مخطط اغتيال الحريري.. اجتماع سرّي في دمشق وغضب بشار الأسد

حجم الخط
6

لندن- “القدس العربي”: كشفت صحيفة “النهار”، في تقرير لها، تفاصيل جديدة حول التخطيط لاغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، مشيرة إلى اجتماع سرّي حاسم في دمشق حضره ضباط كبار وشخصيات بارزة من نظام بشار الأسد.

بدأت التوترات بين الحريري ونظام الأسد منتصف تسعينيات القرن الماضي، بعد وفاة باسل الأسد، حيث سعت القيادة السورية إلى تحضير بشار الأسد لوراثة السلطة. اصطدم بشار بمعارضة قوية من داخل البيروقراطية السورية التي كانت ترى فيه شخصية غير مؤهلة لضبط توازنات الحكم، خاصة في ظل تنامي النفوذ الإيراني داخل سوريا.

حاول الحريري الموازنة بين علاقاته الإقليمية والدولية وطموحه لتحقيق استقلال لبنان عن الهيمنة السورية. أسس تحالفات مهمة داخل لبنان ومع المعارضة، خاصة مع البطريرك نصرالله بطرس صفير، في مواجهة النفوذ السوري ورئيس الجمهورية اللبنانية آنذاك إميل لحود، حليف الأسد. أدرك الحريري أن مشروع استقلال لبنان لن يكتمل إلا بكسر القبضة السورية، وهو ما زاد من عداء النظام السوري له.

شهدت الفترة الأخيرة من حياة الحريري توترًا حادًا في علاقاته مع بشار الأسد. ففي عام 2003، وخلال اجتماع حضره اللواء غازي كنعان ورستم غزالة، تعرّض الحريري لإهانة مباشرة من الأسد، الذي هدده بضرورة القبول بتمديد ولاية الرئيس لحود. وعاد الأسد في اجتماع آخر عام 2004 ليكرر تهديداته بلهجة عدائية غير مسبوقة.

بحسب صحيفة “النهار”، انعقد قبل أشهر من الاغتيال اجتماع سرّي في منزل يقع في حيّ الشعلان بدمشق، قرب مدرسة الفرنسيسكان، ترأسه محمد سعيد بخيتان، أحد كبار قادة حزب البعث والأجهزة الأمنية. ناقش الاجتماع ثلاث قضايا رئيسية؛ القرار الدولي 1559 ومخاطره على الوجود السوري في لبنان، كيفية عزل الحريري عن البيروقراطية السورية التي كانت تتواصل معه، وتحجيم تأثير الحريري وعلاقاته مع السعودية.

خلص الاجتماع إلى ضرورة منع الحريري من الترشح للانتخابات اللبنانية بأي وسيلة، حيث كان من المتوقع أن يحقق تحالفه مع المعارضة فوزًا ساحقًا، ما يهدد النفوذ السوري في لبنان، ويعزز تطبيق القرار الدولي 1559.

رفع المجتمعون تقريرًا من 16 صفحة إلى آصف شوكت، رئيس الاستخبارات العسكرية السورية حينها، الذي بدوره رفعه إلى بشار الأسد. حصلت الموافقة، ليأتي يوم الزلزال في 14 فبراير/شباط 2005، حيث تم تنفيذ عملية الاغتيال التي أشعلت احتجاجات غير مسبوقة أدت إلى انسحاب الجيش السوري من لبنان، بعد 29 عامًا من الهيمنة.

شكّل اغتيال الحريري نقطة تحوّل كبرى في تاريخ لبنان والمنطقة، حيث خرج اللبنانيون في تظاهرة مليونية عُرفت بثورة الأرز، مطالبين بإنهاء الاحتلال السوري.

 أدى الضغط الشعبي والدولي إلى انسحاب القوات السورية من لبنان، ما مثّل أولى الهزائم الكبرى لنظام الأسد، قبل سقوطه لاحقًا في سوريا.

(وكالات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول مليك:

    الذين استفاد ا من اغتيال الحريري هم من قاموا باغتياله

  2. يقول بشير:

    هجر الأسد الملايين من السوريين وشردهم في اصقاع الأرض واعتقل مئات الألوف وهدم دولة كاملة وأفلس الخزينة وجعل ليرتها بسعر التراب واتي بالمحتلين وجعل 70% من الشعب السوري يعيشون تحت خط الفقر.

  3. يقول رضا تونس:

    قائمة المتهمين في إغتيال الحرير تضم النظام السوري و إسرائيل و المخابرات الامريكية
    عوض التمادي في التكهنات على النهار تقديم الوثائق التي تدين الجهة التي قامت بهذا الفعل الشنيع إن كانت تمتلكها الى القضاء اللبناني

  4. يقول كريم إلياس/ سوريا الحرة:

    النظام الإجرامي السوري الساقط..الذي قتل و شرد و هجر و اذل شعبه ! ليس بعيد عنه إغتيال كل من يقف في طريق مخططاته الإجرامية ! رحمة الله على الشهيد الحريري الذي إغتالته أيادي الغدر و الٱجرام .

  5. يقول قحطان:

    النظام الاقلوياتي المجرم قام بجرائم كثيرة منذ عهد الاب الخائن بائع الجولان الى عهد الابن المخلوع وكل هذه الجرائم موثقة ومعروفة من قبل مخابرات الحلف الصليبي بشقيه الغربي والشرقي ورغم ذالك لم تصدر بحقه اي دعوة لاعتقاله من قبل محكمة العدل الدولية والسبب هو لان هذه العصابة كانت اداة بيد الحلف الصهيوصليبي الذي اوعز للعصابة بالتدخل في الحرب اللبنانية لصالح القوات المسيحية عام ١٩٧٥ عندما كانت الكفة تميل لحركة المرابطون السنية المساندة للفلسطينيين وكان هدف العصابة منذ البداية هو دعم شيعة ايران في لبنان وتاسيس حزب ايران الذي تحول الى جماعة اجرامية تتحكم بكل نواحي الحياة اللبنانية وسرقة خيراته وابعاده عن محيطه العربي صحيح ان العصابة الاقلوياتية هي التي خططت لاغتيال الحريري ولكن المنفذ كان حزب ايران

  6. يقول عبدالرحمن عبدالحليم:

    طيب الأسد باع الجولان ومن باع الضفه وسيناء مع العلم ان سيناء والضفه اكبر بكثير من الجولان
    لماذا التركيز على الأسد والتغاضي عن من كان في الأردن ومصر ة
    أم ان المنظور منظور طائفي بحت

اشترك في قائمتنا البريدية