الأمم المتحدة- “القدس العربي”: بناءً على طلب من الاتحاد الروسي، عقد مجلس الأمن الدولي جلسة مغلقة، الساعة الثالثة مساء الإثنين، للاستماع إلى إحاطات حول آخر التطورات في سوريا بعد انهيار نظام بشار الأسد، صباح الأحد الثامن من كانون الأول/ديسمبر. وقد انفضّ الاجتماع دون صدور أي بيان صحفي أو رئاسي.
وقدم مبعوث الأمين العام الخاص لسوريا، غير بيدرسون، إحاطة حول الوضع العام في سوريا على ضوء التطورات الأخيرة، كما قدم وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام، جان بيير لاكروا، إحاطة أمام الدول الأعضاء عن التطورات حول خط فصل القوات في هضبة الجولان والمستجدات المتعلقة بالتحركات الإسرائيلية الأخيرة.
وقد تحدث السفير الروسي، فاسيلي نيبنزيا، باقتضاب للصحافيين حول وقائع الاجتماع المغلق قائلاً: “كانت الدول الأعضاء متحدة حول ضرورة الحفاظ على سلامة ووحدة الأراضي السورية، وضمان وصول المساعدات الإنسانية لجميع المحتاجين إليها… هذا أهم ما نوقش، ولكن من الواضح أن الجميع تفاجأ بمجريات الأحداث والتطورات خلال الأيام الأخيرة، بمن فيهم جميع أعضاء المجلس، وعلينا أن ننتظر ونرى كيف ستتطور الأمور”.
وحول الوضع في الجولان السوري المحتل قال نيبنزيا: “هذه أراضٍ سورية محتلة من قبل إسرائيل، ونسمع رسائل متضاربة من إسرائيل، حيث صرح نتنياهو أن قوة الأمم المتحدة لمراقبة فضّ الاشتباك (أوندوف) لم تعد ذات صلة، ومن ثم يبعث السفير الإسرائيلي للأمم المتحدة رسالة يقول فيها إن تحركات أو قرارات بلاده مؤقتة، وجاءت نظراً للفراغ الذي حدث. ثم يتحدث نتنياهو مجدداً في مؤتمر صحفي ويقول إن الجولان جزءٌ من إسرائيل، ولا ندري أي جزء من الجولان يعتبرونه جزءاً من إسرائيل”.
وأعرب السفير الروسي عن أمله في أن يتمكن مجلس الأمن من تبني بيان رئاسي أو صحفي حول الموضوع في سوريا، مستبعداً “أن يحدث ذلك اليوم… ربما خلال الأيام القادمة.”
أما نائب السفيرة الأمريكية للأمم المتحدة، روبرت وود، فصرح بعد خروجه من الاجتماع قائلاً: “لقد كانت هناك نقاشات جدية، ونحاول الاتفاق حول إصدار بيان رئاسي أو صحفي عن مجلس الأمن، ولكن قد يأخذ هذا بعض الوقت.” وأضاف: “تحدثت الدول عن ضرورة احترام استقلال سوريا ووحدة أراضيها، وعبّرت كذلك عن قلقها حول الوضع الإنساني، ولكن هناك الكثير من عدم اليقين لما يخبئه المستقبل”.
وقال وود إن بلاده ستعمل على التأكد من أن “قواتنا في المنطقة محمية، كما أن أصدقاءنا وحلفاءنا لن يتعرّضوا لأي تهديد من هذا النظام الجديد. ونريد أن نمنع حدوث كارثة إنسانية.”
وكان جيمس كاريوكي، نائب الممثل الدائم للمملكة المتحدة لدى الأمم المتحدة، قد أدلى بتصريحات للصحافة، قبل بدء الاجتماع المغلق لمجلس الأمن، مبيناً أن أعضاء المجلس سيبحثون كيف يمكن مساعدة سوريا في المرحلة القادمة وتأمين وصول المساعدات الإنسانية. وقال إن الخطوات الإسرائيلية الأخيرة في هضبة الجولان عبارة عن إجراءات مؤقتة. وأكد أن مجلس الأمن سيتابع مسألة التخلص من الأسلحة الكيميائية التي يُعتقد أنها ما زالت موجودة في سوريا.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قد أصدر بياناً، مساء الأحد، عقب سقوط العاصمة دمشق في أيدي الجماعات المسلحة المعارضة والتقارير عن مغادرة بشار الأسد، أكد فيه أن مستقبل سوريا هو أمر يقرره السوريون، مضيفاً أن مبعوثه الخاص غير بيدرسون سيعمل معهم لتحقيق هذه الغاية في المرحلة المقبلة. ودعا الشعب السوري لاغتنام هذه الفرصة التاريخية بعد 14 سنة من الحرب الوحشية.
وأكد الأمين العام أن هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به لضمان انتقال سياسي منظم إلى مؤسسات متجددة، وكرر دعوته إلى الهدوء وتجنّب العنف في هذا الوقت الحساس، وحماية حقوق جميع السوريين دون تمييز.
كما أشار إلى أنه يجب احترام حرمة المباني والبعثات الدبلوماسية والقنصلية والموظفين في جميع الأحوال وفقاً للقانون الدولي.
وقال الأمين العام: “سنحتاج إلى دعم المجتمع الدولي لضمان أن يكون أي انتقال سياسي شاملاً ويلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري بكل تنوعه. ويجب استعادة سيادة سوريا ووحدتها واستقلالها وسلامة أراضيها”.
وشدد غوتيريش على أن الأمم المتحدة ستكرّم ذكرى أولئك الذين تحمّلوا وطأة الصراع في سوريا، وهي ملتزمة بمساعدة السوريين في بناء بلد حيث المصالحة والعدالة والحرية والازدهار هي حقائق مشتركة للجميع.
وقال: “هذا هو الطريق إلى السلام المستدام في سوريا”.
مستقبل سوريا هو أمر يقرره السوريون