غزة ـ «القدس العربي»: دفنت المجزرة الإسرائيلية المروّعة التي اقترفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، بعد قصفها معسكرا لنازحي الحرب غرب مدينة خان يونس جنوب غزة، أسرا بكاملها تحت التراب، فيما ظلت رائحة البارود تملأ المكان حتى بعد بزوغ الشمس، مع مواصلة فرق الإنقاذ والإسعاف البحث عن الضحايا، الذين إما دفنوا أحياء، أو مزقت أجسادهم وتناثرت أشلاؤها.
وأدت المجزرة إلى استشهاد أكثر من 40 مواطنا، نقلوا إلى مشفى المدينة، فيما لا تزال طواقم الإنقاذ تبحث عن آخرين دفنتهم الرمال، إضافة إلى إصابة العشرات بجراح مختلفة.
كما أسفرت عن إبادة عائلات بشكل كامل، وعن وقوع إصابات خطيرة، نجم عنها بتر أطراف للكثير من المصابين. ووفق الدفاع المدني، المنطقة التي حدثت فيها المجزرة تصنف بأنها “منطقة إنسانية”، وهي منطقة ممتلئة بخيام النازحين، حيث يوجد فيها أكثر من 200 خيمة، تضرر منها من 20 إلى 40 بشكل كامل.
وقال شهود عيان إن الخيام التي طالها القصف احترقت ودفنت بشكل كامل تحت الرمال نتيجة لشدة الغارات.
ومع بدء أولى خيوط نهار الثلاثاء، تدافعت أعداد كبيرة من المواطنين إلى المكان، فيما كان الناجون يجلسون على جوانب المخيم المستهدف، دون أن يستوعب أحد منهم صدمة ما حصل، وقد دخل الكثير منهم خاصة أقارب الشهداء في نوبات بكاء هستيرية.
وخيمت أجواء الحزن على مكان المجزرة، فيما انتشرت رائحة الموت في كل الجوانب، وكان عويل وصراخ الناجين الذين بكوا أقاربهم وأحباءهم وجيران النزوح، يرتفع مع كل عملية جديدة يقوم بها رجال الإنقاذ والإسعاف، للبحث عن الضحايا تحت رمال المكان. وفي الوقت الذي كانت فيه فرق الإنقاذ والإسعاف تبحث عن الضحايا تحت الرمال، كان ذوو الشهداء الذين نقلوا إلى المشافي قد شرعوا بعمليات الدفن، وقد حمل والد الطفلة إيلين معمر جثمانها الذي غطي بكفن أبيض بين يديه، وسار بها وهو يقبل جبينها والدموع تنهمر من عينيه، وسط عدد من الأهل لمواراتها الثرى.
وقال ماجد ويكنى بـ “أبو مصطفى”، ويقيم على بعد عشرات الأمتار من مكان المجزرة، في مخيم نازحين آخر، إنه لولا سماع أصوات انفجارات عالية جدا، لظن أن زلزالا عنيفا أصاب المنطقة.
وشرح هذا الرجل وهو في نهايات العقد الثالث لـ “القدس العربي” ما حصل في ساعات الفجر الأولى. وقال إن وهج النار الذي ترافق مع سقوط الصواريخ وأصواتها العالية أثارا الرعب في صفوف كل سكان المنطقة. ووفق “المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان”، فإن “تحقيقاته الأولية أظهرت أن طائرات حربية إسرائيلية ألقت 3 قنابل من نوع أم كي 84 الأمريكية الصنع، بعد منتصف ليل الثلاثاء 10 سبتمبر/أيلول، على تجمع لخيام النازحين في منطقة مواصي خان يونس، وهم نيام، ما أحدث 3 حفر بعمق وقطر عدة أمتار، تسببت بدفن نحو 20 خيمة بالعائلات التي في داخلها”. واعتبرت حركة “فتح” أن ما حدث “يضع العالم أجمع أمام مسؤولياته لوقف جرائم الاحتلال بحق شعبنا ومحاسبته”.
فيما قالت حركة “حماس” ️ إن الاستهداف “تأكيد على مُضِيِّ حكومة الاحتلال النازية في حرب الإبادة ضد شعبنا الفلسطيني”.
وأكدت زيف ادعاءات جيش الاحتلال الفاشي بوجود عناصر من المقاومة في مكان الاستهداف، وقالت إن الاحتلال يسعى من خلالها لتبرير هذه الجرائم البشعة.
وندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بالاستهداف في خان يونس، معتبراً “استخدام الأسلحة الثقيلة في المناطق المكتظة بالسكان أمر غير مبرر”.
قال مسؤول الاتصالات في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي: إن التقارير عن سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين في الغارة على منطقة المواصي في غزة، مقلقةٌ للغاية.
كما اعتبر وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي أن ما وقع في خان يونس في غزة صادم ويؤكد أهمية وقف إطلاق النار.
بلا ذنب قتل الامنيين في بيوتهم–اللهم عليك بالعدو الصهيوني القاتل