لندن-“القدس العربي”:
الفلسطيني معاذ العمارنة فقد العين واحتفظ بالبوصلة
فقد الصحافي الفلسطيني معاذ العمارنة 32 عاما، من مخيم الدهيشة عينه جراء رصاصة “غير طائشة” أطلقها جندي الاحتلال الذي زعم انها “لم تكن مقصودة”. وقال شهود عيان إن عمارنة أصيب برصاص قناص إسرائيلي، أثناء تغطيته للمواجهات التي اندلعت في الخليل احتجاجا على السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين. خسر معاذ نصف نعمة البصر فهل خسرت إسرائيل صورتها وروايتها في العالم؟ ربما سلطت الجريمة الضوء مجددا على واقع الاحتلال وعلى قضية ربما تكون أعدل قضايا الكون، مثلما أنها سلطت الضوء على معاناة الصحافيين الذين ينقلون تغطيات الاحتلال رغم مخاطر موت يتربص بهم يوميا. وتحت شعار “عين معاذ عين الحقيقة” أطلق صحافيون عرب وأجانب حملة إلكترونية تضامنية مع المصور الفلسطيني، أرفقوها بصور وهم يضعون ضمادات على أعينهم اليسرى أسوة بمعاذ، الذي نشر صورة له وهو يرقد في المستشفى. ولم تقتصر الحملة على الصحافيين، بل شارك فيها سياسيون ورياضيون وفنانون عرب وأجانب، وكثير من الأطفال. ونشرت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حنان عشراوي، صورة لها وهي تغطي عينها اليسرى، وعلقت عبر موقع تويتر: “يبقى معاذ عمارنة شاهدا على جرائم الاحتلال، ونظل جميعنا عين معاذ”. ولد معاذ عمارنة في مدينة القدس، وتولى مسؤولية الاعتناء بعائلته المكونة من والدته وأخواته الست، عقب وفاة والده المريض قبل حوالي 10 أعوام، وتقول والدته: “منذ أن كان عمره 12 عاماً، وهو يساعد والده في العمل في الأردن، حيث كنا نعيش قبل استقرارنا في بيت لحم عام 2003 إذا وجدت كلمة أصف بها معاذ، فهو الأب الأخ ونور عيني وكل شيء في حياتي”.
قيس سعيد التونسي نيزك في عتمة العرب
كان انتخاب الرئيس التونسي قيس سعيد هذا العام كالنجم الساطع في عتمة العرب ليعطيهم أملا في أن الفجر آت وسط صراعات متجددة في لبنان والسودان والعراق والجزائر وغيرها، المشترك بينها محاولة “الربيع العربي” ليبرعم من جديد ويقول مهلا لكل من المؤبنّين والساخرين، مذكرا بحتمية تحقق نبوءة الشاعر التونسي أبو قاسم الشابي في هذا المضمار. وقيس سعيد ليس هبة تونس فقط، فالكثير من العرب والشرفاء في العالم يتفاءلون بفوزه وباحتمالات دعمه لكل ما هو عادل وجميل في حياة الشعوب. وقد فاز في الانتخابات الرئاسية بنسبة 70 في المئة هو في نظر شعبه “رجل الصرامة والنظافة” القادر على قيادة البلاد في المرحلة المقبلة وتحقيق تطلعات الشباب وخاصة الطلبة، علما أن جل أنصاره منهم، وذلك برغم افتقار أستاذ القانون الدستوري للخبرة في مجال العمل السياسي. ولد سعيّد في 22 شباط/فبراير 1958 لعائلة من الطبقة الاجتماعية الوسطى. درس في الجامعة التونسية وتخرج منها ليدرس فيها لاحقا القانون الدستوري قبل التقاعد في 2018. حصل على دبلوم من الأكاديمية الدولية للقانون الدستوري في تونس، ثم باشر تدريس القانون في جامعة سوسة وأشرف لفترة وجيزة على قسم القانون العام لينتقل إثرها ومنذ 1999 وحتى 2018 إلى جامعة العلوم القانونية والسياسية في تونس العاصمة. يلقبه أنصاره بـ”الأستاذ” احتراما لشخصه، ويلقبه طلبته بالشخصية التي تكرس حياتها لمهنتها وهي التدريس، ويظهر في صورة الإنسان المستقيم والصارم الذي نادرا ما يبتسم.
عبد الله حمدوك غادر السودان موظفا مفصولا وعاد رئيسا للوزراء
غادر عبد الله حمدوك السودان موظفا مفصولا وعاد خبيرا ورئيسا للوزراء. لم يكن اسمه معروفا لدى عدد كبير من السودانيين، قبل أن يطلبه الرئيس المعزول عمر البشير ليشغل منصب وزير المالية في أواخر عهد الإنقاذ، وأثار الخبير الدولي عبد الله حمدوك جدلا بعد اعتذاره عن المنصب.
