غزة – “القدس العربي”:
وصفت مسؤولة كبيرة في برنامج الغذاء العالمي الوضع الإنساني في قطاع غزة، الذي يتعرض لحرب إسرائيلية دخلت شهرها الـ 12 على التوالي، بأنه “أكثر صعوبة من أي وقت مضي”.
وقالت كورين فلايشر، المديرة الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا الشرقية لدى برنامج الأغذية العالمي، إن العمليات الإنسانية في غزة أصبحت “أكثر صعوبة من أي وقت مضى” مع اقتراب فصل الشتاء في القطاع المدمر.
ونقل موقع الأمم المتحدة عن هذه المسؤولة الدولية التأكيد بأن زيادة حوادث العنف ضد العاملين الإنسانيين “تخنق جهودنا لمنع المجاعة في غزة في وقت يعيش فيه نصف مليون شخص في ظروف كارثية وتشبه المجاعة”.
وقد تطرقت إلى بعض العقبات التي تواجه العاملين في المجال الإنساني، ومنها “ساعات لا نهاية لها للحصول على الضوء الأخضر للتحرك”، والطرق المدمرة التي ستصبح غير سالكة في أشهر الشتاء.
وكانت تشير بذلك إلى الانتظار طويلا حتى أخذ اذن من قوات الجيش الإسرائيلي للانتقال من منطقة إلى منطقة في قطاع غزة، خاصة الانتقال عبر “محور نتساريم” من جنوب القطاع إلى شماله.
هذا وقد تطرقت المسؤولة الأممية إلى “الازدحام الشديد” الذي يعاني منه سكان قطاع غزة، حيث يعيش نحو مليوني شخص على حوالي 11 في المائة من مساحة القطاع المكتظ بالسكان بالفعل.
وقالت فلايشر إنها رأت خلال زيارتها إلى غزة في يوليو/تموز الناس مكتظين في مخيمات مؤقتة على الشواطئ، وفي ملاجئ “الأونروا” حيث يعيش 60 إلى 70 شخصا في فصل دراسي يتسع عادة لـ 20 إلى 30 شخصا.
وتطرقت إلى أوامر الإخلاء القسري للسكان من قبل جيش الاحتلال، لافتة إلى أن الشهر الماضي شهد زيادة في هذه الأوامر، كما شهد تدهورا هائلا في البيئة الأمنية لموظفي المنظمات الإنسانية، لافتة إلى أن ذلك كان له “تأثير عميق على قدرة البرنامج على الوصول إلى الناس”.
وقالت “لقد فقد برنامج الأغذية العالمي الوصول إلى مستودعه الثالث والأخير العامل في غزة، في المنطقة الوسطى بموجب أوامر الإخلاء”.
ولفتت إلى أنه بسبب تلك الأوامر فقدت منظمتها الإغاثية خمسة مطابخ مجتمعية يدعمها البرنامج، إضافة إلى فقدان ما يقرب من 20 نقطة توزيع عبر القطاع.
وأكدت كذلك على ضرورة استعادة النظام وحكم القانون إلى غزة، والسماح بإدخال الأموال إلى القطاع حتى يتمكن الناس من البدء في الشراء مجددا من المحلات التجارية.
يشار إلى أن المنسق المقيم ومنسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، مهند هادي قال إن أهل غزة “يشعرون باليأس وبأن العالم بأسره خذلهم وتخلى عنهم”.
وأكد أن المنظمات غير الحكومية والأمم المتحدة والعاملين الإنسانيين هم فقط الموجودون في القطاع “ليكونوا مع أهل غزة في بؤسهم، ولمساعدتهم بقدر ما نستطيع”.
وشدد على الحاجة إلى الوصول الكامل إلى أهل غزة. وقال “نحن بحاجة إلى التأكد من أننا نقدم لهم المساعدات المناسبة التي يريدونها وفي الوقت المناسب، ولكن علاوة على ذلك، نحن بحاجة إلى التأكد من حماية أهل غزة”.