صورة تعود لـ2016 عندما كان عبد السلام بوشوارب وزيرا للصناعة (أ ف ب)
الجزائرـ “القدس العربي”:
صرح وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو أن باريس “لا تريد الحرب مع الجزائر”، زاعما أنها “هي من تهاجمنا”، وذلك تعليقا على رفض الجزائر لقائمة من رعاياها تريد بلاده ترحيلهم.
وقال ريتايو لإذاعة سود راديو “نحن لسنا عدائيين، لا نريد الحرب مع الجزائر. الجزائر هي من تهاجمنا”، داعيا إلى اعتماد “ردّ متدرج” حيال الجزائر في خضم الأزمة الحادة بين البلدين.
من جهة أخرى رفض القضاء الفرنسي تسليم وزير الصناعة الجزائري السابق عبد السلام بوشوارب والمتابع في قضايا فساد كبرى، لسلطات بلاده، بمبرر “حالته الصحية التي لا تسمح”. ويعد هذا الوزير من أكثر الوزراء نفوذا في عهد الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة.
بشكل رسمي، أعلن القضاء الفرنسي الأربعاء، رفضه 6 طلبات تسليم تقدمت بها الجزائر بخصوص عبد السلام بوشوارب، وزير الصناعة والمناجم السابق الذي شغل منصبه بين عامي 2014 و2017.
حاول عبد السلام بوشوارب، الذي حضر الجلسة، إعطاء طابع سياسي لملاحقته في الجزائر، مؤكدًا: “لست لصًا، بل رجل صناعة كبير ومعادٍ للإسلاميين”، مضيفًا أنه “ليبرالي” وليس متورطًا في الفساد
وأرجعت محكمة الاستئناف في “إيكس أون بروفانس” جنوب فرنسا، رفضها لطلبات التسليم إلى “العواقب الخطيرة للغاية” التي قد تنجم عن تسليمه بسبب “حالته الصحية وعمره” الذي يبلغ 72 عاماً. واعتبرت المحكمة أن تسليمه يتعارض مع المادة 3 من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان والمادة 5 من اتفاقية تسليم المطلوبين بين فرنسا والجزائر لعام 2019.
وكان المدعي العام رافائيل سانيسي دي جنتيلي، قد ذكر في جلسة النظر في الدعوى يوم 5 آذار/مارس الماضي، أنه يعارض تنفيذ طلبات الجزائر الستة المتكررة منذ 18 شهرًا بخصوص تسليم بوشوارب. وأوضح المدعي العام رافاييل سانيسي دي جنتيلي أن ترحيل بوشوارب، البالغ من العمر 72 عامًا والمريض بشدة، قد يشكل خطرًا على حياته أو يؤدي إلى “تدهور سريع لا رجعة فيه في حالته الصحية”.
وأثارت السلطات الجزائرية، في ردها على القضاء الفرنسي احتمال إيداع الوزير السابق في سجن الحراش بالعاصمة، حيث سيتم احتجازه في “غرف تتراوح مساحتها بين 120 و145 مترًا مربعًا”. إلا أن الادعاء الفرنسي أبدى تحفظات على ظروف السجون في الجزائر، وأشار إلى صعوبة تخيل بوشوارب في “حياة جماعية مع حوالي 15 شخصًا آخر”. كما عبّر المدعي العام عن مخاوفه من “تداخل القضاء مع مسائل ذات بعد سياسي ودولي”، في إشارة إلى التوتر القائم بين الجزائر وباريس.
من جانبه، حاول عبد السلام بوشوارب، الذي حضر الجلسة، إعطاء طابع سياسي لملاحقته في الجزائر، مؤكدًا: “لست لصًا، بل رجل صناعة كبير ومعادٍ للإسلاميين”، مضيفًا أنه “ليبرالي” وليس متورطًا في الفساد كما تدّعي السلطات الجزائرية. أما ممثلة الجزائر القانونية، المحامية آن-صوفي بارتاي، فقد دافعت عن طلب التسليم، مؤكدة أن “بوشوارب سرق أموال الجزائريين، وقد أُدين بالفعل وعليه أن يتحمل مسؤوليته أمام القضاء”.
