نيكولاس ليرنر في باريس في 27 مارس/آذار 2023. ا ف ب
الجزائر- “القدس العربي”: عكس سير الأحداث بين البلدين، تسرّب خبر عن زيارة خاطفة للمدير العام لجهاز المخابرات الخارجية الفرنسية، نيكولا ليرنر، إلى الجزائر، يوم الإثنين الماضي، في خطوة تعكس إرادة لإبقاء قنوات التواصل مفتوحة، على الرغم من حالة التصعيد غير المسبوقة بين البلدين.
ووفق ما كشفته صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، بشكل حصري، فإن نيكولا ليرنر، المدير العام لجهاز المخابرات الخارجية الفرنسية (DGSE)، قام بزيارة الجزائر، يوم الإثنين 13 كانون الثاني/يناير، برفقة وفد رفيع المستوى. ويصدّق هذا الخبر، وفق الصحيفة، ما نشره مستخدم في منصة “إكس”، يتتبع مسارات الطائرات، من أن طائرة من طراز Falcon 2000EX تابعة لمجموعة النقل الرئاسي أقلعت من مطار “فيلاكوبليه”، يوم الإثنين، الساعة 6:48 صباحاً، متوجهة إلى الجزائر، حيث غادرت مرة أخرى في الساعة 11:54 صباحاً.
وذكرت “لوفيغارو” أن هذه الزيارة، التي تأتي في ظل توقف التعاون الأمني منذ الصيف، تمثّل إشارة إيجابية، ورغبة في كسر دوامة التوترات بين باريس والجزائر، مع الحفاظ على قنوات الحوار مفتوحة.
كما تعتبر هذه الزيارة، خاصة أنها تحمل رأس المخابرات الخارجية الفرنسية، لحظةً مهمة في الأزمة الحالية، في ظل اتهام الجزائر لهذا الجهاز بتدبير مؤامرات تستهدف استقرار الجزائر.
وفي كانون الأول/ديسمبر الماضي، أي قبل شهر فقط، كانت مصالح الأمن الوطني في الجزائر قد كشفت عن إحباطها عملية للمخابرات الفرنسية على الأراضي الجزائرية، كانت تستهدف تجنيد شاب نشط في صفوف “داعش” في سوريا، وتكليفه بمهام على علاقة بالتنظيمات الإرهابية. وجاء الكشف عن العملية في وثائقي بثه التلفزيون الجزائري، تم فيه استعراض قصة الشاب المسمى عيساوي محمد أمين، صاحب الـ35 سنة.
🚨 On ne parlera plus de Boualem Sansal ! 🚨
🇩🇿🇫🇷 Selon Le Figaro, Nicolas Lerner, le directeur général de la Direction générale de la sécurité extérieure (DGSE) 🇫🇷 hier lundi 13 janvier, avec une délégation de haut niveau. 🇩🇿 (Source LeLien)
🇮🇱 🇫🇷 / 🇩🇿 de vouloir la mort… pic.twitter.com/8nJmrX7Sdz
— FBKZ 👉🇩🇿🇪🇭🇵🇸👈🇫🇷 (@FbkzS12) January 15, 2025
لكن، بحسب الوثائقي، كل ما كان يحدث مع أمين كان محل مراقبة، حيث بيّنت الصور الملتقطة للقاء الأول الذي جمعه بمصالح الاستخبارات الفرنسية، تحت غطاء جمعية “أرتميس”، في أبريل 2023، بالجزائر العاصمة، وكان الشخص الذي التقاه إطاراً تابعاً للمديرية العامة للأمن الخارجي الفرنسية يشغل منصب سكرتير أول على مستوى السفارة الفرنسية بالجزائر. وقال إن العميل الفرنسي اصطحبه مباشرة إلى المركز الثقافي الفرنسي (يقع بالقرب من ساحة الأمير)، حيث جرت بينهما محادثة مطولة قبل أن يكشف له أنه عنصر من المخابرات الفرنسية.
وفي النهاية، أشار الوثائقي إلى أن “العملية أفضت إلى تفكيك خيوط المؤامرة وإفشالها، مع تحقيق انتصار باهر من قبل مصالح الأمن الجزائرية عبر كشفها لهذا المخطط الفرنسي الخبيث”.
وهذه المرة الثانية منذ سنة 2023، التي يتم فيها اتهام المخابرات الفرنسية بمحاولة تنفيذ عمليات تستهدف الجزائر.
Nous avons une réponse à notre question d’hier.
C’est le patron de la DGSE 🇫🇷, Nicolas Lerner, qui s’est déplacé à Alger hier.@Le_Figaro, vous auriez pu me citer et surtout citer @CH_LEBAD pour son travail de spotting, au lieu de parler d’un simple “internaute”.
