واشنطن- “القدس العربي”: تزايدت المخاوف من أن الولايات المتحدة في خضم أزمة دستورية – أو شيء أسوأ بكثير – بعد أن كتب الرئيس دونالد ترامب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي أن “من ينقذ بلاده لا ينتهك أي قانون”، في اقتباس منسوب إلى نابليون بونابرت.

وجاءت مشاركة ترامب على X – المنصة المملوكة لزعيم حكومة الظل الملياردير إيلون ماسك – في الوقت الذي واصلت فيه إدارته هجومها الشامل والمدمر على الحكومة الفيدرالية والقوى العاملة، وخرقت القانون في هذه العملية.

جيميل بوي: “هذا هو التصريح الأكثر مخالفة للدستور الذي قاله رئيس أمريكي على الإطلاق”

وكان منشور ترامب يوم السبت بمثابة الإشارة الصارخة الأخيرة إلى أن الرئيس لا يعترف بحدود سلطته في فرض أجندته اليمينية المتطرفة.

ووصفت جيميل بوي، كاتبة العمود في صحيفة نيويورك تايمز، رسالة ترامب بأنها “التصريح الأكثر مخالفة لأمريكا ومناهضة للدستور الذي نطق به رئيس أمريكي على الإطلاق”.

ومنذ توليهما منصبيهما قبل أقل من شهر، تحرك ترامب وماسك بقوة لتفكيك الوكالات الفيدرالية وإزالة أي مسؤولين يمكنهم تسليط الضوء على جهودهما أو عرقلتها.

كما تجاهل ترامب ومسؤولو حكومته المختارون بعناية وماسك أو هاجموا علانية الفرعين الآخرين المتساويين للحكومة، واتهموا القضاة الذين تحركوا لوقف أو الحد من تصرفات الإدارة الجديدة بأنهم من أنصار الحزب الديمقراطي، حسبما ذكرت منصة “كومن دريمز”.

وفي بعض الحالات ، تحدت إدارة ترامب بشكل نشط الأحكام الصادرة عن المحاكم الفيدرالية، وهو مؤشر مثير للقلق لما هو آت.

وأشارت ياسمين أبو سيف ودوغلاس كيث من مركز برينان للعدالة يوم الجمعة إلى أن “آخر مرة شهدت فيها الولايات المتحدة تحديًا مفتوحًا واسع النطاق لأوامر المحكمة من قبل المسؤولين المنتخبين كانت عندما رفض حكام الولايات الجنوبية دمج مدارسهم بعد أن قضت المحكمة العليا ضد الفصل العنصري في التعليم العام في قضية براون ضد مجلس التعليم “.

وتابع أبو سيف وكيث “ورغم أن الرئيس دوايت أيزنهاور لم يكن من المعجبين بقرار المحكمة، إلا أنه أرسل قوات إلى الجنوب للمساعدة في إنفاذ الحكم، قائلاً : “لقد تحدثت المحكمة العليا، وأقسمت على دعم العملية الدستورية في هذا البلد، وسأطيعها”، “إن جهود الحكام لتحدي أوامر المحكمة معترف بها على نطاق واسع باعتبارها واحدة من أكثر الفترات المخزية في تاريخ الولايات المتحدة”.

وكتب فرانك بومان، أستاذ القانون والمدعي العام الفيدرالي والولائي السابق، في مجلة “سلايت ” الأسبوع الماضي أنه “مع كل يوم يمر، تتضاءل القدرة العملية للمحاكم على وقف الكارثة أو حتى إعاقتها بشكل مادي”.

وأضاف بومان: “إذا نجح ترامب في تحدي المحاكم، فإن العقبة الوحيدة المتبقية أمام الدكتاتورية ستكون الاشمئزاز العام، والاحتجاج الشعبي الوطني، والأمل في أن يؤدي مثل هذا رد الفعل إلى تراجع ترامب، وأخيرا استدعاء جزء من الحزب الجمهوري إلى واجبه الدستور”.