لندن ـ «القدس العربي»: قدمت منظمة «مراسلون بلا حدود» شكوى جديدة الأسبوع الماضي للمحكمة الجنائية الدولية، وهي الشكوى الرابعة خلال عام واحد، وذلك بسبب قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي بالاستهداف المتعمد للصحافيين.
وطلبت المنظمة من المحكمة التحقيق في جرائم إسرائيل ضد الصحافيين الفلسطينيين في قطاع غزة، وقالت إن غزة تحوّلت إلى «مقبرة للصحافيين» مشيرةً إلى استشهاد أكثر من 130 صحافياً منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وتشير أرقام مكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة إلى أن عدد الشهداء من الصحافيين والعاملين في القطاع الإعلامي وصل إلى 173 صحافياً شهيداً.
وأشارت منظمة «مراسلون بلا حدود» إلى أن الشكوى الجديدة تستهدف التحقيق في تسع جرائم طالت الصحافيين بين كانون الأول/ديسمبر 2023 وأيلول/سبتمبر 2024 بعد توثيق ظروفها وحيثياتها، والتي أدت إلى استشهاد ثمانية منهم وإصابة صحافية بجروح. وسبق لمنظمة «مراسلون بلا حدود» أن قدّمت ثلاث شكاوى سابقة، كانت الأولى في مطلع تشرين الثاني/نوفمبر 2023 والثانية في 22 كانون الأول/ديسمبر الماضي، فيما جاءت الشكوى الثالثة في 27 أيار/مايو الماضي. وضمت الشكوى الجديدة أسماء تسعة صحافيين، أوّلهم مراسل «شمس نيوز» محمد محمود أبو شريعة، الذي استشهد إثر غارة إسرائيلية خلال تأدية عمله قرب منزله في الأول من تموز/يوليو الماضي، وأدى القصف إلى استشهاد سبعة مدنيين آخرين. أيضاً، الصحافيين في قناة «الجزيرة» إسماعيل الغول ورامي الريفي، اللذين استشهدا في 31 تموز/يوليو بعد قصف الاحتلال سيارتهما خلال توجههما لأداء عملهما، شمالي قطاع غزة.
ومن الأسماء التي ضمتها الشكوى، الصحافي المستقل إبراهيم محارب، الذي استهدف بنيران دبابة إسرائيلية في 18 آب/اغسطس الماضي، رغم ارتدائه سترة الصحافة، فيما نجت زميلة كانت معه رغم إصابتها. علماً أن جيش الاحتلال نفى وقوع الهجوم ورفض تقديم أي توضيحات للمنظمة.
بالإضافة إلى المصورين الصحافيين الأخوين أيمن وإبراهيم محمد الغرباوي، اللذين استشهدا في قصف طائرة مسيرة إسرائيلية في 27 نيسان/إبريل الماضي، حسب معلومات «مراسلون بلا حدود». وأيضاً مراسل تلفزيون «فلسطين» محمد أبو حطب، الذي استشهد في غارة إسرائيلية في 2 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، ومراسل صحيفة «الاستقلال» محمد نصر أبو هويدي، الذي استشهد في غارة أخرى في 23 كانون الأول/ديسمبر الماضي.
ودعت منظمة مراسلون بلا حدود المحكمة الجنائية الدولية إلى التحقيق في هذه الجرائم، وببقية الجرائم التي استهدفت الصحافيين، وطالبت بمقاضاة الجناة الذين يحددهم التحقيق.