رام الله – “القدس العربي”:
نفذت قوات الاحتلال اقتحامات عديدة طالت مدنا ومناطق فلسطينية في الضفة الغربية، نجم عنها اعتقال عدد من المواطنين، واندلاع مواجهات شعبية في عدة مناطق، في وقت صعد فيه المستوطنون من هجماتهم العدوانية، وتوعدوا بقتل وحرق مواطنين من مدينة الخليل.
وأصيب، ليل السبت، شاب بعيار معدني مغلف بالمطاط، إلى جانب العشرات بحالات اختناق، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، في قرية كفر قدوم، شرق قلقيلية.
كما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الأحد، خمسة مواطنين من مدينة بيت لحم، وهم: مصطفى عمار سلهب (18 عاما)، ومحمود عبد الغني سلهب (18 عاما)، ونور قراقع (20 عاما) وجميعهم من منطقة الكركفة وسط مدينة بيت لحم، والأسير المحرر فراس إبراهيم بيت راشد (34 عاما)، وصالح عبد الهريمي (45 عاما)، من شارع الصف، بعد دهم منازلهم وتفتيشها، حيث تعمدت خلال الحملة ترويع سكان المنازل وتخريب محتوياتها.
وفي مدينة الخليل جنوب الضفة، اعتقلت قوات الاحتلال الصحافي مهند قفيشة، بعد الاعتداء عليه من قبل المستوطنين، وقالت مصادر محلية إن المواطنين في المدينة تصدوا لهجمات المستوطنين، في حي تل الرميدة.
وأكدت المصادر أن عددا من مستوطني “رمات يشاي” و”بيت هداسا” المقامتين وسط مدينة الخليل، اعتدوا ليل السبت بالضرب على الصحافي في قناة فلسطين الرياضية مهند مصطفى قفيشة (28 عاما) في تل الرميدة أثناء تواجده في المنطقة، ما أدى لإصابته بكدمات في رأسه.
الاحتلال أجبر عائلة مقدسية على هدم منزلها ذاتيا.. وحماس: حرب مفتوحة على الوجود الفلسطيني
وتلا ذلك أن قدمت قوة من جيش الاحتلال للمكان، وقامت باعتقال الصحافي الفلسطيني، ثم قامت بعد ساعات بالإفراج عنه.
وفي السياق ذاته، هاجم مستوطنون، بعد منتصف الليلة الماضية، منازل المواطنين في قرية العديسة شرق الخليل، وتخلل العملية تهديد المستوطنين للمواطنين الفلسطينيين القاطنين في تلك المنطقة بالقتل وحرق منازلهم.
وفي السياق ذاته، نصبت قوات الاحتلال عددا من الحواجز العسكرية على مداخل بيت عوا وقرية خرسا ووادي عبيد في دورا جنوب غرب الخليل، وعلى مدخل بلدة حلحول شمال الخليل، وأوقفت مركبات المواطنين وفتشتها ودققت في بطاقاتهم الشخصية، ما تسبب في إعاقة مرورهم.
كذلك شهدت بلدة العيسوية في القدس المحتلة، مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال التي اقتحمت البلدة، برفقة قوات خاصة، من وحدات “المستعربين”.
وألقى الشبان الذين تصدوا للقوات الإسرائيلية الحجارة صوبها، فيما أطلق خلالها جنود الاحتلال قنابل الغاز السام بكثافة، ما أدى لإصابة عشرات المواطنين بالاختناق بينهم أطفال ونساء.
وتخلل العملية اعتقال الاحتلال لثلاثة مواطنين من البلدة، وهم الطفل تيسير محيسن، والشابان موسى هيثم مصطفى ومحمد بكر مصطفى.
كما اعتقلت تلك القوات الشابين عطا ماهر حمدان (20 عاما)، ويزن خالد محيسن (20 عاما) من بلدة أبو ديس في القدس المحتلة، وذلك بعد أن داهمت منزلي ذويهما وفتشتهما.
ولوحظ أن الأيام الماضية شهدت تصعيدا في فعاليات المقاومة الشعبية، التي تصدى خلالها المواطنون، لاقتحامات الاحتلال، ما أدى إلى سقوط عشرات الإصابات بينها حالات خطرة.
