رجال شرطة يراقبون المصلّين وهم يغادرون المسجد الكبير في باريس بعد صلاة عيد الأضحى في 16 يونيو 2024. ا ف ب
باريس- “القدس العربي”: في مقال رأي مشترك بصحيفة لوموند الفرنسية، استنكرت مجموعة من حاملي الجنسية المزدوجة، بمن فيهم عميد مسجد باريس الكبير شمس الدين حفيظ، المكانة الممنوحة لهم في النقاش العام بفرنسا.
جاء في المقال: «نحن، مزدوجي الجنسية، الذين نشأنا بين لغات متعددة، وتواريخ متعددة، وآفاق متعددة، نشعر بحدة خاصة بعنف هذا العصر الذي، بدلاً من أن يسعى لفهمنا، يحاول إجبارنا على الاختيار. وكأن الاختيار يعني التخلّي عن جزء من أنفسنا. وكأن وجودنا، الذي تشكّل بفعل الحوار بين هوياتنا، يجب أن يخضع لأمر بالشك، لمطلب الولاء الحصري، وللتشكيك المستمر في ارتباطنا بفرنسا. فعندما كان أمين معلوف يجيب أولئك الذين سألوه عما إذا كان أكثر فرنسية أو لبنانية، كان يقول إنه “كِلاهما!” كان يعبّر عن حقيقة عميقة، هي حقيقتنا نحن».
نحن لا نتكون من أنصاف أو أجزاء يمكن طرحها أو جمعها. نحن كيان كامل
ويضيف الموقعون على المقال: «نحن لا نتكوّن من أنصاف أو أجزاء يمكن طرحها أو جمعها. نحن كيان كامل، غير قابل للتجزئة عن هذا الإرث المتعدد الذي يُغني نظرتنا إلى العالم. لن نقبل أن نُختزل إلى أجزاء قابلة للفصل لدول متنافسة، ولا أن نُدفع إلى هامش الجمهورية بحجة أننا نجسّد تنوعها. ومع ذلك، اليوم، ترتفع أصوات تسعى إلى جعل الهوية حصنًا، وسدًّا في وجه أولئك الذين، مثلنا، يرفضون التخلي عن بُعدهم المتعدد. هذه الأصوات ليست فقط من أقصى اليمين؛ بل تتسلّل بخبث إلى الخطاب العام، وتُطَبِّع فكرة أن بعض الفرنسيين يجب أن يثبتوا انتماءهم باستمرار، بينما يُعتبر آخرون المالكين الطبيعيين له، أو الأوصياء عليه. المناخ الحالي في فرنسا يُؤجّج هذا الشك. الجدل الدائر حول الهجرة، والعلمانية، والهوية الوطنية لا يتوقف عن تذكيرنا بأن وجودنا مزعج، وأن أسماءنا، ووجوهنا، وتقاليدنا تُعتبر تشقّقات في وحدة البلاد».
وتابعت مجموعةُ حاملي الجنسية المزدوجة القول: «لم يعد الأمر يقتصر على خطاب جان ماري لوبان، الذي كان يقول إنه يفضّل بناته على بنات إخوته، وبنات إخوته على بنات عمومته.. وهكذا حتى استبعاد الآخر. لقد أصبح الآن فكرًا يتسلّل إلى أروقة السلطة، وأعمدة الصحف، وشاشات التلفزيون، وعلى ألسنة من يدّعون تجسيد الروح الجمهورية، بينما يبثّون، في الوقت ذاته، سمّ الشك تجاهنا.. ومع ذلك، تُثبت الأحداث الأخيرة سخافة هذا الارتياب.. فما يحدث مع مزدوجي الجنسية الجزائريين- الفرنسيين، العالقين في نار الأزمة الحالية، يُظهر إلى أي مدى نحن في قلب هذا التوتر بين الدول. عندما يندلع نزاع أو تطرأ أزمة، نحن لسنا مجرد متفرجين، بل نشعر بارتداداتها في أعماقنا. عائلاتنا المتفرقة، ولاءاتنا المتعددة، مساراتنا المتشابكة تجعلنا شهودًا مباشرين على انقسامات العالم. ورغم ذلك، بدلًا من الاعتراف بقدرتنا الفريدة على بناء الجسور بين الشعوب، يُشتبه بنا، ويُطلب منا الاختيار، وإثبات ولاء لا ينبغي أبدًا أن يكون موضع شك».
