الناصرة- “القدس العربي”:
مع تصاعد هجمات المستوطنين على المدن والقرى الفلسطينية، منذ مطلع العام الحالي، شهدت الساحات الرقمية تصاعداً في التحريض والعنف، والتي أثارها ودعمَها مسؤولون ووزراء إسرائيليون، تحديداً في الحملة التي شهدتها هذه المساحات بالتحريض على بلدة حوارة، والتي ترافقت مع تحريض وهجمات عنيفة على أرض الواقع، من إحراق للمنازل إلى مهاجمة الفلسطينيين وممتلكاتهم.
في تقريره الأخير “تحليل الخطاب الإسرائيلي التحريضي ضد بلدة حوارة على منصة تويتر” يحلل مركز “حملة” للدفاع عن الحقوق الرقمية الفلسطينية طبيعة وأنماط الخطاب التحريضي والعنيف باللغة العبرية ضد بلدة حوارة، فيوضح انتشار أكثر من 12000 تغريدة ذات محتوى سلبي ضد بلدة حوارة وسكانها، عبر منصة تويتر.
ويستذكر مركز “حملة” أنه في الوقت الذي تكثَّفت فيه هجمات المستوطنين على المدن الفلسطينية، خلال الأشهر الأولى من العام 2023، ازداد أيضًا العنف والتحريض عبر الفضاء الرقمي ومنصات التواصل الاجتماعي، بدعم من وزراء ومسؤولين، وتحديدًا عبر منصة تويتر، والتي كان لها تداعيات على السكان وممتلكاتهم، وأدّت، في كثير من الأحيان، إلى أضرار مادية وجسدية.
ورصدَ مركز “حملة” ووثَّقَ في هذا التقرير ما مجموعه (15250) تغريدة نشرت باللغة العبرية، خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام، والتي احتوت على الهاشتاغات بالعبرية: حوارة، وهاشتاغ لِنَمْحُ حوارة. وجرى تحليل محتواها، والحسابات التي تنشرها، وطبيعة المفردات التحريضية المستخدمة، وذلك بتوظيف خوارزمية تحليل للمشاعر، للخروج بتصوّر حول التحريض الإسرائيلي على العنف ضد الفلسطينيين في الفضاء الرقمي، وعلاقة ذلك بأحداث العنف على أرض الواقع.
ويوضح التقرير أنّ نسبة 80.2% من مجمل التغريدات حول حوّارة تشمل محتوى سلبياً ضد البلدة وسكانها، كما تشمل خطاباً عنصرياً وتحريضياً وخطاب كراهية وتحريض على العنف، كما حصدت التغريدات السلبية تفاعلاً على شكل إعجاب.
وطبقاً لهذا التقرير، فقد ازدادت كثافة التحريض وخطاب الكراهية عشية هجوم المستوطنين على بلدة حوّارة في ليلة 27 شباط/فبراير، وابتداءً من يوم الهجوم حتى نهاية شهر آذار/ مارس، حيث نُشر يوميًا ما معدّله (188) تغريدة سلبية ضد البلدة، نشرَها ما يقارب (158) حسابًا على تويتر.
ويذكر “حملة” أن الهجمات الرقمية لا تهدف فقط إلى محو الوجود الفلسطيني الرقمي وردعه، بل تشجيع وتنظيم هجمات على أرض الواقع أيضًا. وينبّه إلى أن سبب انتشار هذه الظاهرة يعود إلى غياب سياسات إدارة المحتوى المنشور باللغة العبرية عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث لا تنفذ الشركات التكنولوجية سياساتها بشكل عادل عند إدارتها للمحتوى المنشور باللغة العبرية في السياق السياسي الفلسطيني أو/ وتتحيّز لصالح المحتوى التحريضي المنشور باللغة العبرية، حيث لا يتم التعامل مع المحتوى التحريضي بشكل صارم عبر الفضاء الرقمي.
ويوصي التقرير بضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة من قِبَل شركات منصات التواصل الاجتماعي لمنع انتشار خطاب التحريض والعنصرية والعنف ضد العرب والفلسطينيين عبر المنصات المختلفة. وكذلك بتطوير معجم خاص بخطاب الكراهية باللغة العبرية، واستخدامه لمراقبة هذا النوع من المحتوى، وتنفيذ سياسات إدارة المحتوى بالشكل المطلوب على المحتوى الإسرائيلي باللغة العبرية، ووقف سياسة المعايير المزدوجة التمييزية في ما يتعلق بالمحتوى الفلسطيني والإسرائيلي على منصات التواصل الاجتماعي.
يأتي هذا التقرير ضمن عمل مركز “حملة” المستمر في محاربة الخطاب التحريضي وخطاب الكراهية الإسرائيلي الموجّه ضد العرب والفلسطينيين عبر الفضاء الرقمي، ومطالبة لشركات التواصل الاجتماعي بالوقوف عند مسؤولياتها في إيجاد وتنفيذ سياسات تضمن مواجهة مثل هذا الخطاب.
حملة بحملة، والصاع بالصاع والله ينصر حوارة ويهزم بني صهيون شر هزيمة يارب العالمين عاجلا غير آجل 🦁🔫💪
الضد بالضد و الصاع بالصاع بين الفلسطينيين وبني صهيون حتى يرث الله الأرض ومن عليها 🦁💪🔫