الناصرة- “القدس العربي”: في نطاق السجالات الداخلية في إسرائيل حول مستقبل الحرب والصفقة، يحذّر دكتور يوآف هيلر، محاضر في الدراسات التاريخية، أن عودة كل المخطوفين في التوابيت، ستفكك ما تبقى من تكافل لدى الإسرائيليين، والتي من دونها، سينهار المشروع الصهيوني، معتبرا أنه يتعين على رئيس الحكومة أن يأخذ في حسابه قبل كل قرار، الوضعَ الاجتماعي لديهم، وأن يعتبر الأخوّة والمناعة الداخلية رصيداً.
ويقول هيلر في مقال نشرته صحيفة “يسرائيل هيوم” إنها “أيام مظلمة تعيشها إسرائيل في زمن صعب لا يُحتمل”، منوها أن مقتل المخطوفين الستة، فضلاً عن إطلاق النار على ثلاثة عناصر من الشرطة الإسرائيلية “ضحّوا بحياتهم في المعركة من أجل هذا البلد” وفق رأيه “أصابت الإسرائيليين جميعاً في نقطة ضعفهم، وأيقظت كل الشياطين، ولذا يفرك السنوار يديه بفرح حيال مشهد انقسام المجتمع الإسرائيلي”.
هيلر: يجب ألّا يخدع الإسرائيليون أنفسهم بأنه لن يكون للصفقة ثمن أمني باهظ، وكل مَن يدّعي خلاف ذلك يخلق وهماً كاذباً
ويرى هيلر أن هذا ليس قدراً ويمكن أن يتغير. ويقول إنه “كان يجب على رئيس الحكومة، قبل مسألة صفقة المخطوفين، خفْض رأسه وإعلان أسفه لأنهم خُطفوا، ولم ينجح في إعادتهم إلى منازلهم وهذا لا علاقة له بالتكتيك، أو بالسياسة، أو الاستراتيجيا، أو أيّ شيء آخر، بل له علاقة بالأخوّة، المفهوم الغائب هنا”.
ويتابع: “ماذا الآن؟ حالياً، ليس من الواضح البتة أن بالإمكان التوصل إلى صفقة، وليس بأيّ ثمن. لكن قضية محور فيلادلفيا توضح المعضلة: إمّا الإصرار على المحور، وإمّا زيادة فرص تحرير المخطوفين. ويتعين على الحكومة أن تكون شفافة، وأن تتوقف عن القول إنه يمكن السير بالأمرين معاً. نحن نخسر المخطوفين. وليس لدينا مزيد من الوقت. ومن واجب حكومة منتخبة القول: إن قرارنا بشأن المضيّ في الحرب حتى هزيمة حماس بشكل مطلق، هو الأمر الصحيح الذي يجب القيام به، وسنحاول إنقاذ حياة المخطوفين، لكن هذا الأمر له أولوية ثانوية”.
ويضيف: “يجب على الحكومة أن تكون شفافة، وأن تعترف بأن سلّم القيم تغيّر”. كما يقول إنه من جهة أُخرى، يجب ألّا يخدع الإسرائيليون أنفسهم بأنه لن يكون للصفقة ثمن أمني باهظ، إذ من المؤكد أنه سيكون لها هذا الثمن، وكل مَن يدّعي خلاف ذلك يخلق وهماً كاذباً.
لذلك، يرى هيلر أنه لا يمكن إسكات النقاش، ويقول إنه يجب إجراء نقاش حقيقي وصريح بشأن تداعيات الموافقة على الصفقة أو رفضها. مؤكدا أنه يجب على الحكومة تغيير توجُّهها والذهاب نحو الصفقة بكل قوتها.
ويعلل دعوته بالقول: “أولاً، لأنه يجب إنقاذ مزيد من الأرواح والنفوس والعائلات والجماعات. ثانياً، عودة كل المخطوفين في التوابيت، ستفكك ما تبقى من أخوّة في المجتمع الإسرائيلي، والتي من دونها، سينهار المشروع الصهيوني. ثالثاً، ما دام هناك مخطوفون، لا يمكننا الانتصار على حماس انتصاراً مطلقاً. نحن نخوض قتالاً، ويدنا مكبلة وراء ظهرنا، حققنا إنجازات كبيرة في مواجهة حماس، لكن هذا يوشك على أن يُستنفد، ويجب إعادة تنظيم الأمور بصورة مختلفة. قد يكون علينا القتال أعواماً طويلة في غزة، وسنكون مُجبرين على العودة إليها، إلى أن يتم القضاء على حماس. وسنضطر إلى وضع خريطة طريق واضحة، بحيث حتى لو توصلنا إلى صفقة، يجب ألّا نعتبر ذلك الوضع النهائي في غزة. فقط، عندما نقضي على الأصولية هناك، يمكننا ضمان الأمن والبدء بمسار سلام في المستقبل” بحسب قوله.
هيلر: وظيفتنا حالياً هي التصرف بمسؤولية، لأن خروج الأمر عن السيطرة داخلياً يمكن أن ينتهي بهجوم خارجي، وبمزيد من الموت
وعلى خلفية مواصلة نتنياهو الكذب وإفشال مساعي إتمام صفقة، يتساءل هيلر مجددا: “وماذا الآن؟”، وعن رؤيته للمطلوب الآن يضيف: “يجب ألّا نحرق كل شيء. ويتعين على رئيس الحكومة أن يأخذ في حسابه الوضع الاجتماعي الإسرائيلي في القرارات، وأن يعتبر الأخوّة والحصانة الداخلية رصيداً”.
يجب أن يوضح للجمهور أنه يريد صفقة مسؤولة، وأن يتوقف عن التصريحات العلنية، بدلاً من المفاوضات الصامتة. ويخلص هيلر للقول إن الغضب على الحكومة مفهوم، ويجب التعبير عنه، لأن الدم يغلي في عروق كثيرين. لكن يجب ألّا ننسى لِلحظة أن وظيفتنا حالياً هي التصرف بمسؤولية لأن خروج الأمر عن السيطرة داخلياً، يمكن أن ينتهي بهجوم خارجي، وبمزيد من الموت.
وفي هذا المضمار، كشف استطلاع لهيئة البث العبرية اليوم، عن أن 53% من الإسرائيليين يؤيدون الانسحاب من محور فيلادلفيا مقابل إحراز صفقة، بينما يرى 29% منهم ضرورة مواصلة السيطرة على المكان.
حسب الاستطلاع، يرى 64% من الإسرائيليين العلمانيين أن بقاء قوات الاحتلال في غزة يهدد حياة الرهائن، مقابل 31% من الإسرائيليين المحافظين، و31% من الإسرائيليين المتدينين يرون عكس ذلك. يشار إلى أن هناك عددا من الباحثين في إسرائيل ممن يحذرون من التبعات الخطيرة البالغة حد المستوى الاستراتيجي لعدم استعادة المحتجزين وهم على قيد الحياة، متطابقين بذلك مع المؤسسة الأمنية والدولة العميقة التي ترى بأن إبقاء هؤلاء يموتون في غزة ينطوي على صاروخ يشظي وعي الإسرائيليين، ويضرب مناعتهم النفسية وثقتهم بذواتهم، لا بحكومتهم وجيشهم فحسب.
وهذا إلى حد بعيد صحيح، فموت المحتجزين في غزة ينسف فكرة الصهيونية الأساسية والتي قامت عليها إسرائيل، ومفادها أن الدولة العبرية هي ملجأ اليهود في العالم، والمكان الأكثر أمنا لهم، مما يعني للإسرائيليين أن عدم استعادتهم بخيار واع سيردع يهودا في العالم من الهجرة للبلاد وسيشجع على هجرة معاكسة لمن هم فيها أو أجيالهم القادمة ممن يرون أن الدولة الأكثر أمنا تعيش على السيف وباتت المكان الأخير لهم.
الطوفان يحل العقد بحنكة.
وبالفعل وحقيقة ستنهار دويلة العنكبوت التي ستسقط مثل ورقة التوت رغم أنف أمريكا والاتحاد الأوروبي العنصري البغيض المتغطرس الذي يكيل بمكيالين ومعهم عرب التطبيع والتنسيق سود الله وجوههم جميعا بإذن المنتقم الجبار الذي سينتقم لدماء أطفال غزة العزة منهم جميعا شر انتقام ✌️🇵🇸☹️💪🚀🐒🚀