مراقب أخوان الأردن مستعد للشهادة في سبيل الإصلاح.. والبرلمان عاتب على النسور بعد التعديل.. وجدل بسبب إقالة وزير الاوقاف وهوية وزير الصحة الجديد

عمان ـ ‘القدس العربي’: إستقبل الرأي العام الأردني التعديل الوزاري الأخير على حكومة الرئيس عبدالله النسور ببرود واضح بعدما تكشفت بعض تفاصيل وخلفيات حالات ‘التوزير’ الجديدة التي أصبح بعضها بحد ذاته مدعاة لمناكفة الحكومة وذخيرة تستخدم ضدها في أوساط الحراك والمعارضة.
ردود الفعل كانت متباينة تماما خصوصا مع خلو الفريق الوزاري الجديد من شخصيات ذات ثقل سياسي أو إجتماعي وإعتماده بصورة حصرية على شخصيات تكنوقراطية وإدارية في توقيت لا تحتاج فيه مؤسسة الحكم إلا لشخصيات وطنية موثوقة وسط إقليم مضطرب على حد تعبير الناشط السياسي محمد خلف الحديد.
أول المهاجمين للوزارة المعدلة كان المراقب العام لجماعة الأخوان المسلمين الشيخ همام سعيد الذي وصف التعديل الوزاري بأنه ‘تمثيلية’ لصرف النظر عن ما يجري على أرض مصر المباركة.
وجهة نظر الشيخ سعيد، كما نشرها على صفحته على فيسبوك كانت الإشارة الى ان الهدف من التعديل الوزاري إشغال الأردنيين بحمى التوزير والإستيزار منتقدا الحكومة لانها تسكت عن إدانة الجرائم التي ترتكب بحق الشعب المصري.
وطالب الشيخ سعيد حكومة بلاده بالعودة عن مواقفها المؤيدة للمجرمين في مصر مستعيرا عبارات الإستعداد للشهادة في سبيل الدعوة للإصلاح وهي إشارة تهدف إلى الإيحاء بأن التعديل الوزاري الأخير لن يساهم في تخفيف حدة الحراك الشعبي ومطالبات الإصلاح.
ولم تصدر عن الأحزاب الأخرى وخصوصا الوسطية ردود فعل علنية في تقييم التعديل الوزاري.
لكن بعض التقارير المحلية أشارت مبكرا لمجاملات ملموسة في التعديل لحزب الوسط الإسلامي الذي حظي بحقيبتين وزاريتين في إطار سعي النسور للحفاظ على علاقة إيجابية بكتلة هذا الحزب البرلمانية.
نشطاء سياسيون يربطون بين حرص النسورعلى بقاء تحالفه مع حزب الوسط في البرلمان وبين الإستعانة بالدكتور محمد ذنيبات وزيرا للتربية والتعليم والدكتور هايل عبد الحميد وزيرا للأوقاف.
لكن في السياق ثار جدل واسع حول أسباب وخلفية تغيير وزير الأوقاف وخروج الوزير السابق وهو الداعية الشاب والشهير الدكتور محمد القضاة الذي يتمتع بتأييد شعبي واسع النطاق.
لا توجد ملاحظات عمليا على أداء الدكتور القضاة في وزارة الأوقاف وخروجه من الحكومة شكل صدمة للعديد من الأصوات حتى ان الموظفين في وزارته شاركوا في إعتصام إحتجاجي على إقالته من الحكومة لكن الأخير نشر تعليقا بعد إقالته على فيس بوك يوحي بعدم رضاه عن ما حصل معه.
لاحقا أثارت مواقع التواصل شبهة حول أسباب إختيار وزير الصحة الجديد الدكتور علي حياصات الذي يرتبط بصلة قرابة برئيس الحكومة وهي مسألة ستستخدمها القوى الحراكية في الشارع كحجة ضد الحكومة ورئيسها في الأسابيع المقبلة خصوصا مع خلو التعديل الوزاري من الشخصيات الوطنية المؤثرة جماهيريا.
بنفس الوقت لا تبدو قيادات مؤسسة البرلمان مرتاحة لإتجاهات التعديل الوزاري خصوصا وان رئيس الحكومة لم يتشاور مع المؤسسة البرلمانية بالخصوص كما صرح رئيس المجلس بالوكالة النائب خليل عطية وهو يشير لان النسور أبلغ رئاسة المجلس الأسبوع الماضي بالتعديل الوزاري لكنه لم يضع المجلس بالصورة.
عطية العاتب على رئيس الوزراء توقع أن لا يرضى تجاهل أعضاء البرلمان في مسألة مهمة كالتعديل الوزاري الموسع جميع الأعضاء، فيما يتوقع برلمانيون أن تهاجم الحكومة بسبب ذلك خصوصا وان حكومة النسور حصلت على ثقة البرلمان بشق الأنفس وبفارق بسيط.
قبل ذلك كان النسور قد أبلغ ‘القدس العربي’ بأنه سيتشاور مع أعضاء البرلمان بتفصيلات التعديل الوزاري وفهمت ‘القدس العربي’ من رئيس المجلس سعيد هايل السرور بأن الحكومة ليست ملزمة بذلك إلا في إطار الحرص المتبادل على التعاون بين السلطتين.
وقبل أسابيع لوح النسور مرتين على الأقل بحل البرلمان في حالة تعاكس الإتجاهات خصوصا على الأجندة الإقتصادية في الوقت الذي يلوح فيه الشيخ همام سعيد علنا بالعودة إلى الشارع ومطالبات الإصلاح ردا على موقف الحكومة الرسمي في تأييد الإنقلاب العسكري بمصر.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول [email protected]:

