محللون لـ «القدس العربي»: هذه معوقات «المنطقة الآمنة»

هبة محمد
حجم الخط
0

دمشق – «القدس العربي» : الباحث المختص بمنطقة شرق الفرات في مركز عمران للدراسات الاستراتيجية، بدر ملا رشيد، أوضح ان زيارة الوفد الأمريكي تأتي في هذا التوقيت المفصلي حيال الاتفاق بين الولايات المتحدة وتركيا، في ضوء ظهور عدم رضا تركي شديد حول تطبيق واشنطن للاتفاق على خلاف الرغبة التركية.
وتنشد القيادة التركية قبولاً أمريكياً كاملاً لشروطها المتعلقة بإدارة كاملة من طرفها لمنطقة تمتد اكثر من 35 كلم عمقاً، وعلى طول الحدود التركية – السورية من جهة سوريا، بحيث يشمل الوجود التركي الصفة العسكرية والأمنية وحتى الإدارية، وهو ما ترفضه الولايات المتحدة، حيث تبقي الأفق مفتوحاً لأنقرة فقط على إمكانية الدخول للمنطقة عبر دوريات مشتركة، ومراقبتها من الأجواء بالحوامات والطائرات المسيرة.
وأعرب ملا رشيد لـ»القدس العربي» عن صعوبة تحديد الموقف الأمريكي من المطالب التركية وتصنيفه على ما اذا كان «مفاوضة ام فسح المجال» امام تركيا لممارسة دور في المنطقة الآمنة بحجم تخوفاتها الأمنية دون زيادة تصب في خانة «توسع إقليمي عسكري وأمني». ولكن في العموم، يضيف المتحدث ان الولايات المتحدة استخدمت بشكل خاص في ملف «الحرب بين حزب العمال وأنقرة» ورقة مساندة أنقرة في عملياتها العسكرية ضد «العمال» الكردستاني في كردستان العراق لصالح كسب تركيا في ملفات أخرى، وفِي الفترة الحالية يمكن ان تضاف لهذه الورقة ملفات أخرى تكون قابلة للنقاش كملف إعادة تفعيل مشاركة تركيا ضمن برنامج صناعة طائرات «أف35»، او التنقيب التركي عن الغاز في البحر المتوسط. الخبير في الشؤون الأمنية والعسكرية نوار شعبان، فسر من وجهة نظره، التطورات حيال المنطقة الآمنة كدليل على تناغم أمريكي- تركي في الفترة الأخيرة، وهذا ما عكسته الاتفاقيات الخاصة بآلية التنفيذ المحدود.
ولكن موضوع الخلافات الجوهرية، حسب ما يقول الخبير لـ «القدس العربي»، فهي لا تزال قائمة بين الجانبين، وهي واضحة، رغم عدم الإعلان عنها، وهي سرعة التنفيذ، إضافة إلى كيفية التطبيق في بعض المناطق، وهذه الأحداث مشابهة لما حصل في أوقات سابقة في مدينة منبج في ريف حلب.
وبخصوص الأمور اللوجستية الأخرى، قال ان عمق المنطقة، مهم للغاية بالنسبة للأتراك، الذين يهدفون إلى شل الطرق الدولية بين الشرق والغرب، وهذا غير مقبول عند الأمريكيين بأي شكل من الأشكال، في حين نرى بعض التوافقات، مثل ضرورة سحب نقاط وحدات الحماية، وتسيير الدوريات المشتركة.
ولكن يبقى عمق المنطقة الآمنة، هو الخلاف العريض بين واشنطن وأنقرة، في حين امتداد المنطقة لا يشكل خلافاً حاداً بين الجانبين، فهنا طبيعة المنطقة تأخذ دوراً هاماً، وعلى الأتراك والأمريكان الأخذ بها، كطبيعة المنطقة، وسكانها، عرباً أو أكراداً، وهو ربما ما ستتم مناقشته في هذه المرحلة من الاجتماع بين الجانبين.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية