أرشيف
بغداد: قال مسؤول كبير من الحكومة العراقية لرويترز إن المحادثات بين الولايات المتحدة والعراق بشأن إنهاء وجود التحالف العسكري الذي تقوده واشنطن في البلاد قد تستمر لما بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في نوفمبر تشرين الثاني.
وطلب المصدر عدم نشر هويته.
وبدأت واشنطن وبغداد في يناير كانون الثاني محادثات لإعادة تقييم وجود التحالف في العراق. وتشكَل التحالف عام 2014 للمساعدة في قتال تنظيم “الدولة” المتشدد بعدما سيطر على مناطق شاسعة من البلاد.
وجاء القرار بعد هجمات متبادلة بين القوات الأمريكية وفصائل شيعية مسلحة وسط صراع إقليمي مرتبط بالحرب الإسرائيلية في غزة.
وتلك الهجمات متوقفة منذ أكثر من شهر الآن لإتاحة فرصة للمفاوضات.
وتحاول الحكومة في بغداد بدعم من أحزاب شيعية وفصائل مسلحة منع العراق من أن يصبح مرة أخرى ساحة قتال للقوى الأجنبية. وبغداد حليف نادر لكل من طهران وواشنطن.
وينظر سياسيون إلى المحادثات الفنية التي تجري عبر لجنة عسكرية مشتركة على أنها وسيلة لكسب الوقت في ظل تباين وجهات النظر بخصوص كيفية تطور العلاقة العسكرية بين البلدين.
ورفضت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) التعليق على مستقبل المحادثات بين الولايات المتحدة والعراق، لكن لم يسبق أن وضع المسؤولون الأمريكيون جدولا زمنيا للمدة التي يمكن أن تستغرقها أي محادثات.
وتطالب فصائل مسلحة شيعية متشددة بالانسحاب الفوري للقوات الأمريكية، بينما تخشى فصائل شيعية أكثر اعتدالا وأحزاب سنية وكردية أن يؤدي رحيل القوات إلى فراغ في السلطة.
وتقول واشنطن إن مهمة التحالف تحتاج إلى إعادة تقييم في ضوء هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق عام 2017، لكنها لا ترى ضرورة في أن تشمل المحادثات مسألة انسحاب المستشارين العسكريين الأمريكيين من البلاد.
وغزت الولايات المتحدة العراق عام 2003 وأطاحت بصدام حسين قبل أن تنسحب من البلاد في 2011.
وعادت الولايات المتحدة في عام 2014 على رأس تحالف دولي لمحاربة تنظيم “الدولة”، ويوجد حاليا نحو 2500 جندي أمريكي في العراق و900 جندي في سوريا في مهمة لتقديم المشورة والمساعدة.
وقال رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي، وهو عضو معتدل في الائتلاف الشيعي الحاكم (الإطار التنسيقي)، للصحافيين الأسبوع الماضي إنه لا يعتقد أن الأمريكيين يريدون انسحابا كاملا.
وأضاف أنه لا يرى أيضا أن هناك رغبة لدى قوى سياسية عراقية في الاستغناء بشكل كامل عن الأمريكيين، على الرغم من وجود شعور حاليا بأن وجودهم في هذا الوقت يسبب مشاكل أكثر مما يوفر الحلول.
(رويترز)