ولم يكن يعلم أنه سيكون المسؤول التنفيذي الأول في حكومة السودان بعد ثورة شعبية أطاحت بحكم البشير الذي عزله عن وظيفته عام 1990 تحت ذريعة الصالح العام، وكان حمدوك في ذلك الوقت طالب دراسات عليا في جامعة مانشستر في بريطانيا.
لم يكن حمدوك من الطلاب المعروفين بهوسهم السياسي، وهو من أبناء إقليم كردفان غربي السودان وولد في العام الذي نال فيه السودان استقلاله (1956) والتحق بجامعة الخرطوم التي كانت تضم النخبة من الطلاب المتفوقين ونال بكالوريوس الاقتصاد الزراعي ثم بدأ حياته المهنية موظفا صغيرا عام 1981 وانضمّ للعمل في وزارة المالية حتى 1987.
بعد نجاح الثورة تم الإجماع عليه من قبل الثوار وقوى الحرية والتغيير ليكون رئيس الوزراء السوداني الجديد، فأدى اليمين الدستورية في الحادي والعشرين من آب/اغسطس 2019.
عمل مستشارًا في منظمة العمل الدولية حتى عام 1997. بعدها عُيّن في البنك الافريقي للتنمية في ساحل العاج وبقي فيهِ لما يُقارب أربع سنوات قبل أن ينضمّ للجنة الاقتصادية لافريقيا التابعة للأمم المتحدة في أديس أبابا في عدة مواقع حتى أصبحَ نائبًا للأمين التنفيذي.
وفي الفترة من 2003 حتى 2008 عمل في المعهد الدولي للديمقراطية والانتخابات ثمّ شغل منصبَ كبير الاقتصاديين ونائب الأمين التنفيذي للجنة الاقتصادية لافريقيا منذ عام 2011. بحلول عام 2016 عيّنه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قائما بأعمال الأمين التنفيذي للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لافريقيا.
محمد علي الفنان المقاول الذي هز عرش السيسي
فوجئ المصريون في آب/أغسطس الماضي، بالفنان محمد علي صاحب شركة المقاولات، ينشر فيديوهات يهاجم فيها نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
محمد علي صاحب شركة المقاولات عمل في مشروعات تديرها الهيئة الهندسية التابعة للجيش المصري، أعلن في الفيديوهات التي نشرها بعد أن غادر البلاد وأقام في إسبانيا، إن المشروعات التي يديرها الجيش تهدر ملايين الجنيهات، وكشف عن إقامة السيسي لعدد من القصور الرئاسية في مدن برج العرب والقاهرة، واتهمه، بمجاملة عدد من أصدقائه من خلال تدشين مشروعات لا فائدة منها.
وانتقل علي من نشر فيديوهات يتحدث فيها عن فساد وإهدار للمال العام، إلى دعوة المصريين للخروج في مظاهرات للإطاحة بالسيسي، ودعا المصريين إلى التظاهر في ميادين المحافظات أو أمام المنازل، واستجاب له الآلاف من المصريين في 20 أيلول/سبتمبر الماضي، ونجح متظاهرون للمرة الأولى منذ وصول الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إلى منصب الرئاسة عام 2014 في دخول ميدان التحرير.
ووفق منظمات حقوقية محلية، فإن حملة الاعتقالات التي شنتها الأجهزة الأمنية عل خلفية أحداث 20 أيلول/سبتمبر الماضي، طالت حوالي 4321 معتقلا من أكاديميين وحقوقيين، وصحافيين، وقيادات أحزاب.
وقضت محكمة مصرية يوم 9 أيلول/سبتمبر، بسجن محمد علي 5 سنوات، وغرامة مالية قدرها 50 ألف جنيه بعد اتهامه بـ”التهرب الضريبي”. وألزمته بأن يؤدي لمصلحة الضرائب المصرية 41 مليونا و879 ألف جنيه على القيمة المضافة، وإلزامه بالضريبة الإضافية المستحقة عنها بواقع 1.5 في المئة عن كل شهر أو جزء منها اعتبارا من تاريخ استحقاق الضريبة الأصلية حتى تاريخ السداد، وإلزامه بقيمة الضريبة الجدول بواقع 5 في المئة من قيمة الضريبة المستحقة.
