مذيع بارز في “بي بي سي” يصف طالبا مؤيدا لفلسطين اتهمه بالتواطؤ في إبادة غزة بالأحمق والمجنون

إبراهيم درويش
حجم الخط
1

لندن –”القدس العربي”:

نشر موقع “ميدل إيست آي” تقريرا أعده أوسكار ريكيت، قال فيه إن أحد أهم مذيعي بي بي سي ورئيس جامعة لندن للفنون وصف محتجا مؤيدا لفلسطين بأنه “مجنون” و”أحمق جدا” و”معتوه”. وكان كلايف مايري يتحدث في مناسبة لتقديمه على أنه الرئيس الجديد لجامعة لندن للفنون.

وجاء رد مايري الغاضب في مناسبة عقدت في 22 أيلول/سبتمبر لتقديمه باعتباره الرئيس الجديد لجامعة لندن للفنون، بعد تعيينه في حزيران/يونيو. وقد قاطع الجلسة أربعة أعضاء بفرع جمعية طلاب من أجل العدالة في فلسطين بالجامعة، حيث وقف أحدهم واتهم مايري بـ “التواطؤ في إبادة الشعب الفلسطيني” عبر “تقاريره المتحيزة”. وقال الطالب قبل أن يغادر القاعة: “منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر بلغ عدد القتلى الفلسطينيين أكثر من 40,000، ومع ذلك تصرون على تقديم الإبادة الجماعية الإسرائيلية وجرائم الحرب والفصل العنصري باعتبارها قضية ذات جانبين”.

وتظهر لقطات فيديو تم التشارك بها مع موقع “ميدل إيست آي” مايري وهو يصف الطالب بأنه “أحمق” و”مثير للشفقة” و”معتوه” و”مجنون”.

 وبعد خروج الطالب الأول مباشرة، قال مقدم البرامج في هيئة الإذاعة البريطانية: “أتعرض للانتقاد من قبل الناس في اليسار الذين يتحدثون عن الفلسطينيين، وأتعرض للانتقاد من اليمين من قبل الإسرائيليين. وهذا يشير إلى أننا نقوم بعمل صحيح”.

ويبدو أن المذيع المعروف تأثر وغضب من كلام الطالب، حيث قال وهو يجلس واضعا رجلا على رجل ويتكئ إلى الخلف على كرسيه: “لقد أوضح وجهة نظره وغادر المكان. لم يمكث ليستمع إلى حجتي… يقف ويصرخ ويصفق له الجميع، لكنه لا يمكث ليستمع إلى ما أريد أن أقوله. هذا أمر مؤسف”.

وأكد أعضاء هيئة التدريس الذين شاركوا بالمناسبة ما حدث، وقالوا لـ “ميدل إيست آي” إن الناس أصيبوا بالصدمة والحيرة من سلوك مايري، حيث استمر مذيع الأخبار بالعودة إلى موضوع خروج الطالب.

وقال الصحافي البريطاني البالغ من العمر 60 عاما للحضور إنه كان يقدم التقارير من الشرق الأوسط منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين وقام بتغطية الانتفاضة الثانية (2000-2005)، موضحا الظروف “المروعة جدا” في غزة. وقال إنه ذهب إلى إسرائيل أيضا في 8 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وإنها كانت “أمة في حالة صدمة” وإن الهجمات التي قادتها حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر كانت “أسوأ فظائع ارتكبت ضد اليهود منذ الهولوكوست”.

 وأضاف “إن كلا الجانبين يشعر بالألم ومشكلتي الكبرى هي أن أيا منهما لا يعترف بالألم على الجانب الآخر. ليس ذلك المجنون الذي خرج ولم يكن لديه اللياقة لسماع ردي، والإسرائيليون على الجانب الآخر الذين يرفضون الاعتراف بالألم على الجانب الآخر في غزة”.

 وعاد لموضوع الطالب مرة أخرى، حيث قال: “هذه هي المشكلة التي نواجه وهي أن أيا من الطرفين لا يتحدث للآخر، ولدي أحمق يصرخ علي في مكان عام ثم يختفي. حقيقة؟ لا يريد أن يسمع الجانب الآخر، والجانب الآخر لا يريد الاستماع إليه”.

وفي أثناء حديثه، وقف طالبان وتحدياه، وسأله أحدهما سؤالا طويلا خلال الحدث، وأشار الأول إلى حادثة وقعت في شهر أيار/مايو، عندما قال مذيع أخبار بي بي سي لطالب صحافة إن “الشعب الفلسطيني ليس لديه أي فكرة عن الشعور العميق بالألم الذي شعر به الإسرائيليون بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر”.