وشدد الموقعون على المقال على القول: «انتماؤنا المزدوج ليس خطرًا، بل هو فرصة. يمنحنا قدرة نادرة على فك شفرة الفروق الدقيقة بين اللغات والثقافات، ونزع فتيل التوتر حيث يقيم آخرون الجدران. فحيث يرى البعض تذبذبًا، نحمل نحن في داخلنا مطلب الحوار وإمكانية المشترك. فهل يجب علينا، لكي نكون فرنسيين بحق، أن ننكر أصولنا، أن نمحو ارتباطاتنا، أن نتخلى عن لغات أجدادنا؟ هل علينا أن نخضع لوطنية الإقصاء، لأخوة ذات معايير مزدوجة، حيث نكون دائمًا الضيوف الأخيرين؟ لا. لأن هويتنا ليست عبئًا، بل ثراء. لأن فرنسا التي نحبها والتي ننتمي إليها لم تكن يومًا كيانًا متجانسًا، بل بلدًا صاغته اللقاءات، والاختلاطات، والحوار».
لقد تعلمنا العيش بين ضفتين، بين ذاكرتين، ونرفض أن نرى في ذلك لعنة
وأوضحت مجموعة حاملي الجنسية المزدوجة القول: «نحمل في داخلنا وعيًا حادًا بتوترات العالم. لأن لدينا غالبًا روابط دم وتاريخ مع دول تعاني الحروب، لا يمكننا أن ننظر إلى أوكرانيا أو فلسطين أو أي أرض معذبة أخرى دون أن نشعر بعمق صدى هذه المآسي. نحن أول من يشعر بثقل هذه النزاعات، لأنها تخترقنا، وتطرح علينا الأسئلة وتؤلمنا. ورغم ذلك، يريد البعض أن يجعلنا مشتبهًا بهم، وأن يتهمنا بازدواجية الولاء، وأن يطلب منا التبرير عند كل حدث يهزّ بلاد أصولنا. وكأننا، على الرغم من أننا تعلمنا الجمع بين ولاءات متعددة، غير قادرين على أن نكون بناة سلام، وجسورًا بين العوالم».
وتابع الموقعون على المقال: «وجودنا بحد ذاته يزعج، ويطرح التساؤلات، ويُربك رواية وطنية تودّ أن تتخيل نفسها متجانسة. لكن هذا الانتماء، بعيدًا عن كونه عيبًا، هو قوة. لقد تعلمنا العيش بين ضفتين، بين ذاكرتين، ونرفض أن نرى في ذلك لعنة. الأمر غير الشرعي ليس وجودنا، بل النظرة التي تسعى إلى حصرنا في مرتبة ثانوية. أمام تصاعد التوترات، نرفض التخلي عن أملنا. نحن نعلم أن المستقبل لا يمكن أن يُبنى على الانغلاق، ولا على الخوف من الآخر، ولا على الرغبة في تقليص فرنسا إلى وجه واحد. نحن، مزدوجي الجنسية، أبناء الرياح المتعاكسة، نرفض أن نكون رمادًا تُنفَخ فيه أحقاد الآخرين، لا غنيمة، ولا رهينة، ولا ذريعة لضعفهم. أسماؤنا ليست سلعًا تُباع في سوق الاحتقار. لن يسجننا أحد خلف جدران هوية مبتورة. نحن، مزدوجي الجنسية، نجيب على كل من يصرّ على سؤالنا “من أنتم؟”.. أننا أبناء الرياح المسافرة، زرعنا في أركان هذه الأرض المسماة فرنسا، حيث حفرت جذورنا في الذاكرة، وحيث تحلم أزهارنا بفجر الغد. نحن غبار القوافل، صرخة الأجداد، ونحن أيضًا بريق العلم ثلاثي الألوان، وبناة مستقبل لن يُنتزع منا. نحن أنفسنا. وسنبقى كذلك».
