محنة الصحافة في المغرب
محنة الصحافة في المغرب تواجه الصحافة المستقلة بالمغرب، منذ منع الصحافي علي لمرابط من الكتابة والي الآن، عددا من المحاكمات والمضايقات التي تطرح أكثر من سؤال حول دلالالتها، خفاياها وعلاقتها بالصحافة كسلطة رابعة، وكذلك بشعارات ـ المغرب الجديد ـ وأخص بالذكر لا الحصر صحيفة الأيام الأسبوعية التي تصدر باللغة العربية والمتهمة بتطرقها إلي مواضيع سياسية حساسة.هذه السلسلة من المحاكمات تدفعنا بلا شك إلي مساءلة واقع المغرب الحالي: ما دلالات محاكمة الصحافة المستقلة في هذا الوقت بالذات؟ من يحرك هذه المتابعات، هل المخزن العتيق ـ الجديد أم السلطة القضائية؟من المشروع جدا، وأمام هذه النوازل المغربية الجديدة، أن نسأل كل هذه الترسانة من الشعارات التي يقدمها المغرب الرسمي لأبنائه داخل وخارج البلاد عبر قنواته التي تقول بالمصالحة مع الذات وطي صفحة الماضي الأسود الذي أغرق البلاد في أزمة خانقة علي كل المستويات. فالاعتقاد الراسخ عند عموم المحللين والحقوقيين والصحافيين هو أن ممارسة المصالحة وتأسيس مغرب الغد يقتضي الإرادة السياسية الواضحة والجلية للمتحكمين في القرار السياسي، والتي تترجم علي أرضية الواقع بعيدا عن لغة الانفصام التي تغرق المواطن في الريبة والشك من كل ما يدور حوله. عندما نحاكم صحافيا لمجرد أنه يعبر عن رأيه أو يخبر بحدث أو واقعة معينة وفق الضوابط الأخلاقية والمهنية، نبين بالملموس التناقض الحاصل في أسس وبنيات النظام السياسي الذي ينطق بشعارات معينة ويمارس واقعا مخالفا. الصحافي المغربي يحاكم اليوم لأنه مارس حقه السامي ومهنته داخل المجتمع، بالمقابل نطلق العنان لمدمري أحلام المغاربة، وتلك هي الطامة الكبري. محمد نبيل ـ صحافي مقيم بكندا [email protected]