وقال الطالب: “اليوم، من خلال الإساءة اللفظية البسيطة للطلاب واستحضار نفس المخاوف العميقة، فإنك تظهر أنك لم تتغير عن هذا الموقف”، قال الطالب.

وقد صفق مايري للطالب قبل أن يقول: “أتقبل وجهة نظرك تماما وأنا فخور بحقيقة أنك بقيت في الغرفة لسماع ما أريد قوله، وقد قلت ذلك بالفعل”. وأضاف: “لقد تعرضت للإيذاء الجسدي من قبل ذلك الطالب الذي غادر الغرفة. كان الأمر وقحا ومشينا. لن أجلس هنا وأتعرض للإساءة بهذه الطريقة”.

وقال متحدث باسم اتحاد الجامعات البريطانية الذي يمثل عددا كبيرا من الأكاديميين: “إن تصرف رئيس الجامعة بهذه الطريقة غير مقبول على الإطلاق. فما من رئيس جامعة آخر في بريطانيا كان ليتصرف على هذا النحو مع طالب، وأي عضو من هيئة التدريس يتصرف بهذه الطريقة سوف يخضع للتحقيق التأديبي”.

 وقال متحدث باسم الجامعة ردا على سؤال من الموقع: “في يوم الأربعاء 25 أيلول/سبتمبر، عقد كلايف مايري جلسة أسئلة وأجوبة مع الطلاب في بداية العام الدراسي. وخلال الحدث، أعرب بعض الطلاب عن آرائهم بشأن الحرب الدائرة في إسرائيل وفلسطين”.

و”في بداية الجلسة، انتهز كلايف المناسبة واستخدم لغة ندم. وقد أرسل اعتذاره إلى الحاضرين بعد فترة وجيزة من انتهاء المناسبة. ويتمسك كلايف بمشاعره بأن الحوار يجب أن يرتكز على الاحترام المتبادل”، حسب قول المتحدث.

ويعد مايري من أهم مقدمي الأخبار في بي بي سي. وقد قدم تقارير من جميع أنحاء العالم خلال مسيرته المهنية التي بدأت في عام 1987. ويكسب 310,000 جنيه إسترليني سنويا، واضطر مؤخرا إلى الاعتذار عن عدم إعلان أرباحه الخارجية التي لا تقل عن 65,000 جنيه إسترليني في عام واحد من الفعاليات المؤسسية. وقد تلقى أكثر من 10,000 جنيه إسترليني للتحدث في عشاء “آراء من القمة” الذي أقامه بنك “اي أن جي” الهولندي في ناطحة سحاب غيركين في مدينة لندن. وعلى الرغم من الانتقادات، يستثمر بنك أي أن جي مليارات الدولارات في شركات متورطة في المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية.

وعلق فرع جمعية طلاب من أجل العدالة لفلسطين في جامعة لندن للفنون “ساهمت مقالات مايري وبرامجه الإذاعية، وخاصة تلك التي صدرت منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، في تطبيع وسائل الإعلام السائدة على نطاق واسع لحملة الإبادة الجماعية الإسرائيلية”. وأشاروا إلى ملف تعريف إيجابي لمقاتل إسرائيلي “يسير على خطى والده” كتبه مايري في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، قائلين إنه ساعد في “حشد التعاطف مع جنود الجيش الإسرائيلي بينما لم يقدم أي منظور من الفلسطينيين، مما يساهم في نزع الصفة الإنسانية التي تسمح باستمرار العدوان الإسرائيلي”.

كما تعرض مايري لانتقادات شديدة الأسبوع الماضي بسبب مقال افتتاحي غير عادي، بعد أن قدم مقابلة مع أحد كبار قادة حماس قائلا: “سيجد الكثيرون تعليقاته بغيضة”. ولكن مايري قال أثناء لقائه مع طلاب جامعة لندن للفنون إنه “سعيد جدا بمناقشة عملي الصحافي وتقاريري عن الوضع في غزة”. وقال: “أنا سعيد للغاية بإظهار رسائل البريد التي تلقيتها من الإسرائيليين الذين ينتقدونني. مقارنة بالطريقة التي تعرضت بها للانتقاد في يومي هنا أثناء زيارتي للجامعة. سأعرض رد اللوبي الإسرائيلي. وسأريكم ما يقولونه لي مقارنة بما تقولونه لي. وسأريكم الجانبين”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Palestine is a 🔥🔥🔥 never be divided with any colonizer:

    Sorry for this blinding person… can’t recognise the pragmatic truth of Palestine justification..
    He needs more ethics behaviour

اشترك في قائمتنا البريدية