بوريس جونسون الفائز في الانتخابات الأصعب في تاريخ بريطانيا
كان طموحه دائما ومنذ طفولته ان يصبح الزعيم السياسي لبريطانيا العظمى، وأصبح رئيسا للوزراء في بلد الملكة إليزابيث الثانية. إنه بوريس جونسون المولود في نيويورك، والذي تلقى تعليمه في أفضل معاهد بريطانيا.
ونظرا لأنه كان يعتبر نفسه وهو في مقاعد الدراسة مشروع زعيم سياسي، فقد اهتم بالبحث عن جذوره، واكتشف ان جده لأبيه كان من الباشوات الأتراك، وعلى ذلك فإنه يردد بين أصدقائه أن دماء إسلامية تجري في عروقه بنسبة 12.5في المئة. وقد استخدم هذا الأصل الإسلامي في الدفاع عن نفسه ضد الاتهامات الموجهة ضده بإثارة الكراهية والعداء للمسلمين.
عام 2008 فاز بمنصب عمدة لندن. وقد أهلته هذه الفترة ليصبح واحدا من القيادات البارزة لحزب المحافظين، فتولى بعد ذلك منصب وزير الخارجية في حكومة تريزا ماي لفترة قصيرة جدا. استقال بعدها بسبب خلافات حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ظل جونسون واحدا من أهم محركات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ومن خلال التنسيق مع أشد المجموعات يمينية داخل حزب المحافظين استطاع ان يحبط اتفاق تريزا ماي للخروج من الاتحاد، ما اضطرها لتقديم استقالتها، ليفوز جونسون بزعامة الحزب في سباق كان يجري لمصلحته منذ اليوم الأول. خاض انتخابات تعتبر من الأصعب في تاريخ بريطانيا، ليحقق للمحافظين فوزا تاريخيا لم يحققه الحزب منذ سنوات مارغريت ثاتشر.
في علاقته مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يحتفظ لنفسه بهامش للمناورة يساعده على تمييز مواقفه السياسية في قضايا شديدة الأهمية. وسوف يكون عام 2020 اختبارا حاسما لسياساته في مجالات تعزيز وإنعاش الخدمات الاجتماعية، والسير في طريق يتجنب تفكك المملكة المتحدة، والمحافظة على علاقات موازنة مع أوروبا، وتعزيز التعاون الاستراتيجي مع الولايات المتحدة.
غريتا تونبرغ ناشطة بيئية وأهم امرأة سويدية في عام 2019
انتشر اسم الناشطة البيئية المراهقة التي لم يتخط عمرها 16 عاماً، كالنار في وسائل الإعلام العالمية، خلال العام الماضي، بسبب نشاطها البيئي، وحضورها في المحافل الدولية المعنية بالتغير المناخي، كمؤتمر الأمم المتحدة في كانون الثاني/يناير الماضي، حيث ألقت كلمة، كما أن من المتوقع أن تلقي كلمة في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.
وهي ابنة مغنية أوبرا وممثل سينمائي سويديين، وولدت عام 2003. وتم تشخيصها لاحقاً بأنها تعاني عدداً من الأمراض المستعصية كمتلازمة أسبرغر واضطراب الوسواس القهري، والطفرة الانتقائية. وفي أيار/مايو 2018 فازت غريتا بمسابقة للكتابة حول موضوع المناخ، ما مكّنها من لقاء الناشط بو توران، المدافع عن البيئة والعضو في جمعية “فوسيل فري دالسلاند”. وغيّر اللقاء حياتها، إذ قررت في آب/أغسطس 2018 الامتناع عن الذهاب إلى المدرسة في ستوكهولم حتى موعد إجراء الانتخابات العامة في أيلول/سبتمبر من العام نفسه، احتجاجاً على عدم التزام بلادها باتفاقية باريس للمناخ التي تهدف إلى خفض انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون. واعتصمت أمام أبواب البرلمان السويدي كل يوم جمعة خلال ساعات الدراسة لمدة ثلاثة أشهر، ودعت التلاميذ إلى مناصرتها.
وزارت دولا عدة للمشاركة في اعتصامات وفعاليات تتعلق بالتغير المناخي، كما زارت الولايات المتحدة، للمشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ.
تم ترشيحها لجائزة شركة تيلغا انيرجيز للكهرباء عن فئة الأطفال والشباب الذين يروجون للتنمية المستدامة، وجائزة مناخ الأطفال، لكنها رفضت لأن المتسابقين النهائيين سيتعين عليهم السفر جواً إلى ستوكهولم. وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة اعتبرت أهم امرأة في السويد عام 2019.
الأميرة هيا رسولة السلام تهرب من المضايقة والتهديدات
الأميرة هيا بنت الحسين، هي ابنة الملك الحسين بن طلال من زوجته الملكة علياء، وأخت الملك عبد الله الثاني بن الحسين.