    قال سيدنا محمد وهو رسول الله وما ينطق عن الهوى صلى الله علية وسلم قبل 1400 عام : يأتي زمان على امتي يؤتمون فيها الخائن ويخون فيها الامين وينطق فيها الرويبضة ،، قيل يا رسول الله ومن هم الرويبضة ؟ قال : الرجل التافة يتكلم في امور العامة

  2. يقول عبدالله شويات:

    الشيخ همام سعيد الذي وصف التعديل الوزاري بأنه ‘تمثيلية’ لصرف النظر عن ما يجري على أرض مصر ؟!! الاجدر بك يا شيخ همام بان تنتقد التعديل من اجل الاصلاح الاردني ومسيرته وليس من اجل ارضاء او دعم مواقف اي كان خارج الاردن ؟!! لقد احرجتونا يا يا شيخ امام كل من تصدينا لهم حينما اتهموكم بان اهتمامكم بالاصلاح هو تنفيذ لاوامر ودوافع خارجيه وليس من اجل الاردن ومصالحه ؟!! واثبتت الايام بانهم اصابوا ونحن اخطأنا؟!

  3. يقول سالم العمري:

    الشيخ همام ومجموعته لا يهتم بأمر الاردن بقدر اهتمامه بمرسي ومن معه فلو تعارضت مصلحة الاردن مع مصلحة مرسي ومن معه لأختار أن يكون مع سي مرسي.

  4. يقول مازن صالح:

    لا شك ان اسلوب التشتيت والتخدير هو نوع من الاستخفاف بالشعب وهذا ما تمارسه الحكومات الاردنية حتى اصبح عادة غير مستحبة من قبل الشعب فكان بالاولى العمل على وجود الية اصلاح حقيقية لمواجهة الترهل والفساد في الحكومة التي باتت تستنزف قوت الشعب من خلال رفع الاسعار التي باتت الوسيلة الوحيدة التي تتحرك بها الحكومة لمعالجة مشكلاتها الاقتصادية .

  5. يقول علي محمود:

    لماذا لا تكون مراقب عام إخوان فلسطين بدلا من إخوان الأردن فهم بحاجة أكثر لمسيراتك في فلسطين بدلا من الأردن التي تهدف إلى البلبلة في الشارع الأردني وأما إذا كنت تحب مرسي فهو موجود الان في لومان طرة في القاهرة ويمكنك مرافقته إذا أردت. انت يا شيخ همام داعية إسلامية ولست داعية سياسية وارجوا ان تعود إلى الدين الحنيف وتترك السياسة للسياسيين وان تكف عن شق الصف الأردني وهل هدفك ان يحصل في الأردن ما حصل في مصر وسورية وليبيا والسودان من خراب ودمار!!

  6. يقول اخر الزمان:

    فكرت انه مراقب أخوان الأردن مستعد للشهادة في سبيل تحرير فلسطين وليس الاصلاح!!!!!

اشترك في قائمتنا البريدية