ويقيم بوشوارب في منطقة الألب البحرية في فرنسا، وهو تحت الرقابة القضائية منذ 5 تشرين الأول/أكتوبر 2023. وذكرت صحيفة لوموند أن الشروط الوحيدة التي فرضت عليه هي عدم مغادرة الأراضي الفرنسية، حيث يقيم بشكل قانوني، وتسليم جواز سفره. وبحسب الصحيفة، فقد استفسرت المحكمة الفرنسية التي ستنظر في طلب التسليم من القضاء الجزائري، حول الحكم الصادر ضد بوشوارب بالسجن لمدة عشرين عامًا، رغم أن الجرائم الموجهة إليه بحسب القانون الجزائري تستوجب حدًا أقصى للعقوبة لا يتجاوز عشر سنوات، وفق ما ذكرت.
ونقلت الصحيفة عن محامي بوشوارب، بنجامين بوهبوت، قوله إن هذه العقوبة “غير قانونية”، واصفًا المحاكمات التي خضع لها موكله بأنها “تمثيلية” جرت في انتهاك واضح لحقوقه الأساسية. وأضاف المحامي أن هذه الأحكام “لا تتماشى مع المعايير الدولية”.
ويوجد عبد السلام بوشوارب، تحت طائل أحكام ثقيلة، حيث حُكم عليه بالسجن 20 عامًا خمس مرات بتهم فساد أثناء توليه وزارة الصناعة والمناجم، وهو يواجه محاكمة أخرى بتهم مماثلة، ما يرفع عدد القضايا المرفوعة ضده إلى ستة. وفي آخر قضية واجهها غيابيا في الجزائر قبل أيام، التمست النيابة في حقه عقوبة 20 سنة سجنًا نافذًا، إضافة إلى غرامة مالية ضخمة بلغت 800 مليون دينار جزائري، إلى جانب إصدار أمر دولي بالقبض عليه.
حسابات مصرفية في سويسرا
وتدور وقائع الاتهام حول شركة أوفشور تدعى Royal Arrival Corp أسسها عام 2015 أثناء توليه منصب وزير الصناعة، وتحويله غير القانوني لمبلغ 700 ألف يورو من الجزائر إلى بنك في لوكسمبورغ، قبل أن ينقلها إلى حساب مصرفي في جنيف، سويسرا.
ويواجه بوشوارب اتهامات تتعلق بـ “غسل الأموال وعائدات الفساد ضمن جماعة إجرامية”، و”تحويل ممتلكات وأموال غير مشروعة لإخفاء مصدرها”، و”حيازة ممتلكات وأموال متأتية من أنشطة إجرامية”. كما يواجه تهمًا بقبول رشاوى والحصول على امتيازات غير قانونية مقابل توقيع عقود وصفقات باسم الدولة، بالإضافة إلى تهمة “تبديد المال العام”.
كان القضاء السويسري سنة 2023 رفض رفع التجميد عن حساب بنكي يمتلكه بوشوارب في جنيف، يحوي مبلغا بـ1.7 مليون أورو يشتبه في أنها من عائدات الفساد، معززا بذلك موقف الجزائر التي تريد استعادة هذه الأموال
وبخصوص حساباته في سويسرا، كان القضاء السويسري سنة 2023، قد رفض رفع التجميد عن حساب بنكي يمتلكه بوشوارب في جنيف، يحوي مبلغا بقيمة 1.7 مليون أورو يشتبه في أنها من عائدات الفساد، معززا بذلك موقف الجزائر التي تريد استعادة هذه الأموال.
وذكرت صحيفة لوتون السويسرية أن بوشوارب عارض قرار تجميد حسابه المصرفي في جنيف وتسليم المستندات المصرفية إلى الجزائر، وهو ما تم رفضه من قبل المحكمة الجنائية الفيدرالية التي أقرت على المساعدة القضائية التي طلبتها السلطات الجزائرية. ويشتبه في أن الأموال الموجودة في هذا الحساب مصدرها رشاوي من صفقة استيراد 50 كيلومترًا من قنوات الصلب عبر خلال شركة تركية.
يذكر أن بوشوارب كان من مدراء الحملة الانتخابية للرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة خلال رئاسيات 2014 والتي كان فيها غائبا تماما بسبب المرض. كما شغل قبل ذلك منصب نائب عن حزب التجمع الوطني الديمقراطي قبل أن يتولى حقيبة الصناعة. ويعد من أكثر المقربين من شقيق الرئيس الراحل السعيد بوتفليقة الذي كان أبرز رجال الحكم في فترة مرض الرئيس.