“كأننا، على الرغم من أننا تعلمنا الجمع بين ولاءات متعددة” هذه الجملة الواردة في المقالة أضع عليها نقطة إستفهام
في بلداننا محقورين و في بلدان الغرب محقورين .اصبحت المعيشة في دول اوروبا تقريبا مكروهة و صعبة و العودة الى بلداننا اكتر من الجحيم .و لكن ابناء الوزراء و البرلمانيين و جينيرالات و حكام بلداننا العرب عايشين احسن معيشة في دول الغرب و في بلداننا و لا احد يقدر يتكلم معهم .خربوا بلداننا العربية و يريدون الان تخريب معيشة المهاجرين في دول أوروبية .كمغربي اطلب من حكومات دولتين المغرب و الجزاءر اتركوا مشاكلكم على اراضيكم اتركوا الكره و الفتنة في بلدانكم و اتركوا المهاجرين المغاربة و الجزاءريين يعيشون اخوة كما كنا من قبل في دول أوروبية . و انا مع فرنسا او دولة أخرى مع ترحيل المهاجرين الدين يريدون ان يزرعوا الفتنة او يريدون خلق المشاكل فيما بيننا فل يرحلوا الى بلدانهم لكي يعرفوا قيمة اوروبا و المعيشة في اوروبا واقول لهم تدكروا المنضومة الصحية او تدكروا التعليم او مستقبل اطفالكم او مساعدات مالية من حكومات الدول الأوروبية او ادا كنت مريض فاكيد بعض من الوقت تاتي سيارة الإسعاف لتنقلك الى المستشفى رغم انك مهاجر تكره دولة فرنسا او غيرها فل ترجع الى بلدك و نرى ان تعيش عيشة كريمة في بلدك او تعيش نفس المعيشة الدي أعطتها لم فرنسا من قبل.و السلام عليكم و رمضان كريم و اتقوا الله.
أوافقك الرأي وينبغي على المهاجرين الإستماع للحكمة والمنطق وتجنب الإنجرار وراء الإرتباط العاطفي غير المعقلن، في المقابل لا أحد يحق له أن يلزمنا أن نختار بين الإنتماء الحصري للبلد الأم أو البلد المحتضن إلا في حالات محدودة يقننها القانون كالولوج إلى مناصب معينة التي يشترط فيها حيازة جنسية وحيدة وهي جنسية بلد الإقامة كما هو معمول به في جل بلدان العالم، فمن رغب الإحتفاظ بالجنسيتين لا أحد يدفعه للتمسك بمثل هذه المناصب، عليه الإختيار بين الإنتماء المزدوج أو امتيازات هذه المناصب.
إلى مغربي حر
لا اعرف كم هو عمرك و لكن عليك أن تعود إلى اغنية الفنان الموهوب عبد الوهاب الدكالي مونبارناس التي غناها من أجل مفتل طفل جزائري من طرف قناص فرنسي عنصري في السبعينات. يا اخي الكريم عندها لم تكن مشاكل بين الجزائريين و المغاربة و كان جل آبائنا و أجدادنا يعيشون ظروفا مزرية و ليس لهم صوت و لا حقوق بل كانوا يعيشون مستكينين صامتين لا يجرؤون على رفع أصواتهم. الان يختلف الأمر فنحن نتكلم اللغة الفرنسية و هي لغتنا الام و نعمل في كل الوظائف من أعلاها حتى أدناها و هو ما لا يريده غلاة العنصريين و للاسف نجد من بينهم أناسا ذوي أصول جزائرية يطعنون المغربيين و أناسا ذوي أصول مغربية يصفون الجزائريين بالارهابيين. تحياتي و رمضان كريم
يقال المغاربة لوصف مواطني المغرب وايس مغربيين !
يا عزيزي بغض النظر عن الحرب الباردة بين المغرب والجزائر يجب احترام الدول المضيفة واستعادة المهاجرين الغير شرعيين وكمسلمين يجب احترام القوانين. ومن لم يكن موافقا فليعد لبلده وانتهى الأمر. إذا كنت مقيما في أوروبا ولو كنت نموذجا فإنك تشعر بالخوف عندما تسمع عن ما يسمى بالإرهاب وترى نظرات الآخر في اليوم الموالي وكانك من اشترى للقاتل السلاح فهم لا يفرقون بينك وبين من قتل بل هناك من يحملك المسؤولية.
يجب طرد كل من سولت له نفسه تجاوز الخطوط الحمراء حتى وإن كان مزدوج الجنسية وانتهى الكلام
من قبل الجنسية فعليه بقبول البلد الذي أعطاه هذه الجنسية ويجب أن يدافع عنها بكل ما يملك وإلا فلماذا تقدم بطلب الجنسية ؟ اذهب المغرب أو الجزائر أو حتي تونس اطلب لهم الجنسية فستري الشروط كانك يتحصل جواز الي الجنة ؟؟!!
رفض الجزائر استقبال مواطنيها المرحلين تبين لنا مكانت المواطن الجزائري عند من يحكمه ويسير البلاد
1)- لكي لا تختزلون إلى أجزاء قابلة للفصل ولكي لا تدفعون إلى هامش الجمهورية بحجة أنكم تجسّدون تنوعها .. ، على مزدوجي الجنسية أن يفرضوا وجودهم لا باستعطاف اللوبي الصهيوني واليمين واليمين المتطرف ، وإنما بالدرجة الأولى بالاتحاد في تنظيمات مهنية وحقوقية خاصة بكم ، ثم الانخراط في الحياة العامة وإسماع صوتهم بواسطة الإعلام والمشاركة في الحياة السياسية والترشح في الانتخابات أو الاستثمار فيها ، مثل غيرهم من الفئات الأخرى .
يا مزدوجي الجنسية من الجزائريين لستم الوحيدين الذين يجسدون تنوع فرنسا لكي تقبلوا أن تُدفعوا إلى هامش الجمهورية ، فكثير من المتحكمين في مصير فرنسا ، ليسوا في الأصل لا من الإفرنج (Les Francs) ولا من بلاد الغال (La Gaule) ، وإنما إما من الجيل الأول من أبناء المهاجرين المجريين ، وإما من مخلفات “قانون كريميو” ل 1870 الذي جنس يهود الجزائر بالجنسية الفرنسية . وكنماذج على ذلك فإن صاحب “الكارشر” (le Karcher) الذي شارك في تدمير ليبيا ، رغم إكراميات العقيد القذافي ، وصاحب “الاستعادة” و”الانتحار الفرنسي” ، ووزير العدل الحالي ، وغيرهم كثيرون .
2)- أما الأصوات ، التي ليست من أقصى اليمين ، لكنها تتسلّل بخبث إلى الخطاب العام، وتُطَبِّع فكرة أن بعض الفرنسيين يجب أن يثبتوا انتماءهم الفرنسي باستمرار، فهي مأجورة لدى أصحاب المال والإعلام .
جان ماري لوبان لم يقل فقط : إنه يفضّل بناته على بنات إخوته، وبنات إخوته على بنات عمومته.. وهكذا حتى استبعاد الآخر ، وإنما في حوار مع قناة خليجية كادت أن تتعرض للتدمير أثناء الحرب على العراق ، قال أيضا : نحن مستعمرون من طرف اللوبي … ، ولهذه الأسباب انقلبت عليه ابنته لربح دعم هذا اللوبي .
مجرد تساؤل
ما معنى المليار الذهبي !!!؟؟؟
صعود اليمين المتطرف في الغرب غذاه الإعلام الغربي بإيعاز من ساستهم، وما يحصل في فرنسا وألمانيا وأمريكا ترامب غني عن أي دليل.
الغرب انكشفت عنصريته التي سعى وخاب مسعاه في إخفائها طيلة عقود. عنصرية جسدتها سنوات العبودية في أمريكا، وإبادة سكانها الأصليين وقرون من الاستعمار الأوروبي. معاملة أوروبا للاجئين الأوكراني بخلاف غيرهم من الأجناس الأخر خير شاهد.
وما يحث للفلسطينيين في أرضهم بدعم من الغرب، الذي يريد أن تكون فلسطين خالصة للصهاينة، يثبت رفضهم للأخر.
لست أدري من سمع منكم بـ “المليار الذهبي”، الذي عبَّر عنه “جوزيب بوريل” ممثل الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية السابق بما نصه:
“أوروبا حديقة، لقد بنينا حديقة، أفضل مزيج من الحرية السياسية والرخاء الاقتصادي والترابط الاجتماعي استطاعت البشرية أن تبنيه، لكن بقية العالم ليس حديقة تماما، بقية العالم.. أغلب بقية العالم هو أدغال” انتهى الاقتباس