مجلة ألمانية: لهذه الأسباب نجت حماس من حرب إسرائيل ضدها

علاء جمعة
حجم الخط
29

برلين- “القدس العربي”:

سلّطت مجلة شبيغل الضوء على قدرة حماس على البقاء والمناورة بالرغم من مضي أكثر من 9 أشهر في قتالها ضد إسرائيل.

وبحسب المجلة الألمانية، فإن وقف إطلاق النار يبدو ممكنا هذه المرة وأقرب من أي وقت مضى، بيد أن الأفق السياسي هناك لا يطرح بقوة بديلا لحركة حماس وهو ما يساعدها كثيرا بالإضافة إلى أمور أخرى تحظى بها في معركتها الدائرة منذ وقت طويل.

كيف تمكنت حماس من الصمود؟

في حوار مع مجلة شبيغل، يقول الخبير مايكل ميلشتين من جامعة تل أبيب، الذي كان يرأس ذات يوم قسم المخابرات العسكرية الإسرائيلية: “علينا أن نعترف بأنه لم يتم إحراز أي تقدم.. بعد تسعة أشهر من بدء هذه الحرب الرهيبة وغير المسبوقة، تمكنت حماس من البقاء، وذلك على الرغم من أن هذه الحرب قد استمرت بالفعل لفترة أطول من أي حرب سابقة خاضتها إسرائيل خلال الأربعين سنة الماضية”.

ورغم ذلك، ووفقاً لوزارة الصحة التابعة لحركة حماس، قُتل أكثر من 38 ألف فلسطيني في غزة ودُمرت أجزاء كبيرة من المنطقة الساحلية. على الرغم من مقتل أكثر من 300 جندي إسرائيلي وإصابة أكثر من 4000 آخرين منذ بدء الهجوم البري.

شكوك قيادة الجيش الإسرائيلي

حتى قائد الجيش الإسرائيلي هيرتسي هليفي يبدو من بين أولئك الذين لم يعودوا يؤمنون بإمكانية تحقيق هدف إسرائيل الأكثر أهمية في الحرب: تدمير حماس. وفي منتصف شهر مايو/ أيار، قال لمحطة تلفزيون إسرائيلية: “طالما لا توجد عملية دبلوماسية لتشكيل حكومة في قطاع غزة لا تعتمد على حماس، فسوف يتعين علينا الاستمرار في شن حملات في أماكن أخرى لتدمير الحركة”.

وبحسب المتحدث باسم جيش الاحتلال، فإن أولئك الذين يعتقدون “أننا نستطيع أن نجعل حماس تختفي مخطئون. حماس فكرة.. حماس حزب سياسي.. إنها متجذرة في قلوب الناس”.

أهالي الرهائن كعنصر مساعد

بحسب المجلة، فإن الضغط الداخلي في إسرائيل والذي يتثمل في أهالي المعتقلين، ساعد حماس على المناورة، وهو ما شجع على تقديم أكثر من صيغة لوقف النار من أجل أن تكون متوافقة لإسرائيل وحماس.

وتقول شبيغل إن تسعة أشهر هي فترة طويلة لحوالي 80 محتجزا من إسرائيل الذين ربما ما زالوا على قيد الحياة في قطاع غزة. وكذلك بالنسبة للفلسطينيين، الذين فقد الكثير منهم أفراداً من عائلاتهم ومنازلهم.

ويلعب أقارب المحتجزين ومؤيدوهم دورا في إجراء المفاوضات الجديدة، وإن كان على نطاق أصغر. وقد ظل الآلاف، وأحياناً عشرات الآلاف، يتظاهرون منذ أشهر للمطالبة بالإفراج عن المحتجزين المتبقين. إنهم يلومون الحكومة على حقيقة أن هذا لم يحدث حتى الآن. ولم يحدث إلا بعد تسعة أشهر بالضبط من السابع من أكتوبر، حيث أدت مظاهرة إلى إصابة حركة المرور بالشلل في أجزاء كبيرة من وسط إسرائيل.

ما يكفي من المقاتلين المحتملين

يقدر ميلشتين أن حماس تكبدت خسائر كبيرة، وأن 80 بالمئة من ترسانتها الصاروخية تم تدميرها أو استنفادها. ويقول: “لم يبق لديهم سوى عدد قليل من الصواريخ التي يمكن أن تصل إلى تل أبيب”. كما قُتل بعض القادة، بما في ذلك الرقم ثلاثة في الجناح العسكري لحماس، وثلث وربما حتى نصف المقاتلين، كما يزعم الخبير الإسرائيلي.

لكنه يقول: “إن حماس تتمتع بالمرونة وتستطيع إعادة بناء هياكلها بسرعة.. هناك أعداد كبيرة من الشباب الفلسطينيين اليائسين، عليك فقط أن تمنحهم 100 دولار وسوف ينضمون إليك. كما أن الأنفاق لا تزال سليمة في كثير من الأحيان. وقد تم تدمير أقل من نصف شبكة الأنفاق، التي يقدر طولها بما يصل إلى 700 كيلومتر”.