وأوضحت إحصائية محلية رصدت المواجهات الشعبية خلال الأسبوع الماضي، استشهاد مواطن واندلاع مواجهات في مناطق متفرقة بالضفة الغربية والقدس المحتلة، في 36 نقطة مواجهة، شهد بعضها إطلاق نار وإلقاء زجاجات حارقة، وأصيب خلالها 7 جنود إسرائيليين.
وبعد توقف دام ليومي الجمعة والسبت، بسبب العطلة الأسبوعية، عادت مجموعات من المستوطنين ونفذت اقتحاما جديدا لباحات المسجد الأقصى، بقيادة المستوطن المتطرف يهودا غليك، بحماية أمنية مشددة، وفرتها شرطة الاحتلال الخاصة، ودخل هؤلاء من “باب المغاربة”، وأجروا جولات استفزازية، قبل الخروج من “باب السلسلة”، حيث تعمدت قوات الاحتلال المنتشرة على بوابات الأقصى إعاقة دخول المصلين المقدسيين خلال فترة الاقتحامات.
وفي هذا السياق، أطلقت منظمات وجماعات “الهيكل المزعوم” الاستيطانية دعوات لتنظيم اقتحامات خلال ما يعرف بعيد “الأنوار” الذي يمتد حتى الثامن عشر من شهر ديسمبر الجاري، وأشارت تلك الجماعات عبر دعوات نشرتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى أنها ستنظم تلك الاقتحامات طوال أيام العيد وستقوم بإدخال الحلويات والمشروبات بهذا العيد للمسجد، لافتا إلى أنها ستقوم كل ليلة بنصب “الشمعدان” وإنارة الشموع في ساحة الغزالي مقابل “باب الأسباط”.
إلى ذلك فقد تواصلت الهجمات الاستيطانية ضد مناطق الضفة الغربية، بهدف دفع المواطنين لترك أراضيهم قسرا، لصالح توسعة المستوطنات، وأجبرت بلدية الاحتلال في القدس المحتلة عائلة الخالص، التي تقطن بلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى، على هدم منزلها ذاتيا، بدعوى البناء دون ترخيص، وذلك تحسبا لإرغامها على دفع غرامة مالية كبيرة.
ويأوي المسكن شقيقين وعائلتيهما، وهم محمود وزوجته و5 أطفال، وشقيقه محمد وزوجته و3 أطفال، وتبلغ مساحة كل شقة 90 مترًا مربعًا.
وفي السياق قال الناطق باسم حركة حماس، حازم قاسم، إن الحرب المفتوحة على الوجود الفلسطيني بسياسة هدم المنازل تتطلب الإسراع في بلورة موقف وطني موحد يستند على استراتيجية نضال مشتركة. وطالب قاسم السلطة بأن تبادر إلى تطبيق مخرجات اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، والإسراع لتفعيل المقاومة الشعبية التي تم الاتفاق عليها في هذا الاجتماع، لافتا إلى أن تصاعد هدم المنازل يتزامن مع تعاظم عمليات الاستيطان ومصادرة الأراضي، ما يعني تطبيقا تدريجيا لمخطط الضم الاستعماري.
وأوضح أن ذلك يأتي تطبيقه تحت غطاء اتفاقات التطبيع مع بعض الأنظمة العربية، مجددا التحذير من أن اتفاقات التطبيع ستشجع الاحتلال على تصعيد عدوانه على الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن الاحتلال يواصل حربه على الوجود الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس عبر سياسة هدم المنازل ومصادرتها وتهجير أهلها، ولفت قاسم إلى أن تصاعد عمليات الهدم والمصادرة يؤكد مرة جديدة أن الاحتلال يطبق سياسة “تطهير عرقي حقيقية” وبشكل فج ووقح على مرأى ومسمع من العالم، وأكد أن الاحتلال “يمارس تمييزا عنصريا ضد شعبنا الفلسطيني بأبشع صوره، في استهتار واضح بكل القوانين والأعراف الإنسانية”.
هذا جزاء منْ يتخلى عن المقاومة ويركن للدعة.سيقع على الفلسطينيين المزيد ولات ساعة مندم.ما ترك قوم الجهاد إلا ذلوا في عقر دارهم.