“مشهد أردني” أثار الاستغراب: “الأقصى مش إلك”.. قالها “موظف أمن“ لطالب “متحمس” في “جامعة حكومية”

حجم الخط
27

 لندن- “القدس العربي”:

“الأقصى مش إلك”… تلك واحدة من أكثر العبارات التي يمكن رصدها “قسوة وخشونة” والأهم دلالة على “عمق الأزمة الأردنية” البيروقراطية في “فهم” مضمون ومنطوق “الوصاية” التي تتمسك بها القيادة ليلا نهارا وبكل أصناف الخطابات وكل المناسبات.

قالها “موظف قسم الأمن” المدني بكل بساطة في حرم أحد الجامعات الحكومية لطالب شاب كان يلوح بكوفية فلسطينية ويحاول باسم الطلاب أولا والمحيط المناطقي والعشائري للجامعة ثانيا أن “يهتف تضامنا” مع المسجد الأقصى ودعما للوصاية الهاشمية.

الغريب جدا في هذا المشهد الجامعي الذي يقول الكثير عن “ضعف التواصل” بين المؤسسات الأردنية أن الجامعة الحكومية نفسها كانت تقيم فعالية تضامنية مع القدس والأقصى ودعما للوصاية وأن كبار أساتذة الجامعة ومدراءها في مسرح الحدث، عندما “غمز” أحدهم موظف الأمن المحلي لكي يتصرف مع “شاب متحمس” كان يهتف للقدس والوصاية بجرعة حماسية لكنها قليلا خارج سياق النشاط الرسمي المرسوم.

بكل بساطة تحرك موظف الأمن باتجاه الشاب الطالب وطلب منه المغادرة ثلاث مرات.

في الأثناء رصدت كاميرا طلابية حوارا سريعا بين الطالب المتحمس وبين موظف الأمن الجامعي سمع فيه الشاب وهو يصر على وصلته الحماسية فأمسك به الموظف وحاول دفعه وخاطبه قائلا “الأقصى مش إلك“ وجاوب الشاب: “الأقصى إلنا كلنا”.

طبعا حصل كل ذلك بنعومة جسدية ومنع الشاب من المشاركة في احتفال رسمي أقامته الجامعة أصلا.

ولم يتحرك أي من قادة الجامعة لإبلاغ الموظف بأنه “أخطأ بالتعبير” سياسيا على الأقل وبأن الأقصى يتبع في الواقع الوصاية الهاشمية فيما الجامعة نفسها تحمل اسم أحد أبرز رموز العائلة الهاشمية.

 الموقف بعد تلك العبارة استوقف مئات الأردنيين من النشطاء والمتابعين والسياسيين.

والعبارة نفسها من حيث ظرفها وسياقها تخالف بوضوح الموقف الرسمي المعلن الذي يتم تكراره يوميا على مسامع جميع الأردنيين وإن كانت محاولة إخراج طالب جامعي متحمس بالهتاف من مسرح فعالية جامعية يفترض أن تكون حماسية تبدو بحد ذاتها غير مفهومة ووثقت ضمن مسلسلات “انتهاك حرية التعبير” وحصرا في القطاع الشبابي الذي تخاطبه الرؤية الملكية لمسار التحديث.

بكل حال لا ينبغي تحميل عبارة الموظف إياه أكثر مما تحتمل لكنها تعكس انطباعا متراكما عن غياب ثقافة توعية الموظفين وإخفاق الإعلام الرسمي وقد تعكس في أحسن الأحوال الرأي القائل وسط بعض الأردنيين بأن “رعاية القدس والمسجد الأقصى” تحولت إلى “عبء” على المملكة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عمرالزبون:

    هناك تناقض كبير وواضح بين التصاريح والكلام المنمق وبين الممارسات لقمع حريه التعبير لكل الاطياف شبابيه كانت او غيرها٠لكن الواقع ان الأقصى وفلسطين كلها داخل وجدان كل أردني وعربي ومسلم غيور شريف

1 2 3

اشترك في قائمتنا البريدية