ثلاثة أسباب لاستئناف المحادثات:

يبدو أن حماس لم تعد تصرّ على وقف كامل لإطلاق النار منذ البداية، وتدفع الولايات المتحدة بقوة من أجل إنهاء الحرب وتمارس ضغوطا على كلا الجانبين. كما يؤيد جنرالات مؤثرون أيضا سحب جزء كبير من الجيش، كما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز ووسائل الإعلام الإسرائيلية في الأيام الأخيرة.

وطالما لا توجد خطة بشأن من سيحكم غزة بدلا من حماس في المستقبل، يخشى الجيش من حرب قاسية لا نهاية لها تكلف أرواح الجنود وذخائرهم، بينما هناك تهديد بالتصعيد مع حزب الله اللبناني. ومن المحتمل أن يؤدي وقف إطلاق النار في غزة إلى تهدئة الجبهة الشمالية، أو على الأقل، منح الجيش الوقت للاستعداد للحرب في الشمال.

وقد أعلن المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري، الذي كان لا يزال يوزع مقاطع فيديو لنفسه من أنفاق حماس في بداية الحرب، أن “أولئك الذين يعتقدون أننا قادرون على جعل حماس تختفي مخطئون.. حماس هي الفكرة، إنها حفلة. إنها متجذرة في قلوب الناس، ومن يدّعي خلاف ذلك فهو يذر الرمال في عيون الجمهور”. وقد بدا الأمر وكأنه انتقاد مستتر لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

نتنياهو عائق محتمل

لكن يمكن لشخص واحد أن يدمر الأمل الناشئ مرة أخرى: بنيامين نتنياهو. وفي يوم الأحد أيضاً، نشر مكتبه قائمة شروط صفقة التبادل، بما في ذلك جملة شديدة اللهجة: “إن أي اتفاق سيسمح لإسرائيل باستئناف القتال حتى يتم تحقيق جميع أهداف الحرب”.

ويجب على نتنياهو أن يخشى على بقائه السياسي إذا وافق على اتفاق يلزم إسرائيل بوقف إطلاق نار طويل الأمد. وكان رئيس الوزراء قد أوقف بالفعل التوصل إلى اتفاق محتمل مع حماس في الماضي. وقد يكون الأمر مشكلة بالنسبة له على المستوى الداخلي إذا اضطر إلى إطلاق سراح آلاف الأسرى الفلسطينيين.

ومع ذلك، فإن الانسحاب التدريجي دون صفقة الأسرى يمكن أن يكون أكثر تدميراً لنتنياهو. خاصة أنه أصبح من الواضح الآن بشكل متزايد أن إسرائيل لا تستطيع هزيمة حماس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول محسن- المغرب:

    المجلة اسمها Der Spiegel دير شبيغل و معناها المرآة ، أما كلمة شبيغل فلا معنى لها .

  2. يقول هدهد سليمان:

    ليقل من يقول وليشهد من يشهد فلا قيمة لكل ما يقال.
    يذكر الجميع كم اخذ من وقت الحديث عن اليوم التالي من دول عظمى واقليمية مجاورة معادية كانت حذرة وكانت تنتظر اخبارا سارة ولم يحدث ذلك واكتأب الجمع وأحبط.
    طرفان واقعيان فقط لم يتطرقا إلى اليوم التالي لأنهما خبيران لما كانت ستجري عليه الأمور وقد صحت توقعاتهما:
    نتانياهو الذي يعرف من يقاتل ومن أمامه، والقسام التي عرفت امكانياتها سلف وان كل ما كان يقال هراء في عواء في خواء.
    قلت من اول يوم علقت فيه ان اليوم التالي فلسطينيا بامتياز ايماناً بحق شعبنا ومقاومته ومعرفة به بالرغم من الألم والوجع والدمار الغير مسبوق فهذا شيء والواقع الميداني شيء آخر.
    عموما أنا لست مع النغمة الجديدة ان حماس فكرة.
    حماس واقع موجود في الميدان يجسد تطلعات شعب فلسطين في التحرير والقضاء على العدو ويمثل تطلعات الأحرار والشرفاء من احرار العرب في تطهير الأوكار من الدنس.
    حماس هي الخندق والصاروخ والياسين والشواظ والغول وليست مجرد فكرة.
    القسام هو الواقع المر للعدو والأوكار.

    1. يقول صقر قريش:

      يوجد تعليقات مشبوهة مندسة تحت أسماء مختلفة اما تابعة للعدو او للاوكار.