تزوجت من محمد بن راشد آل مكتوم حاكم إمارة دبي ووزير الدفاع في دولة الإمارات العربية المتحدة عام 2004 عندما كان وليًا للعهد. وأنجبت طفلين، بنت اسمها الجليلة، وابن سُمّي زايد.
وكانت للأميرة نشاطات عديدة، إذ عيّنت عام 2007 “رسولة السلام” التابع للأمم المتحدة. كما كانت لها نشاطات رياضية، إذ شاركت في البطولة العالمية للفروسية عام 2002 التي أقيمت في شريش في إسبانيا. كما مثّلت الأردن في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية عام 2002 في سيدني، بمسابقة قفز الحواجز. وحازت على الميدالية البرونزية في مسابقة القفز في دورة الألعاب العربية السابعة 1992 التي أقيمت في دمشق. وانتخبت الأميرة هيا رئيسة الاتحاد الدولي للفروسية عام 2006 لمدة أربع سنوات أولية.
في تموز/يوليو عام 2019 وَردت لأول مرة أخبار فرار الأميرة من دبي بصحبة طفليها من زوجها حاكم دبي، وسافرت في بادئ الأمر إلى ألمانيا ثم استقرت في منزلها بمنطقة كنزنغتون في لندن. وتقدمت بطلب إلى المحكمة العليا في لندن لحماية أحد ولديها من الزواج القسري وطلباً آخر بالحماية من المضايقة أو التهديدات، فيما تقدم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم (70 عاما) بطلب “الإعادة الفورية للطفلين إلى دبي”.
وحضرت في آب/اغسطس الماضي برفقة محاميتها شاكلتون جلسة تمهيدية. ثم شهدت المحكمة العليا في لندن، في تشرين الثاني/نوفمبر جلسة أخرى. وفي حين اعتقد الكثيرون أن الدعوى المطروحة حاليا تتعلق بالطلاق، غير أن الأميرة هيا والشيخ محمد بن راشد كشفا عبر بيان مُشترك أن الدعوى القانونية المنظورة أمام المحكمة تتصّل برعاية طفليهما ولا تتعلق بالطلاق أو أمور مالية.
لجين الهذلول ناشطة سعودية في مجال المرأة
لم يغب اسم الناشطة السعودية لجين الهذلول، عن الإعلام هذا العام، خصوصاً بعد اتهامات سعود القحطاني، وهو مستشار بارز لولي العهد محمد بن سلمان، بتهديدها بالاغتصاب.
أشقاء الهذلول أكدوا أن القحطاني كان حاضرا خلال بعض جلسات التعذيب وهددها بالاغتصاب والقتل.
لكن المدعي العام السعودي بين أن مكتبه حقق في تلك المزاعم وخلص إلى أنها غير صحيحة.
وتحاكم الهذلول وناشطات أخريات أمام المحكمة الجزائية في الرياض بعدما تم اعتقالهن في أيار/مايو العام الماضي في إطار حملة أمنية واسعة استهدفت ناشطين قبل شهر من رفع الحظر المفروض على قيادة النساء السيارات في المملكة.
وفي عام 2014 اشتهرت لجين على وسائل التواصل الاجتماعي بعد محاولتها القيادة عبر الحدود السعودية الإماراتية.
كما شاركت بحملة ضد نظام “الولاية” الذي كان يمنح السلطة لأب أو أخ أو زوج أو ابن امرأة لاتخاذ قرارات حاسمة نيابة عنها لكنه سقط بدوره منذ أسابيع.
وأثارت قضيتها انتقادات دولية وغضبا في العواصم الأوروبية والكونغرس الأمريكي خاصة بعد مقتل الصحافي جمال خاشقجي على يد سعوديين داخل قنصلية المملكة في اسطنبول.
وقبل أشهر قدمت سلطات المملكة عرضا للهذلول للإفراج عنها، مقابل أن تنفي تعرضها للتعذيب.
وقال وليد الهذلول شقيق لجين (30 عاما) على صفحته على تويتر إنها وافقت في البداية على توقيع وثيقة تنفي فيها تعرضها للتعذيب والتحرش. والتزمت أسرتها الصمت في الآونة الأخيرة على أمل حل القضية في سرية.
لكن وليد أضاف أن أمن الدولة طلب منها في مقابلة مؤخرا تسجيل النفي في فيديو في إطار اتفاق الإفراج عنها.
وزاد، في تغريدة “الظهور في فيديو لتقول إنها لم تتعرض لتعذيب… مطلب غير واقعي”.