محادثات الدوحة: هل يراهن نتنياهو على سيناريو القيامة؟

رأي القدس
حجم الخط
13

أضافت حكومات أمريكا وبريطانيا وألمانيا، عبر دعوة سفرائها لدى إسرائيل للتوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة، شحنة رمزية على الضغط الدولي المتمثّل بإعلان عدد متزايد من الدول في العالم تأييدها للبيان الثلاثي الذي صدر عن زعماء الولايات المتحدة وقطر ومصر مؤخرا بخصوص الحرب الدائرة على الفلسطينيين.
بحديثه عن «إيجاد باب للاستقرار في المنطقة» وإلى «حل دبلوماسي في الشمال» وضّح السفير الأمريكي المذكور الجانب الجديد الطارئ في الموضوع وهو أن ما يجري في غزة، صار مرتبطا بشكل لا يمكن فصمه بالتصعيد الخطير الممكن في منطقة الشرق الأوسط، متمثّلا باستعدادات إيران و«حزب الله» لرد كبير على اغتيال إسرائيل لإسماعيل هنية، رئيس مكتب حركة «حماس» الراحل، وفؤاد شكر، القيادي في «حزب الله» اللبناني، وقصفها ميناء الحديدة اليمني.
بتوقيع رئيسها جو بايدن على البيان آنف الذكر، وبجولات كبار دبلوماسييها وعسكرييها على المنطقة، كما بتوجيه حاملتي طائرات وسفن حربية وغواصة إلى المياه الإقليمية للبحر الأحمر والخليج العربي، تظهر واشنطن اهتماما كبيرا بكبح احتمالات التصعيد بين إسرائيل من جهة، وإيران وحلفائها من جهة أخرى (وهو أمر ستكون له تداعياته على المنطقة والعالم) وبرغبة إدارتها في تحقيق إنجاز دبلوماسي عبر إطلاق الأسرى الإسرائيليين (وبينهم أمريكيون) من دون إلزام إسرائيل، بعد انتهاء فترة الهدنة الموعودة، بوقف الحرب.
يطمح إنجاز هكذا اتفاق، لو تم تحقيقه، أيضا، إلى ترميم بعض أشلاء العطب الذي أصاب صورة أمريكا في المنطقة والعالم، وإلى إعادة بعض التوازن إلى العلاقة الأمريكية ـ الإسرائيلية التي أظهرها بايدن في أضعف حالاتها وقدرتها على التأثير على حكومة اليمين المتطرّف الإسرائيلي، وهو ما استغلّه نتنياهو، وتلاعب به أيّما تلاعب عبر خطابه في الكونغرس، وصولا إلى محاولات إدخال أمريكا في نزاع مباشر مع إيران.
يمكن قراءة اغتيالات إسرائيل المتواصلة في الخارج، ومجازر نتنياهو في غزة، وأفعال حليفيه المقرّبين بن غفير وسموتريتش، في تسليح المستوطنين ودعم هجماتهم واقتحامات الأقصى والعمل على خنق السلطة الفلسطينية، باعتبارها رفعا للضغط إلى حدوده القصوى أملا في استسلام «حماس» أو حتى تقريب الائتلاف العنصري الحاكم من تحقيق أهدافه الأكبر عبر تفجير الأوضاع في الضفة الغربية أيضا وفتح احتمالات التطهير العرقي والتهجير.
معلوم، مع ذلك، أن التاريخ لا يتحرّك في اتجاه واحد تحدده القوة الغاشمة، والنوايا الإبادية فحسب، وأن لا أحد يستطيع التنبؤ بالأكلاف النهائية لمقامرة كبرى بهذا الاتجاه. إن مقامرة ترفع سقف المواجهة مع الفلسطينيين وتفتح الباب على حرب مع لبنان ومواجهة مع إيران وحلفائها في المنطقة وتحاول زجّ الغرب في تلك الحرب ستعني تصدّعا غير محسوب لمجمل النظام العالمي، وتفتح باب احتمالات غير محسوبة على مجمل الجغرافيا العالمية.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عربي:

    عندما يكون الصهيونى المجرم الذي صرح في تل ابيب في بداية طوفان الاقصى المبارك الذي رفع رؤوسنا التي كانت مطأطئ بسب خونة التطبيع وحكام العمالة من المحيط الى الخليج وبدون أستثناء انه جاء بصفته يهوديًا قذرًا وليس بصفة وزير خارجية قائدة الحلف الصليبي فهذا يعني انه وبالمشاركة مع العميل السيسي سيحاولون الضغط على حماس من آجل قبول شروطهم التي لا تتعدى الاستسلام بعد ان دمروا غزة والضفة على رؤوس ساكنيها مرافقة بخنوع وخيانة العربان ومعهم ٨٠٪؜ من شعوب الببجي والتك توك العربية صحيح ان الوضع ماساوي على اهلنا في غزة ولكن من جانب اخر لم يعد ما يخسرونه وعلى حماس ان لا تعطي الفرصة لمن خذلوها في ما يسمى توحيد الجبهات وكذبوا عليها لكي يخرجوا من عنق الزجاجة بعد ان اهانهم الصهاينه في عقر دارهم ولم يتجرؤا على الرد ويعلنون ان تهديدهم بالرد هو من اوقف الحرب في غزة

  2. يقول عربي:

    على حماس والشعوب العربية الحرة ان تنتبه الى دور المانيا النازية في هذه المعركة فهم لم يكتفوا بارسال المال والسلاح والمرتزقة والمعلومات الاستخباراتية وفوق كل ذالك اوعزت الى شرطتها النازية بان تعتدي على المتظاهرين من الجالية العربية والمسلمة في المانيا وكذالك معاداة الجمهور الألماني الذي غسلت وسائل اعلامهم دماغه ويتصرف كما كان في العهد النازي ولكن هذه المرة ضد العرب والمسلمين بدلًا من اليهود والتي ادت الى مقتل عشرات الالاف من اخواننا الفلسطينيين ولهذا يجب علينا معاملتهم بالمثل وفي كل البلاد العربية علينا مقاطعتهم ومقاطعة منتجاتهم لان تدخلهم في الحرب لم ياتي حبًا في اليهود بل حقد وعنصرية على كل مسلم

  3. يقول alaa:

    النتن ياهوو خايف علي الكرسي ثم الملاحقه القضائيه لذلك سيظل يقتل ويفسد

1 2

اشترك في قائمتنا البريدية