مجلس الأمن يمدد ولاية بعثة الأمم المتحدة لمساعدة أفغانستان سنة أخرى

 عبد الحميد صيام
حجم الخط
0

الأمم المتحدة- «القدس العربي»: جدد مجلس الأمن، أمس الإثنين، ولاية بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة لأفغانستان (أوناما) لغاية 17 آذار/مارس 2026، وذلك بعد اعتماد القرار 2777 (2025) بالإجماع.
وقد أعرب المجلس في قراره عن تقديره لالتزام الأمم المتحدة طويل الأمد بدعم شعب أفغانستان، ويُكرّر دعمه الكامل لعمل بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان والممثل الخاص للأمين العام، ويُشدّد على ضرورة استمرار وجودها الميداني.
كما رحب القرار بالجهود المُستمرة التي تبذلها بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان في تنفيذ المهام والأولويات المُكلّفة بها.
وقرّر المجلس تمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان سنة أخرى، على النحو المُحدّد في القرار 2626 (2022).
كما شدّد القرار على الأهمية الحاسمة لاستمرار وجود بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان ووكالات الأمم المتحدة وصناديقها وبرامجها الأخرى في جميع أنحاء أفغانستان، “ويدعو جميع الجهات الفاعلة السياسية الأفغانية وأصحاب المصلحة المعنيين، بما في ذلك السلطات المعنية حسب الحاجة، وكذلك الجهات الفاعلة الدولية، إلى التنسيق مع بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان في تنفيذ ولايتها، وضمان سلامة وأمن وحرية تنقل موظفي الأمم المتحدة والأفراد المرتبطين بها في جميع أنحاء البلاد”.
وطلب القرار من الأمين العام تقديم تقرير إلى المجلس كل ثلاثة أشهر عن الوضع في أفغانستان وتنفيذ ولاية بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان، بما في ذلك على المستوى دون الوطني.
وقال سفير باكستان لدى الأمم المتحدة، منير أكرم، إن بلاده بالإضافة إلى الصين صاغتا مشروع القرار الذي اعتمد للتو بالإجماع، وشكر جميع الدول التي صوتت إيجاباً لصالح القرار. وقال إن أفغانستان ما زالت بحاجة إلى مساعدات، فحركة طالبان غير قادرة حتى الآن على السيطرة التامة على الأوضاع، وغير قادرة على وأد الإرهاب في أفغانستان وانطلاقاً من أفغانستان. وتابع أن الحركة تساهلت مع عدد من المجموعات الإرهابية، وثبت أنها مشتركة مع جماعات إرهابية هاجمت باكستان، من بينها كتائب المجيد وجيش تحرير بلوشستان. وقال إن “الفصيلين الأخيرين هاجما، الأسبوع الماضي، قطاراً في منطقة بلوشستان وحجزا مئات الرهائن وقتلا 25 شخصاً بريئاً. وفي عملية إنقاذ شجاعة، قتلت القوات الباكستانية 33 إرهابياً”. وأوضح: “قد ثبت لدينا أن الإرهابيين كانوا على تواصل مع ممويلهم في أفغانستان حيث تم التخطيط للعملية الإرهابية”. وأضاف: “لدينا دلائل دامغة أن هذه العملية خطط لها ودعمت من قبل خصمنا الرئيسي، ونفذت عن طريق عملائه في أفغانستان”. وقال إن هذه العمليات الإرهابية التي تستهدف باكستان إنما تستهدف أيضاً التعاون الباكستاني الصيني ومعاهدة التنمية التي توصل إليها الطرفان، وذلك بهدف تعطيل اتفاقية “الممر الاقتصادي الصيني الباكساتني”.
ودعا السفير مجلس الأمن إلى ضرورة بحث مسألة الإرهاب الذي تتعرض له باكستان انطلاقاً من أفغانستان وتحديد المسؤولين الذي يرتكبون هذه الأعمال والعمل على مثولهم أمام العدالة.
وقال السفير منير أكرم، إنه يجب على مجلس الأمن وآليته لمكافحة الإرهاب اتخاذ “تدابير فعّالة” لضمان تنفيذ القرارات لمواجهة تحدي الإرهاب داخل أفغانستان ومن داخلها، وخاصةً من “تنظيم الدولة الإسلامية- خراسان”، وتنظيم القاعدة، وحركة طالبان- باكستان، وجيش تحرير بلوشستان، ولواء المجيد. تُشكّل هذه المنظمات الإرهابية تهديدًا خطيرًا للسلام والأمن في أفغانستان والمنطقة والعالم. ستقترح باكستان خطوات ملموسة لتمكين الأمم المتحدة من تحقيق أهداف مكافحة الإرهاب هذه.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية