الشائعات السائدة في أوساط الجمهور الإسرائيلي عن حرب شاملة في لبنان في الفترة القريبة القادمة، تمتد أيضاً بدون علاقة ضرورية بتطورات في الوضع على الأرض. أمس، قتل أربعة من رجال “حزب الله” في هجمات إسرائيلية. في المقابل، تم إطلاق مسيرات انقضاضية وقذائف من لبنان وأصيب 18 جندياً إسرائيلياً بضرب مسيرة في الجولان، أحدهم بإصابة بالغة. إن تبادل إطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي و”حزب الله” يجري مؤخراً بشكل عام بقوة أقل مما سجل في الأشهر السابقة. وهذا لا يهدئ التخوفات في إسرائيل ولبنان. طول غياب أي حل سياسي إزاء مواجهة بدأت بإطلاق “حزب الله” بعد 7 أكتوبر وتهديدات متبادلة بين الطرفين وعدم القدرة على الفصل بين ما يحدث في لبنان والحرب في غزة – كل ذلك يزيد التخوف من اندلاع الحرب. والشائعات والتخويف والنظريات العبثية تُنشر طبقاً لذلك.
بعض تصريحات وزراء الحكومة لا تساهم في تهدئة الوضع. فعضو الكابنيت ووزير المالية، سموتريتش، رسم أمس ملامح المعركة الإقليمية المتوقعة. هذا الاستراتيجي المعروف اقترح “تدمير النظام في إيران، وتدمير حماس بشكل مطلق، وحرباً سريعة خاطفة ضد “حزب الله” تخرجه من اللعبة”. في الأصل، إزاء تحذيرات اقتصاديين كبار بشأن الكارثة التي تنتظر اقتصاد إسرائيل، كان من الأفضل لو تعمق في شؤون وزارته قليلاً. الخطة التي يقترحها سموتريتش، والتي تطرح السؤال المطلوب: أي جيش تتحدث عنه؟
نظراً لتفاخر سموتريتش بعدد كبير من الجنود المصوتين له حسب الاستطلاعات الأخيرة، فإن جزءاً منهم بدأوا يفقدون صبرهم تجاهه، ربما يجدر به أن يسألهم: ما هو مستوى التآكل في الوحدات النظامية التي تحارب حماس منذ أكثر من ثمانية أشهر؟ كيف يشعر جندي الاحتياط الذي استدعي للمرة الثالثة للخدمة بالأمر 8 ويترك وراءه عائلة مشتاقة ومصلحة تجارية متعثرة أو سنة دراسية ضائعة؟ ما حجم التسليح الدقيق لدى سلاح الجو إزاء قرار الإدارة الأمريكية تأخير الإرسالية التي تشمل 3500 قنبلة ثقيلة؟ ما هو العلاج المطلوب للدبابات وناقلات الجنود بعد ساعات التشغيل الكثيرة؟
من هم العسكريون الذين يقدرون بإمكانية القيام بعملية خاطفة وسريعة، التي ستهزم “حزب الله”؟ كم من رجال الاحتياط سنحتاج في السنة لتعزيز حكم عسكري، الذي يدعو إليه الوزير، في قطاع غزة؟ ما مدى استعداد الجبهة الداخلية في إسرائيل للتعامل مع إطلاق يومي لآلاف الصواريخ والقذائف والمسيرات من لبنان، من خلال المساعدة المباشرة من إيران والمليشيات التي تشغلها وتمولها في العراق وسوريا واليمن؟
كل ذلك دون التحدث عن قضايا استراتيجية هامشية مثل دعم الولايات المتحدة ورد المجتمع الدولي إذا بادرت إسرائيل إلى هجوم منسق للمنشآت النووية في إيران وقوات “حزب الله” في جنوب لبنان.
