بيروت – «القدس العربي»: في منطقة “سن الفيل” وقريباً من مجرى نهر بيروت الذي يفتقد الماء. “ملاذ” يمتد حتى الخامس من الشهر المقبل، ويتضمن نشاطات تشاركية بينها الفني، والهدف منه إيجاد “واحة تشاركية لتجاوز الشقاء معاً”.
يجمع هذا المشروع ستة مشاركين على مدى عشرة أيام للتعلُّم التجريبي في موقع تلك الغابة الشابة في سن الفيل، وتتخلله سلسلة من العروض الفنية والنشاطات المتاحة للجميع. عن هذا النشاط تحدثت “القدس العربي” إلى أماندا أبي خليل، مديرة منصة مؤقتة “للفن – تاب” التي تأسست سنة 2014. وتهدف المنصة لإقامة صلات بين الفن والفن المعاصر والمجتمع، من خلال برامج ونشاطات في الحيز العام.
■ تقول رداً على سؤال: كيف اكتشفتم هذه الغابة الصغيرة على مجرى نهر بيروت المنسي؟
لم نكتشف هذه الغابة، فهي زُرعت من قبل “أذر دادا” لزميلنا المهندس أديب دادا. وهو يتولى مشروعاً يهدف لزراعة غابات صغيرة من خلال تقنية يابانية. تلك الغابات يمكنها أن تشكل لنفسها إكتفاءً ذاتياً. غابة سنة الفيل هي الأولى، فيما بلغ عدد الغابات التي زرعها في لبنان حتى الآن 16. وبالتشارك مع “أذر دادا” رغبنا بخلق هذا المشروع الذي يُعنى بالفن والإيكولوجي. المشروع الذي أطلقناه اليوم هدفه أن يضيء على غابة متروكة تكبُر بمفردها، تماماً كما نحن كمواطنين متروكين. جميعها اشجار ونباتات تُطعم ذاتها، وتغذي ذاتها كما نبات الفطر في أوقات مأساوية كالتي نمر بها. هدف المشروع أن ننظر إلى البيئة، وأن نتبصر كأشخاص أحياء بكل ما يحيط بنا من حياة والمتمثل بالطبيعة.
■ لماذا عنوان ملاذ؟
ملاذ هو المكان الذي نلجأ إليه وهو الطبيعة التي تحضن الجميع. وهذا ما نفعله في الواقع الذي نعيشه.
■ هل فعلاً يمكننا خلق واحة تشاركية لتجاوز ما نعيشه من شقاء؟ أم شقاؤنا أكبر من أي واحة؟
سؤال في مكانه. بصراحة نحن متفائلون، وفي رأي خياراتنا محدودة، وعلينا أن نتعلّم تنظيم ذاتنا لمتابعة الحياة رغم كل الشقاء. بمجرد مراقبة الغابة والطبيعة يمكننا أن نتعلّم منها الدروس، ونعرف بأنها لا تحتاج أحداً لرعايتها، وهي تكفي ذاتها بذاتها لتؤمن استمراريتها وتكبُر.
■ وما هي النشاطات المتاحة خلال الأيام المحددة من قبلكم؟
في برنامجنا دراسة تجمع ثمانية فنانين، إثنان من فلسطين، وستة من لبنان ستكون مهمتهم خلال هذه الأيام خوض قراءات فيما بينهم وصولاً لإنجاز تجهيز في هذا المكان.
وإلى جانب هذه الدراسة الفنية ثمة نشاطات موازية متاحة للجميع. منها عرض افلام في الهواء الطلق بالتعاون مع جمعية متروبوليس- سينما. وتنتشر في الغابة تجهيزات فنية للفنانين شربل عون، وعمر فاخوري، وكريستيان زهر والفنانة الألمانية فرانسيسكا بريفوس. إلى نشاطات أخرى متعددة كما اليوغا في الهواء الطلق وهو مفتوح للجميع، ومجاناً. والختام سيكون مع عشاء تشاركي وكل من يحضره يمكنه أن يحمل معه خسة أو بصلة أو حبة بندورة. المطلوب التشارك بنوع واحد وقطعة فقط فقط لا غير. الجميع سيشارك بالطهي، وسيحضِّر كل منا العشاء للآخر. وفي البرنامج عرض شرائط فيديو يومياً في فندق بوسّا نوفا الذي يقع مقابل الغابة، كما أنه شريك في المشروع.