تونس – «القدس العربي» : حذر محللون تونسيون من محاولة دولة الاحتلال الإسرائيلي اقتحام مدينة رفح للبحث عن “نصر مزعوم” في غزة، لم تتمكن من تحقيقه طيلة أربعة أشهر، كما أشاروا إلى أن الدول المساندة للإبادة الجماعية في غزة تعيد طرح فكرة الدولتين لتشتيت المكاسب السياسية التي حققتها معركة طوفان الأقصى.
وكتب المحلل السياسي نور الدين العلوي، على موقع فيسبوك: “من الواضح أن العدو عجز عن تحقيق أهم هدفين له (كسر المقاومة والقبض على قيادتها وتحرير أسراه) وقد مسح القطاع فلم ينل بغيته، وبقيت له معركة أخيرة في رفح وهدفها تدمير الحاضنة إلى الأبد، والعدو مصر على إنجاز معركته وعليها يعلق آخر آماله في نصر، وقد يحقق بها التهجير المطلوب، وقد حشر السكان في آخر مربع على الحدود. نتابع من بعيد ونثق في المقاومة، ونشفق على الحاضنة، فالثمن فاق كل خيالنا المتشائم”.
وأضاف: “النظام المصري يكذب علينا وعلى شعبه ولن يعترض فعلاً على التهجير، لكن الحاضنة مصرة على البقاء ولا تفكر في الثمن (في ما نسمع على الأقل، وهم بشر مثلنا فلا يزايد عليهم أحد من جماعة الشاشات مثلنا). وحزام التطبيع والغرب برمته ليس ضد تدمير الحاضنة، لذلك مرة أخرى سيجد الفلسطيني نفسه وحده في أشرس معركة لا مهرب منها. لن تكون معركة مواجهة مباشرة، بل رجم من الجو، فذلك أفضل عند العدو لتدمير شامل”.
ودون المؤرخ عدنان منصر: “الدول الأكثر مساندة وتمويلاً للإبادة في فلسطين منذ سبعين عاماً (الولايات المتحدة، بريطانيا، وألمانيا) هي من يطرح هذه الأيام (مرة أخرى) حل الدولتين. يبدو الأمر أشبه بإعلان انتداب موظفين جدد، مثلما هو الشأن دائماً في أي سيادة تمنح ولا تفتك. تكرار ممل وخبيث لا ينطلي إلا على المرشحين لهذه الوظائف. الرعاة الثلاثة يعلمون جيداً أن إسرائيل لن تقبل بأي سيادة إلى جانبها، مثلما يعرف الجميع أن هؤلاء الثلاثة بالذات لم يحركوا ساكناً عندما كانت إسرائيل على مدى ثلاثين عاماً تخرق اتفاقيات أوسلو التي كانت بداية تأسيس “السلطة الفلسطينية” إلى أن جعلت من سلطة رام الله مهزلة القرن”.
وأضاف: “جاءت أوسلو لتلافي اندلاع انتفاضة جديدة، مثلما يعاد تقديم نفس العرض اليوم لإفشال المكاسب السياسية للسابع من أكتوبر (تشرين الأول) العظيم، وتوفير فضاء مناورة للكيان. هؤلاء لن يتخلوا عن إسرائيل، ولن تكون سياستهم أبداً سوى في خدمة إسرائيل، وكل ما يقع منذ عشرين عاماً هو عقاب للفلسطينيين لعدم قبولهم لعب هذا الدور والرضى بوهم السيادة في سجن يملك مفاتيحه الاحتلال”.
فيما تساءل المحلل السياسي الحبيب بوعجيلة عن غياب الشارع العربي وخفوت صوته إزاء ما يحدث في غزة، رغم الدعوات المتكررة لقادة المقاومة إلى النخب العربية للتحرك والتنديد بجرائم الاحتلال في غزة.
وكتب على موقع فيسبوك: “الشوارع العربية في القرن العشرين والسنوات الأولى للحادي والعشرين ضجت وامتلأت بالاحتجاجات في المعارك القومية (النكسة وحرب السبعينيات وغزو بيروت الثمانينيات والحرب على العراق في التسعينيات وسنوات الألفين ومعركة تموز 2006 وغزة 2009 و2012 وغيرها) ورغم ما يقال عن جدوى الاحتجاجات، فقد أرعبت هذه الشوارع النظم وأجبرت زعيمة الاستعمار العالمي على الإسراع بتطويق الحرائق لمنع انهيار الترتيب السياسي الذي نظمت به المنطقة منذ عقود”.
وأضاف: “ولما انطلق الطوفان قال متابعون مطلعون إن حاملات الطائرات الأمريكية والبريطانية جاءت للمحافظة على الوضع القائم خوفاً من الانفجار الشعبي للمنطقة. لكن الشوارع العربية كانت باردة هادئة إلا من بعض ردود انفعالية، وباستثناء شوارع بيئات المقاومة في دول عربية معلومة، فقد هدأت الشوارع في مصر والأردن والمغرب العربي”.
كما انتقد غياب المحللين السياسيين والمؤرخين التونسيين، حيث “لم يقدم لنا أحد منهم مقالاً في الموضوع، وهو في تقديري من أطرف مواضيع البحث العلمي لو أرادوا التميز في مقالاتهم بعيداً عن تكرار المديح أو معاودة تحاليل العمداء المتقاعدين من الجيوش العربية الموزعين على فضائيات الإعلام العربي المهني”.
وتساءل بوعجيلة مجدداً: “لماذا لم تشتغل منظمات المجتمع المدني وعلى رأسها اتحاد الشغل والرابطة وعمادة المحامين وأحزاب اليسار والتنظيمات القومية، على التحشيد الدوري للشارع؟ هل يتعلق الأمر فقط بعجز الماكينات عن ذلك؟ أم أن هناك إكراهات منعتها أو أمرتها بالصمت؟ ولماذا خفتت حماسة بعض رموز الأكاديميا التونسية الذين تباهوا في الأيام الأولى للطوفان بإتقانهم لموضة الديكولونيالية (التحرر من الفكر الاستعماري) إلى درجة توهمنا فيها تحول مدارج الجامعة التونسية إلى شبيهة بمدارج هارفارد التي ضجت بمحاصرة الفكرة الصهيونية؟”.
الله ناصر الفلسطينيين وهازم عدوهم المحتل اللعين المدعوم منذ 1948 من البريطان والأمريكان والغرب العنصري البغيض المتغطرس الذي يكيل بمكيالين 🇵🇸🤨☝️🚀🚀🚀🚀🚀🚀🚀🚀