيلي هاجم طواقمه وسيطر على مركباته وشرد غالبيتهم إلى جنوب القطاع واختطف 7 منهم. ولا يزال سكان شمال قطاع غزة يعانون من قلة الطعام، مع استمرار قوات الاحتلال إدخال أي شاحنات مساعدة لهم.
وفي مدينة غزة، شهدت عدة أحياء تصعيدا في القصف الجوي والمدفعي، حيث سقط عدد من الشهداء والمصابين فجر الإثنين، جراء استهداف منزل لعائلة «البطش» في حي التفاح شرقي المدينة، وظلت طواقم الإنقاذ تعمل حتى ساعات الصباح لانتشال المصابين والضحايا من تحت الركام، وتمكنت بعد ساعات من انتشال طفلة مصابة.
كذلك استهدفت قوات الاحتلال بالغارات الجوية منطقة الصفطاوي شمال المدينة، ما أدى إلى سقوط شهيد وعدة إصابات، وقامت زوارق حربية باستهداف منطقة مرفأ الصيادين غربي المدينة، وطالت غارة جوية منزلا يقع في محيط شارع الصناعة في حي تل الهوا.
وأفيد عن ارتقاء شهيد وإصابة آخرين في إطلاق نار من مسيرة إسرائيلية على فلسطينيين في منطقة الصفطاوي.
ومساء، أفيد عن 5 إصابات على الأقلّ جراء استهداف مسيرات الاحتلال «مدرسة عرفات للموهوبين» التي تؤوي نازحين في حي الشيخ رضوان غرب مدينة غزة.
وبالوتيرة المرتفعة، هاجمت قوات الاحتلال حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، واستهدف طائرات مروحية بالرصاص الثقيل المناطق الشرقية، فيما سجل عدة عمليات قصف مدفعي طالت المناطق الجنوبية ووسط الحي، ومنطقة السكة.
وذكرت مصادر محلية أن عمليات قصف مدفعي نفذتها قوات الاحتلال المتوغلة جنوب غزة، طالت أطراف حي الصبرة، وسط تحليق مكثف وعلى ارتفاعات منخفضة للطيران الحربي النفاذ.
النصيرات
في الموازاة، عادت قوات الاحتلال وصعدت من هجماتها على مناطق مخيم النصيرات وسط القطاع، وارتقى شهيد وأصيب عدد آخر جراء قصف طائرة حربية منزلًا لعائلة «النباهين» في منطقة بلوك 2 شمال المخيم، وارتقى شهيدان أيضا في استهداف منزل لعائلة «قدوحة» في المخيم، وفي هجوم آخر استشهد شاب، وأصيب أكثر من 12 آخرين، جراء استهداف قوات الاحتلال مجموعة مواطنين في محيط «منتزه كراميش» شمالي المخيم.
كذلك استشهد شاب متأثرا بإصابته الحرجة في قصف استهدف نادي خدمات المغازي قبل أسبوع، فيما أصيب أربعة مواطنين بينهم حالة خطيرة، جراء استهداف منطقة تقع شرق مخيم البريج.
وشنت قوات الاحتلال بعدة هجمات على تلك المناطق، طالت أحياء الدعوة والمفتي، وهي مناطق تعرضت نهاية الأسبوع الماضي ومطلع الأسبوع الجاري لهجوم عنيف خلف عشرات الضحايا وأحدث دمارا كبيرا، حيث لا يزال الكثير من سكان تلك المناطق نازحين في مناطق أخرى.
وذكرت مصادر محلية أن طائرة حربية إسرائيلية قصفت منزلين في بلوكات 7 و12 في مخيم البريج المجاور، كما قصفت قوات الاحتلال بالمدفعية المناطق الجنوبية الشرقية لمدينة دير البلح.
خان يونس
أما في مدينة خان يونس، فقد كثفت قوات الاحتلال من هجماتها على المناطق الشرقية، واستهدفت بلدة القرارة وأطراف بلدة عبسان وبني سهيلا، وسقط عدد من المصابين جراء قصف طائرة مسيرة منزلًا في منطقة قيزان رشوان جنوبي المدينة.
ومع عودة التصعيد العسكري للمدينة، ناشدت وزارة الصحة المواطنين، بضرورة التبرع بالدم، في مجمع ناصر الطبي، بسبب تصاعد العدوان والشح الشديد بوحدات الدم.
إلى ذلك فقد استشهد مواطنان وأصيب عدد آخر بجراح مختلفة، جراء قصف استهدف تجمعا للمواطنين شرق مدينة رفح، وقد جرى نقلهم إلى المستشفى الأوروبي القريب، فيما قامت طائرات مروحية بشن عدة غارات على شرق المدينة، وسط عمليات استهداف أخرى طالت الأحياء الغربية لتل السلطان والسعودي، والتي تتعرض لهجوم بري أيضا.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة عن ارتكاب الاحتلال ثلاث مجازر ضد العائلات، وصل منها للمستشفيات 33 شهيدا و 156 إصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية، لافتة إلى ارتفاع حصيلة العدوان الى 43,374 شهيدا و 102,261 إصابة منذ السابع من أكتوبر عام 2023.