إذا سلمتموه خاسرين وإذا ما رفضتوا خاسرين يا فرنسا والأيام بيننا
1)- مجرد التفكير في “الحرب مع الجزائر”، دليل على الرغبة فيها ومعها ، والحرب ليست دائما بالمدافع والطائرات أو “سلاح الردع النووي الفرنسي لحماية أوروبا من التهديدات” ، وإنما قد تكون بوسائل أخرى أشد فتكا ، ومنها مثلا تزوير الحقائق والتظليل الإعلامي .. ولماذا لا و”الرد المتدرج” . الكيان الصهيوني قتل كثيرا من عناصر حزب الله ، وغيرهم من اللبنانيين الآخرين ، لا بالسلاح التقليدي وإنما بالهواتف “الذكية” المحمولة .
رفض القضاء الفرنسي تسليم وزير الصناعة الجزائري السابق عبد السلام بوشوارب ، المتابع في قضايا فساد كبرى للقضاء الجزائري ، بمبرر “حالته الصحية التي لا تسمح” ، دليل قاطع آخر على أن القضاء في “العالم الحر” ، ومنه القضاء الفرنسي ، لا يختلف في المضمون عن قضاء “العالم (غير) الحر” . الوزير السابق المتهم بالفساد مطلوب لا ل”المقصلة” في سجن سركاجي ، وإنما للعيش في بلاده التي أنجبته ، في “حياة جماعية مع حوالي 15 شخصًا آخر” من زملائه السابقين من الوزن الثقيل الذين يعرفونه ويعرفهم .
2)- فرنسا أقرت ، في 2005 ، قانون “الموت الرحيم” ، الذي يسمح للأطباء بوضع المرضى الميؤوس من شفائهم في غيبوبة عميقة عن طريق التخدير حتى وفاتهم ، بينما الجزائر لم تعد تطبق ، منذ 1993، عقوبة الإعدام . ثم إذا كان المدعي العام ، رافائيل سانيسي دي جنتيلي، رحيما إلى هذه الدرجة ، ألا يحق ل”مريض بشدة”، أن يطبق عليه قانون “الموت الرحيم” الفرنسي الصادر في 2005 ؟.
لا بد أن محكمة الاستئناف في “إيكس أون بروفانس” في جنوب فرنسا والمدعي العام يعلمان أن الفضائح المالية غير القانونية ل”أوراق بنما” ، التي تم الكشف عنها ، في 2016 ، من طرف وسائل الإعلام العالمية ، ومنها الفرنسية ، احتوت اسم وزير الصناعة والمناجم الجزائري المتهم بالفساد .
جاء في قناة فرنسية ، ملك للدولة ، بتاريخ 09 أوت 2023 ، العنوان : (“متر مربع للفرد الواحد”… السجون الفرنسية تسجل أرقاما قياسية بعدد النزلاء) . ثم أوضحت أن عدد النزلاء في السجون الفرنسية تجاوز 74 ألف شخص في مطلع شهر جويلية 2023 وفق أرقام وزارة العدل الفرنسية ، رغم أنه رسميا، لا يمكن للسجون الفرنسية أن تأوي أكثر من 60666 نزيل ، وأن هذا الوضع مرشح للتدهور أكثر في الأسابيع أو الأشهر القليلة المقبلة.
3)- أما النائبة ، التي تعمل كمراقبة عامة للسجون ، فإنها تعترف بأنه في بعض السجون ، يمكن أن يتقاسم “ثلاثة سجناء زنزانة واحدة وصغيرة جدا لا تتجاوز المساحة المخصصة للتنقل فيها 4 أمتار مربعة ، أي ما يمثل 1.2 متر مربع لشخص واحد، مع العلم أن السجناء يقضون ما بين 20 إلى 21 ساعة يوميا داخل الزنزانة”. من جهتها، أكدت وزارة العدل الفرنسية، أن 2478
معتقلا ينامون على أفرشة على الأرض . وحتى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان وجهت انتقادات لفرنسا بشأن طريقة تسيير سجونها، مشيرة إلى وجود ما سمته بـ”المشاكل الهيكلية” منددة بـ”الظروف المهينة” التي ترتبت عنها .
نهب أموال تعادل ميزانيات دول وقام برشوة كل قضاة فرنسا… وملء كل جيب فرنسي ينوي تسليمه للجزائر كيف يسلمون كيس مليء بالنقود على حافة القبر لكي ياخدو كل الكيس بما فيه