مخاوف من خطر كورونا على مخيمات النازحين المكتظة شمال سوريا

حجم الخط
0

أنطاكيا- «القدس العربي»: طالب نشطاء سوريون بإغلاق المعابر كافة التي تربط مناطق سيطرة المعارضة في شمال غربي سوريا، بمناطق النظام السوري، وقوات سوريا الديمقراطية، تجنباً لوصول فيروس كورونا. وأوضح النشطاء أنه ورغم إعلان «الجيش الوطني السوري» و»الحكومة المؤقتة» إغلاق هذه المعابر، إلا أن الأخيرة لا زالت تشهد حركة تجارية ومرور أشخاص، داعين إلى تشديد الإجراءات وصولاً إلى إغلاقها، لمنع احتمالية انتقال كورونا.
وفي بيان، دعا «اتحاد الإعلاميين السوريين» المعارض، قادة الفصائل والقطاعات في «الجيش الوطني»، إلى تغليب المصلحة العامة على المصلحة الشخصية الضيقة، مناشدين إياهم الإسراع بإغلاق المعابر، للحفاظ على أرواح مئات الآلاف من المدنين في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة. وأوضح البيان الذي وصلت نسخة منه لـ»القدس العربي»، أن التنقل من مناطق النظام التي تشهد انتشاراً لفيروس كورونا، إلى الشمال السوري، يزيد من احتمالية وصول العدوى.

تحذيرات من أن عدد الإصابات قد يتخطى المليون في حال وصوله

وأكد الناشط الإعلامي باسم الحلبي لـ»القدس العربي»، أنه إلى جانب المعابر التي لم تغلق بشكل كامل، هناك منافذ غير رسمية يتم من خلالها تهريب الأشخاص من مناطق سيطرة النظام إلى الشمال السوري، منها في عفرين ومدينة الباب، وقال «يتم تقاضي مبلغ 200 دولار أمريكي لقاء مرور الشخص الواحد، وهذه المبالغ تتقاضاها شبكات تابعة للفصائل». وحمل الحلبي «الجيش الوطني» المسؤولية الكاملة عن استمرار عمليات التهريب، مؤكداً أن كل ما يتم الحديث عنه من إغلاق رسمي للمعابر، لا أساس له على أرض الواقع.
وقال الحلبي إن وصول فيروس كورونا إلى الشمال السوري، ينذر بكارثة غير مسبوقة، نظراً للاكتظاظ السكاني، وعدم توفر المراكز الصحية، ونقص مستلزمات الوقاية من الوباء. وتابع، أن المنظمات الطبية التابعة للمعارضة حذرت من احتمالية تسجيل عدد وفيات كبير في حال وصول فيروس كورونا إلى مناطق الشمال السوري، بسبب العجز في المنظومة الصحية، وعدم توفر المراكز الصحية وعدم توفر المستلزمات الطبية. ووفق تقديرات صحية، فإن عدد الإصابات بكورونا قد يتخطى حاجز المليون في حال وصوله للشمال السوري، الذي تنتشر فيه المخيمات العشوائية التي تؤوي مئات الآلاف من النازحين والمهجرين.
مصدر طبي من الشمال السوري، قال إن «المراكز الصحية والمستشفيات في الشمال السوري تعاني في الأوضاع الطبيعية من ازدحام كبير، بسبب قلة أعدادها، وتقديمها الخدمة لأعداد هائلة من المرضى». وقال إن «الشمال لا ينقصه وصول الوباء، ومن الواجب إغلاق المعابر والتشديد على منع حركة الأشخاص بالطرق غير الشرعية، للوقاية من فيروس كورونا».
المصدر أشار إلى نقص المستلزمات الطبية لمواجهة الفيروس، مؤكداً أن عدد أجهزة التنفس الاصطناعية في عموم المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة لا يتجاوز الـ160 جهازاً، وتساءل «ما الذي سيقدمه هذا العدد للملايين في الشمال السوري، في حال انتشار الوباء». وقال: «للآن لم يصل كورونا إلى مناطقنا، لكن إن وصل فإن المنطقة معرضة لكارثة، علماً بأن الفيروس أدى إلى انهيار المنظومة الصحية في دول متقدمة ومستقرة ولا تعاني من الحرب، والحل الوحيد هو إحكام إغلاق المنطقة».
في المقابل، أكد المتحدث الرسمي باسم «الجيش الوطني «، الرائد يوسف حمود، في حديث خاص لـ»القدس العربي» أن إغلاق المعابر مع النظام السوري و»قسد» تم فعلاً منذ بداية انتشار كورونا في مناطق النظام السوري. وقال إن «الجيش الوطني بصدد اتخاذ قرارات لوقف عمليات التهريب بشكل كلي»، في إشارة مباشرة إلى تسجيل المناطق الفاصلة عمليات تهريب بضائع و أشخاص.
وكان «الجيش الوطني» قد أعلن في منتصف آذار/مارس الماضي، إغلاق المعابر التجارية، وهي معبر عون الدادات ومعبر أم جلود مع «قسد»، وأبو الزندين مع النظام السوري، لكن مصادر محلية أكدت أن القرار لم يعمل به، وأن حركة عبور الشاحنات لا زالت مستمرة. وسبق وأن أكد ممثل منظمة الصحة العالمية في سوريا نعمة سعيد عبد لوكالة «رويترز»، أن «عدداً كبيراً من السكان مهددون في مخيمات اللاجئين والمناطق العشوائية على مشارف المناطق الحضرية الكبيرة». وأضاف «إذا أخذنا السيناريو الذي حدث في الصين أو حتى إيران، فإننا نتوقع اكتشاف عدد كبير من الحالات بكورونا، ونحن نستعد وفقاً لذلك».
يذكر أن حصيلة الإصابات المسجلة في سوريا بلغت حتى اليوم 19 إصابة شفي منها 3 إصابات وتوفيت حالتان، حسب وزارة الصحة التابعة للنظام، فيما تؤكد المعارضة و»قسد» أن مناطقهما خالية تماماً من فيروس كورونا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية