مراسلو “هآرتس” في “الدولة البيبية”… من التفاخر إلى الخوف من الاعتقال

حجم الخط
2

مع إقالة يوآف غالانت من وزارة الدفاع، لم يعد في محيط نتنياهو أي عنصر مستقل له وزن. الحريديم يخضعون للحاخامات، وعلاقتهم مع الحكومة في الأصل علاقة وظيفية. أعطهم ما يحتاجونه وافعل ما تريد في جهاز القضاء ووسائل الإعلام والجيش الإسرائيلي وغزة ومع المخطوفين. لبن غفير والمستوطنين قوة سياسية، لكنهم شركاء في الطريق حتى منذ أيام أوسلو السعيدة.
إسرائيل كاتس فزاعة، لكن من النوع المتعثر الذي حتى الطيور تسخر منه عندما تشاهده. تعيينه يدل على أنه الحرب الحقيقية بالنسبة لنتنياهو قد انتهت. أي أن التهديدات الكبيرة أزيلت. والآن بعد أن أنقذه الجيش الإسرائيلي، الذي ما زال يحتفظ بشيء ما من إسرائيل التي كانت ذات يوم، من الفشل الذريع المشترك بينهما في 7 أكتوبر، يمكن البدء في قطع الرؤوس فيه. نعم، تفكيك الجيش وجهاز الأمن بالطريقة التي أعطيت فيها الأجهزة الأخرى في الدولة لوكلاء التفكيك (جهاز القضاء لياريف لفين، والشرطة لبن غفير، والإعلام لشلومو كرعي).

مثلما في أي انقلاب، فبعد تدمير العالم القديم سيأتي ما وعد به رئيس طاقم نتنياهو السابق والمقرب منه نتان ايشل: بعد انتهاء الحرب، سنجري احتفال استبدال النخب. في “القوميين”، أبلغت عيريت لينور، التي تفسر أقوال الوزير دافيد امسالم الذي يقود جهود إقالة المستشارة القانونية للحكومة، بأنه لا تكفي إقالتها، إذ ماذا سيحدث مع نائبها غيل ليمون، وأمثالها في جهاز المستشار القانوني؟

للمفارقة، يبدو أن امسالم غارق في أيديولوجيا بيبية أقل من لينور. فهو ما زال يؤمن بأن هذا الأمر يتعلق ببهراف ميارا وروح القائد. وهو لا يدرك أن المنظرين للانقلاب البيبي، الذين تجدر الإشارة إلى أن محتلي الصدارة وبينهم أشخاص كانوا في اليسار مثل غادي تاوب، يخططون لتغيير طبقي على طول وعرض كل الأجهزة، بما يتناسب مع العرض الهزلي التاريخي لديكتاتورية البروليتاريا. إذاً ما العمل؟ امسالم مجرد بروليتاري هبط بالمظلة وأصبح وزيراً، وهو ليس عبقرياً أشكنازياً مثل لينور وتاوب، اللذين صاغا البيان البيبي للبروليتاريا الشرقية.

الغضب البروليتاري – الطائفي المبرر لا يستخدم كوقود لتحريك تعديل مناسب وحيوي، بل يخدم برنامجاً انقلابياً يوجد في مركزه تفكيك قواعد الأجهزة. وهذا بالضبط ما سيحدث عندما سيتم استكمال عملية التغيير: لن تكون هناك أجهزة تعمل وتكون مفتوحة أمام الجميع، التي يترأسها أشخاص من خلفيات مختلفة، بل هياكل وجبهات أجهزة لا يمكنها العمل؛ لأنها تحولت إلى أجهزة تخدم الانقلاب وليس الدولة. هل تريدون النظر إلى كيف تبدو الدولة بدون شرطة؟ هاكم نبأ من الأمس: الشرطة قلصت إنفاذ القانون، وهناك المزيد من الإسرائيليين يقتلون في حوادث الطرق. دولة بدون وزارة تعليم؟ انظروا كيف هي إنجازات الطلاب في إسرائيل في مادة الرياضيات والعلوم، تتحطم.

في هذا الأسبوع، أعطيت بريدي الإلكتروني لموظف في أحد البنوك. وقال لي بجدية: “من حسن حظك أن بريدك الإلكتروني وصل إلى، البريد الإلكتروني لصحيفة “هآرتس”، لأن أصدقائي كانوا سينظرون إليك وكأنك تعملين في منظمة معادية”. أحد زملائي في الصحيفة أعترف لي بأنه كان يتفاخر ذات يوم بعمله في “هآرتس”، في حين بات يتردد الآن قبل أن يقدم نفسه كأحد العاملين في الصحيفة. في الحقيقة، أوضح امسالم في المقابلة بأنه يجب البدء في اعتقال مراسلي “هآرتس”.

المثال الواقعي الذي قدمته هذا الأسبوع يظهر أن الميدان أصبح ناضجاً. المحاكمة الصورية لمعارضي النظام حول نشاطات الاحتجاج الغبية، بدأت. بعد ذلك، ستجلس القيادة التي كانت في 7 أكتوبر في قفص الاتهام – المستشارة القانونية للحكومة، ومراسلو اليسار، و”عوفداه”، و”أرض رائعة”، وقنوات الذعر والقضاة. كل من كان ذات يوم في النخبة، يحتاج إلى إعادة تثقيف إلى أن يتعلم كيفية التساوق مع قيم الثورة البيبية.
كارولينا ليندسمان
هآرتس 27/12/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول فصل الخطاب:

    هه مجرم خطير مطلوب في محكمة لاهاي والتهمة،. إبادة أطفال ونساء غزة العزة هذي سنة وزيادة وهم يقصفون الغزاوييين بالصواريخ الأمريكية و الأوروبية القذرة بلا رحمة أو شفقة ✌️🇵🇸☹️🔥🐒💣🐒🔥

  2. يقول ابن آكسيل:

    اتعس خلق على الرض اليوم هذا الفار من العدالة الدولية …! وهو اول من يعلم ذلك ……! و هذا في حد ذاته اكبر عقاب له ……!

اشترك في قائمتنا البريدية