Source:… https://t.co/sDFnnLodvF— Springfield (@springfield_dz) January 14, 2025
وفي شباط/فبراير من العام الماضي، وجهت وكالة الأنباء الرسمية اتهامات للمخابرات الخارجية الفرنسية بالتورط في تهريب الناشطة أميرة بوراوي، التي غادرت الأراضي الجزائرية باتجاه تونس بطريقة غير قانونية، ثم عبرت من هناك نحو فرنسا بمساعدة القنصلية الفرنسية في تونس، علماً أن هذه الناشطة، التي تحمل أيضاً الجنسية الفرنسية، كانت متابعة أمام القضاء الجزائري، وكانت ممنوعة من السفر.
وذكرت الوكالة الرسمية حينها: “الجميع يعلم أنه يوجد على مستوى المديرية العامة للأمن الخارجي الفرنسي خطة تقضي بتقويض العلاقات الجزائرية-الفرنسية، يتم تنفيذها من قبل عملاء سريين وخبارجية، وبعض المسؤولين على مستوى المديرية العامة للأمن الخارجي الفرنسي ووزارة الخارجية الفرنسية، وكذا بعض المستشارين الفرنسيين من أصل جزائري لا يخفون ولعهم وتبجيلهم للمخزن”.
وتعيش العلاقات الجزائرية- الفرنسية أسوأ حالاتها في الفترة الحالية، وذلك على خلفية تغير الموقف الفرنسي باتجاه دعم أطروحة الحكم الذاتي المغربية في الصحراء الغربية، وهو ما ترفضه الجزائر التي سحبت سفيرها من باريس، وأعلنت تخفيض تمثيلها الدبلوماسي هناك إلى أدنى مستوى.
وازدادت الأزمة حدة في الأسابيع الأخيرة على خلفية اعتقال السلطات الجزائرية للكاتب بوعلام صنصال، بعد تشكيكه في أحقية الحدود الجزائرية، ثم ما تبع ذلك مما عُرف بقضية المؤثرين، وهو ما أثار زوبعة في فرنسا وتهديدات بنقض الاتفاقيات التي تجمع البلدين.
وفي الأيام الأخيرة، أخذ الهجوم على الجزائر طابع الحملة لدى المسؤولين الفرنسيين الذين تداولوا على مختلف الصحف والقنوات تصريحات تحمل مزيداً من التهديد والوعيد، رداً على ما يعتبرونها “إهانة”، بعد رفض الجزائر استقبال مؤثر كان تعرض للطرد من فرنسا، حتى أن الوزير والدبلوماسي السابق عبد العزيز رحابي أطلق وصفاً على هؤلاء المسؤولين بأنهم يعانون من “فوبيا الجزائر”.
ومن أبرز هؤلاء وزير العدل الفرنسي، جيرالد دارمانان، الذي قال إنه يؤيد إلغاء امتياز حاملي الجواز الدبلوماسي الجزائري من التنقل لفرنسا دون تأشيرة. وذكر هذا الوزير خلال تصريحاته لقناة “أل سي إي” أن “هناك اتفاقاً، منذ عام 2013، يتيح لحاملي الجوازات الدبلوماسية الجزائرية، والذين يُقدّر عددهم بالآلاف، التنقل بحرية داخل فرنسا دون الحاجة إلى تأشيرة”، مبرزاً أن “استهداف هذه الفئة من المسؤولين الجزائريين الذين يتخذون قرارات تهدف إلى إهانتنا، كما أشار وزير الداخلية برونو روتايو، يبدو أكثر ذكاءً وفعالية، ويمكن تطبيقه بسرعة”.
من جانبه، هدّد مانويل فالس، وزير الدولة الفرنسي لأقاليم ما وراء البحار، ورئيس الحكومة الفرنسية السابق، بأن الجزائر لديها الكثير لتخسره إذا استمرت في التصعيد مع فرنسا، مشيراً إلى أن هذا النهج يضر بالعلاقات الثنائية، ويؤثر سلباً على الجزائريين في الداخل والخارج، بمن فيهم الفرنسيون من أصول جزائرية.
وبوجه متشدد غير مألوف من حزب الرئيس إيمانويل ماكرون، ظهر رئيس الحكومة السابق غابريال أتال مطالباً باتخاذ إجراءات عقابية مشددة ضد الجزائر، منها نقض الاتفاقية الفرنسية الجزائرية لعام 1968، وتقليل عدد التأشيرات الممنوحة للجزائريين، مع الدعوة لاستخدام السلاح التجاري كوسيلة ضغط إضافية، من خلال إجراء مناقشات على المستوى الأوروبي لزيادة التعريفات الجمركية على الجزائر إذا لزم الأمر.
وفي رده على كل ذلك، قال الوزير والدبلوماسي الجزائري السابق عبد العزيز رحابي إن النبرة العسكرية، وغالباً المتعجرفة، التي يعتمدها وزراء الخارجية والداخلية الفرنسيون تجاه الجزائر تبدو أقرب إلى “رقصة التافهين” منها إلى أزمة دبلوماسية حقيقية، مشيراً إلى غياب أي أسباب جدية تبرر استنفار كل من يعانون من فوبيا الجزائر.
