مخرج فنلندي يصف الاتحاد الأوروبي بقطعة من القرف بسبب عدم مساعدته للاجئين السوريين

مدريد – «القدس العربي» : «أوروبا لم تفعل أي شيء لمساعدة اللاجئين، وهذه هي اللحظات الأخيرة للاتحاد الأوروبي. أوروبا لم تعد أوروبا ولم تكن أبدا. ولكي نكون صادقين، فإن الاتحاد الأوروبي قطعة من القرف». كهذا صرح المخرج الفنلندي «أكي كوريزماكي» أثناء حفل افتتاح مهرجان (سان سباستيان السينمائي الدولي) في دورته الـ65، الذي انطلقت فعالياته هذا الأسبوع وستستمر حتى الثلاثين من الشهر الجاري، حيث تلقى جائزة فيبرسي لأحسن فيلم هذا العام عن فيلمه «الجانب الآخر من الأمل». وأضاف بنبرة لا تخلو من الإحساس بالذنب «نحن نختبئ. ولكن لا شيء يحدث إذا توقفت أوروبا عن الوجود. وأعتقد أن لديها صوتا أكثر مما تستحقه، وعلاوة على ذلك، فهي فخورة جداً». وتابع المخرج والمنتج السنيمائي، الذي تتوزع إقامته بين فلندا والبرتغال بسخرية لاذعة ..»ولكن من يهتم لأنني فقط مجرد برتغالي بسيط!».

الاتجاه الخاطئ

وأردف المخرج المثير للجدل والحائز على الدب الفضي في مهرجان برلين السينمائي الدولي 2017 .. «أنا بصراحة لا أعرف بالضبط من أنا، ولكنني أشعر بالأسف الشديد لهذا العالم في الوقت الحالي … ويبدو لي أن كل شيء يسير في الاتجاه الخاطئ».
كما أعرب الفائز بالجائزة الكبرى لمهرجان كان 2002 عن انتقاده للقطاع السينمائي قائلا «إن السينما بشكل عام يمكن أن تكون أفضل قليلاً، ولست هنا لألقي باللوم على أحد، ولكن يظهر لي بأن المجال السينمائي يفتقر إلى المنظور الاجتماعى منذ زمن بعيد … لقد حدث ذلك منذ أواخر الستينيات من القرن العشرين، لكي نكون صادقين، لقد انتهت مع غودار، ولكن غودار لم ينته أبداً». وسبق للمبدع الفنلندي أن رفض عام 2002، الحضور إلى «مهرجان نيويورك» تضامنا مع زميله الراحل (عباس كياروستامي) بعد رفض الولايات المتحدة منحه تأشيرة الدخول لأراضيها لكونه مخرجا إيرانيا، وامتناعه عن المشاركة في حفل توزيع جائزة الأكاديمية، رغم ترشيحه لنيل جائزة أحسن فيلم أجنبي عام 2003، معتبرا أن أمريكا دولة حرب.
وفي انتقاده لبعض السينمائيين الذين استغوتهم هوليوود يذكر كوريزماكي .. «إننى أشعر بالأسف لأناس من دول مثل رومانيا، والذين يصنعون أفلاما جيدة ثم يذهبون إلى هوليوود أو هونغ كونغ للقيام بالقرف، لأن لا مستقبل هناك، في الوقت الذي كانت لديهم موهبة عندما بدأوا مشوارهم».

الجانب الآخر من الأمل

ويحكي فيلم «الجانب الآخر من الأمل» قصة خالد، شاب سوري من مدينة حلب، والذي ستلقي به الأقدار بفنلندا، بعد رحلة هروبه الطويلة جرّاء الحرب السورية، حيث واجه مآس جمة وخاصة بعد فقدانه لأخته على الحدود المجرية، كما واجه تعنت ورفض السلطات الفنلندية طلب اللجوء إليها، وبعد مساعدة مالك أحد المطاعم له، حيث قام بإيوائه وتشغليه وإصدار بطاقة هوية مزورة، وبعد تمكنه من العثور على أخته في ليتوانيا، تنتهي قصة الفيلم بقيام أحد رجال العصابات بطعن الشاب السوري.

الأفلام المشاركة ولجنة التحكيم

سيتم إجمالاً عرض25 فيلما خلال عروض المسابقة الرسمية والتي تتميز في أغلبها بإنتاج وإخراج مشترك، منها .. «سيبميغجونس» لويم ويندريس (ألمانيا/فرنسا/إسبانيا)، «بيوند ووردس» لأورزولا أنتونياك (بولندا،هولندا)، «دير هوبتمان/الكابتن» روبرت سكوينتك (ألمانيا/فرنسا/بولندا)، «ليشت» باربارا ألبير (النمسا/ألمانيا)،«لايف أند نوثنغ مور» أنتونيو مينديث إيسبارثا (الولايات المتحدة/إسبانيا)،«لوف مي نوت» ألكساندروس أفراناس (اليونان/فرنسا)، «بوروروكا» كونستنتين بوبيسكي (رومانيا/فرنسا)، «أونا إيسبيثي دي فاميليا» دييغو ليرمان (أرجنتين/برازيل/بولونيا/فرنسا).
كما تمت برمجة عروض خاصة ضمن المسابقة الرسمية، كذلك مشاركة ثلاثة أفلام خارج المسابقة الرسمية، هي .. «لابيست» لألبيرتو رودريغيث، و«مارووبون» لسيرخيو سانشيث»، إلى جانب فيلم «دو وايف» لبجورن رانج (المملكة المتحدة/السويد)، الذي سيتم عرضه خلال حفل الختام.
ويترأس لجنة تحكيم هذه الدورة الممثل والمخرج الأمريكي «جون مالكوفيتش» وتضم في عضويتها كل من الممثلة الأرجنتينية «دولوريس فونثي»، الإسبانية «إيما سواريث»، المخرج الإنكليزي وليم أولدرويد، المنتجة وكاتبة السيناريو الإيطالية «باولا فاكارو»، كاتب السيناريو الإسباني «خورخي غريكايتشيبيريا»، ومدير التصوير البرازيلي «أندريه زانكوسكي».

تكريمات الدورة

واختار المنظمون خلال هذه الدورة الاحتفاء بثلاثة أسماء سينمائية وذلك بتقديم (بريميو دونوستيا)، أي جائزة سان سباستيان، حيث ستنظم احتفالات خاصة لكل من الممثلة الايطالية «مونيكا بيلوتشي»، والمخرجة البلجيكية «أغنس فاردا»، والممثل الأرجنتيني «ريكاردو دارين».

مخرج فنلندي يصف الاتحاد الأوروبي بقطعة من القرف بسبب عدم مساعدته للاجئين السوريين
في افتتاح مهرجان «سان سباستيان السينمائي الدولي» الـ65
خالد الكطابي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية