رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي
تونس- “القدس العربي”: استنكرت هيئة الدفاع عن رئيس حركة النهضة، راشد الغنوشي، إجراء “محاكمة تلفزيونية” قالت إنها تحمل سيلا من المغالطات بحقه.
وكانت قناة “التاسعة” الخاصة بثت تقريرا تحدث عن اكتشف “مخطط للفوضى” داخل منزل الغنوشي، كما استضافت عددا من السياسيين لمهاجمة الغنوشي المعتقل منذ أكثر من عام.
وأكدت هيئة الدفاع عن الغنوشي، في بيان على موقع فيسبوك، أنها “فوجئت بما عمد له أحد البرامج التلفزيّة يوم الاثنين من تنظيم محاكمة علنية غيابيّة وجه له فيها أحد الكرونيكرات التهم وحضر فيها ممثل النيابة العمومية دون مراعاة واجب التّحفّظ ولا احترام سريّة التَحقيق، على خلفيّة تعبيره عن آرائه ومواقفه السّياسيّة في أحد اللقاءات الحوارية التي نظمتها جبهة الخلاص”.
وأكدت أن البرنامج تضمن “توجيه تهم خطيرة وجملة من الافتراءات (بحق الغنوشي) استوجبت تدخل هيئة الدفاع لطلب حق الرد الذي يكفله لها القانون، إلا أن إدارة البرنامج رفضت تدخل ممثل عن هيئة الدفاع بعد إعلامه أنها ستتولى الاستشارة قبل ذلك (…) وتتمسك بحقها في اتخاذ الاجراءات القانونية المناسبة”.
وأكدت الهيئة “براءة موكلها من كل ما نسبه له أحد الأفراد الذي نصب اليوم نفسه مكان الهيئات القضائية ليخرق سرية التحقيق ويتحدث فيما لم يبت فيه القضاء بعد، وهو ذات الشخص الذي تقدم ضده الغنوشي عددا من الشكاوى في التحريض على العنف وبث خطاب الكراهية ضده، والتي لم تغادر الرفوف، في هضم مفضوح لحق الموكل في اللجوء للقضاء وطلب انصافه طبق القانون”.
والشهر الماضي، أيدت محكمة الاستئناف التونسية حكما ابتدائيا بسجن الغنوشي 3 سنوات مع فرض غرامة مالية، وذلك في القضية المتعلقة بقبول حزبه تبرعات مالية من جهة أجنبية.
ويواجه الغنوشي تهما أخرى تتعلق بـ”تمجيد الإرهاب” و”التآمر على أمن الدولة” وهو ما تنفيه حركة النهضة التي تتهم الرئيس قيس سعيد باستخدام القضاء لتصفية “خصومه” السياسيين.
وفي آذار/ مارس الماضي، دعا ماهر المذيوب المستشار الإعلامي للغنوشي، الرئيس قيس سعيد لاستغلال حلول شهر رمضان المبارك في فتح صفحة جديدة مع المعارضة من خلال الإفراج عن الغنوشي وبقية المعتقلين، والقبول بحوار سياسي لتجاوز الأزمة المتواصلة في البلاد.
الغنوشي شيخٌ تجاوز سِنّ الثمانين، و كان عليه اعتزال السياسة قبل انتخابات 2019، لكنه أساء التقدير و خرج من الباب الصغير، مَلومًا محسورُا، يقبع في زنزانة “الموت ” على غرار محمد مرسي، و هي معاملة قاسية من الناحية الإنسانية، لأن الرجل لم يعد يمثّل أيَّ خطر وإلّا لماذا لم يخرج أنصاره إلى الشارع، إن كان يملك كل هذه الشعبية المزعومة ؟ قد يلقى الغنوشي حتفه داخل السجن، فَيَحتفل خصومه بوفاته، شماتة، حتى دون البتّ النهائي من طرف القضاء، حول مدى صحة الإتهامات الموجّهة إليه، عِلْمًا أنّ جميع المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي، إنما اعتُقِلوا ظُلْمًا و بِطُرُق تعسّفية لا يقبلها العقل السليم. نحن نتحدّث عن دولة تُرْهِبُ مواطنيها، لأنها عازمة على البقاء رغم عجزِها عن تحقيق أيّ تنمية اقتصادية، و رغم غياب الفكر السياسي وغياب الرؤية الواضحة تجاه المستقبل.