مجلس الأمن يعقد اجتماعا طارئا لمناقشة العدوان الإسرائيلي على إيران

عبد الحميد صيام
حجم الخط
2

نيويورك- “القدس العربي”: عقد مجلس الأمن الدولي، مساء الجمعة، جلسة طارئة ومفتوحة بدعوة من البعثة الإيرانية، تحت بند “تهديد السلم والأمن الدوليين”، لمناقشة الهجوم الإسرائيلي الواسع على إيران، والذي أسفر عن سقوط عشرات القتلى وتدمير منشآت عسكرية ومدنية، من بينها منشآت نووية حساسة.

ديكارلو تحذر من تصعيد خطير

في مستهل الجلسة، قدّمت روزماري ديكارلو، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام، إحاطة للمجلس استعرضت فيها التطورات الميدانية. وأكدت أن الهجوم الإسرائيلي شمل أكثر من 200 طائرة، وألقى ما يزيد على 330 من الذخيرة استهدفت نحو 100 موقع، بينها منشآت نووية بارزة مثل مجمع “نطنز” الذي تعرّض لأضرار جسيمة في محطتي التخصيب.

وقالت ديكارلو إن إيران ردّت بإطلاق صواريخ، كما أطلقت جماعة الحوثي صاروخًا سقط في الضفة الغربية وأدى إلى بعض الخسائر، وفق تقارير أولية.

وشددت ديكارلو على ضرورة وقف التصعيد، قائلة: “نكرر دعوة الأمين العام لجميع الأطراف إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس، وتفادي الانزلاق إلى صراع إقليمي واسع بأي ثمن”. وأعربت عن قلقها البالغ من استهداف المنشآت النووية، مؤكدة أهمية احترام اتفاق الضمانات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

غروسي: المنشآت النووية يجب ألا تكون أهدافًا عسكرية

من جانبه، قدّم مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، إحاطة افتراضية، أكد فيها أن إيران أبلغت الوكالة بتعرّض منشأة نطنز فوق الأرض لهجوم، دون إصابة المنشآت الموجودة تحت الأرض، ما قلل خطر الإشعاع. وأشار إلى وجود تسرب إشعاعي محدود يمكن احتواؤه.

وقال غروسي إنه على استعداد للتوجه فورًا إلى إيران لتقييم الأضرار، داعيًا جميع الأطراف إلى ضبط النفس، مشددًا على أن “المنشآت النووية لا يجب أن تكون هدفًا لأي هجوم عسكري بموجب القانون الدولي”.

الجزائر: إسرائيل لا تستحق عضوية الأمم المتحدة

واتهم السفير الجزائري، عمار بن جامع، إسرائيل بشنّ “عدوان غير مبرر” وانتهاك صارخ للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، خاصة المادة 2 الفقرة 4 التي تحظر استخدام القوة ضد سلامة أراضي أي دولة.

وقال: “حذرنا منذ البداية من استفزازات إسرائيل ومحاولتها لإعادة تشكيل المنطقة. والآن يتأكد صدق تحذيراتنا”. واعتبر بن جامع أن الهجوم جاء لإفشال الوساطة العُمانية التي كانت على وشك استئناف المحادثات النووية بين طهران وواشنطن.

وأضاف: “إسرائيل ترتكب جرائم عدوان ضد لبنان وسوريا وفلسطين والآن ضد إيران، وهي تستعمل التجويع في غزة كسلاح. إنها دولة مارقة، لا تحترم القانون الدولي، ولا تستحق عضوية الأمم المتحدة”. وطالب المجلس بالتحرك الفوري لإيقاف ما وصفه بالعبث الإسرائيلي.

إيران: نحتفظ بحق الردّ

من جانبه، وصف السفير الإيراني، أمير سعيد إيرواني، الهجوم الإسرائيلي بأنه “بربري وإرهابي”، قائلًا إنه أدى إلى مقتل 78 شخصًا وجرح أكثر من 300، بينهم نساء وأطفال. وأضاف أن الهجوم استهدف مواقع عسكرية ومدنية وبنية تحتية، وهو انتهاك واضح لاتفاقية عدم الانتشار النووي وميثاق الأمم المتحدة.

وأكد إيرواني أن بلاده “تحتفظ بكامل حقها في الرد على هذا العدوان”، محمّلًا الولايات المتحدة مسؤولية المشاركة في الهجوم من خلال تزويد إسرائيل بالسلاح والدعم السياسي. وقال: “نتنياهو اعترف علنًا بمسؤوليته عن هذا الهجوم، ويجب أن يُحاسب وفق القانون الدولي”.

ودعا السفير الإيراني مجلس الأمن إلى إدانة العدوان بأقوى العبارات وتحميل إسرائيل المسؤولية الكاملة عنه، محذرًا من أن استمرار الصمت الدولي سيؤدي إلى مزيد من التصعيد وزعزعة الأمن الإقليمي والدولي.

إسرائيل: أنهينا الانتظار

في المقابل، برر السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون، الهجوم بأنه “ضربة وقائية”، مدّعيًا أن إيران كانت تخطط لإعلان الحرب على إسرائيل. وقال: “انتظرنا الدبلوماسية طويلًا، لكنها لم تثمر. الليلة الماضية أنهينا الانتظار”. وأضاف أن الهجمات استهدفت قادة ومسؤولين عن البرامج النووية والصاروخية الإيرانية.

وأكد دانون أن “هذا الهجوم لحظة مفصلية، ليس لإسرائيل وحدها، بل للعالم بأسره”، متهمًا إيران بالسعي إلى تدمير إسرائيل ومواصلة تطوير قدراتها العسكرية دون التزام بالاتفاقيات الدولية.

دعوات لضبط النفس والحلّ الدبلوماسي

وعكست الجلسة انقسامًا واضحًا بين أعضاء مجلس الأمن، لكنها شهدت إجماعًا على ضرورة تجنب الانزلاق إلى حرب إقليمية شاملة، وسط دعوات لإحياء المسار الدبلوماسي بين واشنطن وطهران.

وأكدت عدة وفود على ضرورة احترام القانون الدولي والامتناع عن استهداف المنشآت النووية، وضرورة مساءلة أي طرف يرتكب عدوانًا خارج إطار الشرعية الدولية.

وتأتي هذه الجلسة الطارئة في وقت بالغ الحساسية، وسط تسارع التطورات الميدانية والدبلوماسية في المنطقة. ويبدو أن المجتمع الدولي أمام اختبار جديد لمدى قدرته على منع انفجار صراع إقليمي قد تتجاوز تداعياته حدود الشرق الأوسط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عبدو:

    ما بقى لا مجلس أمن ولا هم يحزنون بقي قانون الغابة ولابد من قيام حرب عالمية تطيح بأمريكا

  2. يقول عمر علي:

    مجلس الأمن للامم المتحدة معطل والدول الغربية بصورة عامة لاتتمكن من القيام بشيء لًقف الغطرسة الاسرائيلية. كل ما تامل الدول العربية تحقيقه هو تغيير في موقف الرءيش الأمريكي تجاه معاناة الشعب الفلسطيني. ولا يوجد شيء يشير إلى وجود تغيير. الشعب الفلسطيني يباد والدول العربية مغلقة امالها على الولايات المتحدة الأمريكية التي مازالت تزود اسراءيل بالأسلحة والمساعدات الاقتصادية. ليس يا شعب فلسطين إلا الله والاعتماد على النفس.

اشترك في قائمتنا البريدية