    2. يقول حنين:

      حماس رائدة بتاريخها المشرف وهي كشجرة طيبة اصلها ثابت.. شهداء مؤسسين رحلوا بعوائلهم.. مجاهدين قادة يسطرون تاريخ أمة ويصنعون كرامة وعزة للوطن.. وخلفهم شعب أصله ثابت وفرعه في السماء.. لا يبخل.. ولا يضجر.. كجلمود صخر تتحطم أمامه كل المؤامرات.. فحماس حركة طيبة لشعب أصيل.

    3. يقول هدهد سليمان:

      يا حنين حماس ولدت من رحم المجمع الإسلامي في خانيونس في أواخر الثمانينات.
      أنا لست بحماس ولكن كنت في ذلك الوقت خريج هندسة طازة وكان يوجد جمعية طبية هندسية مشتركة يوءمها المهندسين والأطباء للقاءات اجتماعية ودردشة ولعب تنس طاولة وبلياردو وكان المرحوم الرنتيسي وهو طبيب أطفال وآخرين ياتون إلى الجمعية وكان حلقة ضيقة منهم يجتمعون كل خميس في غرفة في هذه الجمعية بعد صلاة المغرب على ما اذكر. هنالك والله اعلم كانت البدايات حيث المجمع الإسلامي لم يكن يبعد إلا كيلومتر واحد عن مقر الجمعية.
      لم يكن احد يعلم وقتها ان هذه بدايات تحرير فلسطين.
      لذلك اقول ان خانيونس ورجال خانيونس هم من سيحرر أمة محمد ص ومنها سيخرج صلاح الدين ليكسر القيود ويفكك بيت العنكبوت وهذا ما قد حصل مقدمة لكنس العناكب.

  3. يقول زين:

    بعض الخبراء الاميركيين المطلعين يتحدثون عن سبعين الف إصابة في جيوش الصهاينة الفاشيين،

  4. يقول زين:

    الخبراء الاميركيون المطلعون يصرحون ان خساير الجيش الفاشي الصهيوني بلغت سبعون الف إصابة حت الان !

  5. يقول عيسى الجزائري:

    هكذا جيش صهيوني منفوخ إعلامياً، وبمباركة من دول عربية مطبعة،
    أعتقد أن الدول الغربية، بقيادة أمريكا ،تسعى ،من وراء الصفقة ،إلى طمس هزيمة هذا الجيش المحتل والتقليل من تأثير تلك الهزيمة على مستقبل الكيان الصهيوني، خاصةً في ضوء التطورات الدولية وتغير موازين القوى المبري المؤثرة في السياسة الدولية.
    تبقى النتيجة الكبرى والإيجابية من حرب غزة بفلسطين، أن فكرة الكيان الصهيوني المحتل سيزول حتما قد ترسخت، ويبقى تجسيدها وقف على الاجيال القادمة لهذه الأمة.

  6. يقول عبد الواحد:

    السبب الرئسي لصمود مقاتلي جماس ليس كما ذكر في المقال و انما الايمان بالله و بالقضية الفلسطينية و حق الشعب الفلسطيني في ارضه .

  7. يقول Nasser Aburashed:

    “هناك أعداد كبيرة من الشباب الفلسطينيين اليائسين، عليك فقط أن تمنحهم 100 دولار وسوف ينضمون إليك.”

    هل ما رآيته موثقا في فيديوهات المقاومه يجعلك تعتقد انهم من ذوو ال ١٠٠ دولار؟ كذب علي نفسك فآنت معذور – الصفعه كانت مدويه ولاول مره منذ انشاء الكيان يدرك المواطن الاسرائيلي بانه لن ينعم بالامن بعد هذا التاريخ

  8. يقول saleh sobbi:

    فی اهم شیئ نسیتمو هوا (الله ) معهم

  9. يقول احمادو:

    ماذا بقي في غزة حتى نفكر في من سيحكمها غدا ؟ غزة كلها لا تتسع للركام الأحجار والأتربة التي خلفها القصف الاسرائيلي، وأسر بكاملها حذفت من سجل الحالة المدنية ، وبعد كل هذا يتحدث البعض عن انتصارات وبطولات حماس. حماس دمرت غزة ودمرت القضية الفلسطينية إلى الأبد وحساباتها كلها كانت خاطئة منذ البداية بعد ان غررت بها إيران ومحور المقاومة .

  10. يقول فصل الخطاب:

    تحية لحماس تحية للجهاد تحية للكتائب تحية للقسام وتحية للسرايا و لألوية صلاح الدين والمجاهدين وأبو علي مصطفى والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والشهيد عمر القاسم والعرين وجنين و بلاطة و نابلس و اريحا وعقبة جبر وحوارة وكل أحرار فلسطين الأسود والفهود والنمور الذين سيقهرون عصابة الحلف الصهيو صليبي الأمريكي البريطاني الغربي الحاقد الغادر الجبان الذي عاث سفكا بدماء الفلسطينيين منذ 1948 ✌️🇵🇸😎☝️🚀🚀🐒

1 2

اشترك في قائمتنا البريدية