لا طريقة لاستبعاد احتمالية إيجاد إسرائيل نفسها في وضع يسلط السيف على عنقها في المستقبل، وعليها أن تواجه عدداً من الأعداء في حرب متعددة الساحات. ولكن يبدو أن سموتريتش في هذا السيناريو يدمج بين الأوهام النائمة عن الحدود الموعودة وبين خطته بعيدة المدى لخنق السلطة الفلسطينية اقتصادياً وإسقاط حكمها في الضفة الغربية-الفكرة التي يتحفظ منها رئيس الحكومة نتنياهو، كما جاء في تصريحات له في الأسبوع الماضي. يصعب التقدير إذا ما كانت أقوال وزير المالية أمس في مؤتمر صحيفة “المصدر الأول” تعكس قصر النظر الاستراتيجي أو هناك عملية أكثر سخرية من جانب من يعتقد أن سيناريو يأجوج ومأجوج إقليمي سيدفع بأهدافه قدماً.
أما بخصوص المسألة اللبنانية، فيبث نتنياهو مؤخراً، وبالأساس وزير الدفاع غالنت، رسائل حول الحاجة لفحص تسوية سياسية بوساطة أمريكية قبل شن معركة شاملة ضد “حزب الله”. في المنطقة ما زالوا ينتظرون إذا كان مبعوث الرئيس الأمريكي، عاموس هوكشتاين، سيصل قريباً في جولة مكوكية بين بيروت و”القدس”.
في الخلفية نية نتنياهو إلقاء خطاب في الكونغرس الأمريكي بعد ثلاثة أسابيع تقريباً، في 24 تموز. يطرح الإسرائيليون أثناء الاتصالات مع الأمريكيين إمكانية أن يقوم الجيش الإسرائيلي بعملية هجومية في لبنان على أمل استيقاظ “حزب الله” ليوافق على اتفاق يبعد قواته حتى شمال نهر الليطاني. الأمريكيون يتشككون: يعتقدون أنه لا محطة في الوسط يكون سقفها أدنى من المواجهة الشاملة، ولن تكون هناك عملية محدودة للجيش الإسرائيلي ذات رد سريع من قبل “حزب الله”، لذا ستكون المسافة إلى الحرب الشاملة قصيرة.
الصعوبة الأساسية أمام الحكومة تتعلق بتوقعات الجمهور. حوالي 60 ألف من سكان الحدود الشمالية يخلون بيوتهم بتعليمات من الحكومة والجيش منذ 8 تشرين الأول الماضي. في هذه الأثناء، لا يوجد موعد لعودتهم. الانتقاد يزداد على خلفية استمرار الفشل الاستراتيجي، وهذا انتقاد يسمعه سكان الشمال ووسائل الإعلام والمعارضة.
إجابات المتحدثين بلسان الحكومة غير مقنعة. فكلما استمر الوضع الحالي بدون حل، يزداد إغراء الحكومة والجيش في محاولة لإحداث تغيير بعملية عسكرية واسعة رغم أخطارها المعروفة.
بقلم: عاموس هرئيل
هآرتس 1/7/2024
اغلب الظن ان حزب الله يتبع سياسة الحافه الهاويه برسم وتشجيع من ايران ، ولن ينخرط بحرب مدمره نع الاحتلال لاسباب لا ناقة له فيها ولا جمل وانما كان آسيرا لتصريحات وسياسات وحدة المقاومة والممانعه ليس لحزب الله قاعدة خلفية بل هي معارضه من اغلب الشعب اللبناني المكون المسيحي بكافة اطيافه، المكون السني والمكون الدرزي ، وجزء كبير من المكون الشيعي ، تداعيات الحرب الاهلية اللبنانيه وانخراط المكون الفلسطيني فيها المتواجد في لبنان فتح واخواتها. والمخيمات الفلسطينية تعيش في اعماق الشعب اللبناني هذا من ناحية ومن ناحية أخرى لماذا على لبنان دون غيره ان يغوص في المستنقع الفلسطيني وقد دفع الثمن عاليا وغاليا جدا ؟، ،؟