ما دام أعطيت أوامر لأأئمة مساجد باريس للدعاء لفرنسا وشعبها بالإزدهار والعافية فلا خوف على فرسا
لا اهلا و. لا سهلا به … .الراحل هواري بومدين قال قولة مازلنا نعمل بها و هي ” عندما تنزعج فرنسا فإننا في الطريق الصحيح”
ربما يحمل خطابا من مكرون بتبرئه من تصريحات تهجم وزرائه اليمينيين على الجزائر و يعترف انه لا يملك السيطرة عليهم و لا يمثلون الحكومة الفرنسية.
كل بلد يعترف بمغربية الصحراء يبقى عدو النظام الجزائري
مهما وقع، لن تجرؤ الجزائر على التصعيد ضد فرنسا كما فعلته وتفعله مع المغرب و بشكل أقل مع اسبانيا قبل أن تسامحها.
إسبانيا انقلبت على اعقابها بعد تصريحات سانشيز خلال جمعية الامم اكتوبر 2023 في قضية الصحراء الغربية. لهذا سامحتها الجزائر من يلعب مع الجزائر يخسر لا محالة.
فرنسا اليمينية المتطرفة هي الخاسر الأول والاخير من تدهور العلاقات الجزائرية الفرنسية وهذه التلاعبات الفرنسية خدمت السلطة في الجزائر اكثرت مما اضرتها.
التفاوض مع الحكام الفعليين لفرنسا .. بدل تضييع الوقت مع ماكرون الذي لا يستطيع التحكم حتى بسكرتيرته . … الزيارة لم تستغرق وقتاً طويلاً لم تتجاوز فيه الساعتين إلى ثلاثة يبدو فيها أنّ الجانب الجزائري سلّم فيها شروطه …..ستظهر نتائجها في وسائل الإعلام وتصريحات المسؤولين الفرنسيين، فإن كان هناك تهدئة سنرى تغيراً في لهجة إعلام ونخبة الفرنسيس وإن كانت غير ناجحة فسيزيد تكالب وسُعار الإعلام الفرنسي. …انتهى
فرنسا لا تريد أن ترى دولة عربية أو افريقية أن يكون قرارها مستقل وهو حال الجزائر الدولة التي لا تخضع و لا تنبطح و لا تقبل الوصاية.
هذا يعتبر استدعاء…. لموظف في الحكومة الفرنسية من طرف الدولة الجزائرية… يبدو أنه سمع وتلقى أوامر صارمة من طرف قائدة إفريقيا ومكة الثوار الأحرار… وعاد يبلغ موظفيه بما سمع
مجرد تساؤل
كيف تُحَول الجزائر تهديدات المسؤولين الفرنسيين إلى توسلات!؟
الجميع نقل تهديدات المسؤولين الفرنسيين، وبعضهم نفخ فيها، وصوَّر الجزائر لغمة سائغة متى شاءت فرنسا التهمتها، والجميع تجاهل توسلاتهم، نذكر أهمها:
1- وزير الخارجية الفرنسي، قال ما نصه:
“إننا متمسكون جيدا بالعلاقات مع الجزائر، لأنهم شعب كبير ودولة كبيرة في البحر الأبيض المتوسط وإفريقيا.. “انتهى
2- وفي تعليقه على بيان الخارجية الجزائرية حول رفض استقبل المؤثر نعمان بوعلام، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الفرنسية، ما نصه:
“لدينا علاقة تاريخية مع الجزائريين، مع الكثير من قضايا الشراكة التي نعمل عليها ونريد أن نبني علاقتنا على منظور مستقبلي…أن خيار الحوار لا يزال قائما في باريس” انتهى
3- قال وزير العدل الفرنسي، ما نصه:
“علينا أن نحترمهم. لكن يجب عليهم أيضا احترامنا، على الجزائر أن تحترم فرنسا، وعلى فرنسا أن تحترم الجزائر” انتهى
والزيارة موضوع مقال الحال تؤكد ما وصف به كزافيي دريانكور الجزائريين، حيث قال ما نصه:
“أنني معجب بإصرار الجزائريين، والطريقة التي يُجيدون بها تركيع محاوريهم، ونحن الفرنسيين منهم طبعا” انتهى
وقال شاعر الثورة الجزائرية:
وأذكر الجزائر وأصغ إن ذكر اسمها***تجد الجبابرة ساجدين وركعا.
واستضعفوه.. فقرّروا إذلالهُ
فأبتْ كرامتُهُ له أن يخضعا
واستدرجوه.. فدبّروا إدماجَهُ
فأبتْ عروبتُه له أن يُبلَعا!
وعن العقيدة.. زوّروا تحريفَهُ
فأبى مع الإيمان.. أن يتزعزعا!
وتعمّدوا قطعَ الطريق.. فلم تُرِدْ
أسب