غزة ـ نيويورك -«القدس العربي»: في الوقت الذي تدرس فيه حركة “حماس” وفصائل فلسطينية حليفة، الرّد على مقترح أمريكي لوقف إطلاق النار في غزة، وسط تفاؤل واشنطن باقتراب التواصل لاتفاق، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفه للقطاع، ما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات، بينهم أطفال ونساء.
وقالت وزارة الصحة في غزة لـ”الجزيرة” إن 49 استشهدوا أمس. وبين الشهداء 13 بينهم نساء وأطفال، سقطوا إثر قصف مسيرة إسرائيلية خيمة تؤوي نازحين في منطقة مواصي القرارة، شمال غرب مدينة خان يونس.
وفي موازاة المجازر، يواصل الاحتلال حصاره الإنساني على القطاع، الذي بات حسب الأمم المتحدة، المكان الأكثر جوعا على وجه الأرض، و”المكان الوحيد في العالم الذي يواجه كل سكانه خطر المجاعة”.
في حين بينت مصادر أن 20 شخصا أصيبوا بنيران قوات الاحتلال عند محاولتهم الوصول إلى مركز مساعدات الشركة الأمريكية في منطقة نتساريم وسط القطاع.
ودفع هذا الواقع المجموعة العربية في الأمم المتحدة إلى تجديد مطالبتها مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته “لوقف الحرب غير الإنسانية التي تشن على قطاع غزة”، وإعلان “وقف إطلاق النار فورا وإيصال المساعدات الإنسانية من دون قيد أو شرط، وإطلاق جميع الرهائن والمحتجزين والأسرى والموقوفين”.
ويفاقم هذا الواقع الإنساني الصّعب نشاطٌ وصفته فصائل المقاومة بالمشبوه لعصابات تشارك في نهب المساعدات الإنسانية، حسب ما صرح به مصدر أمني في المقاومة لشبكة “الجزيرة”، حيث قال إنه تبيّن أن قوة المستعربين التي اشتبكت معها “كتائب القسّام” شرق مدينة رفح جنوب القطاع، وفق بيان سابق، عبارة عن “عملاء للاحتلال” يقومون بالتمشيط “ورصد المقاومين ونهب المساعدات”. وقال المصدر إن هذه القوة تتبع “عصابة المدعو ياسر أبو شباب، وتعمل مع جيش الاحتلال داخل رفح”. سياسيا، برزت تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخصوص الهدنة، حيث قال: “نقترب جدا من التوصل إلى اتفاق في غزة”.
وزاد: “سنقدم إعلانا بشأن الاتفاق في غزة اليوم أو غدا”. في حين قالت حركة “حماس” إنها تجري مشاورات مع القوى والفصائل الفلسطينية بشأن مقترح وقف إطلاق النار، الذي تسلمته أخيرا من المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، عبر الوسطاء.
وتحضّر الحركة رداً على المقترح الذي يشمل تبادلا للأسرى، بعد أن تجاوز بنودا سابقة كانت قد توافقت بشأنها مع الوسطاء بمن فيهم الأمريكي، وفي مقدمتها إنهاء الحرب كاملة. وتشدّد فصائل فلسطينية على أولوية الوصول إلى وقف إطلاق نار ينهي المأساة التي يعيشها الفلسطينيون في القطاع.
ويتردد في أوساط الحركة أن المقترح الجديد الذي تسلمته الحركة فاجأها، وقفز على تفاهماتها السابقة مع رجل الأعمال الأمريكي من أصل فلسطيني بشارة بحبح، الذي عمل وسيطا بينها وبين الإدارة الأمريكية.
وقال الدكتور باسم نعيم عضو المكتب السياسي لحركة “حماس”، إن الحركة تسلمت الرد الإسرائيلي على المقترح، وهو رد “يعني تأبيد الاحتلال واستمرار القتل والمجاعة، حتى في فترة التهدئة المؤقتة”.
لكنه قال في منشور على صفحته على موقع “فيسبوك”، إن قيادة الحركة مع ذلك “تدرس بكل مسؤولية وطنية الرد على المقترح، في ظل ما يتعرض له شعبنا من إبادة”.
أما في الجانب الإسرائيلي، فنقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن رئيس الأركان إيال زامير قوله إنه يمكن وقف إطلاق النار من أجل صفقة تبادل.
وقال أيضا إن إسرائيل لن تسمح “بأن تنجر الحرب إلى ما لا نهاية”.