رام الله- “القدس العربي”:
تداول ناشطون على مواقع التواصل، مقطع فيديو للاعب كرة القدم الفلسطيني، محمد بركات، وهو يتلو وصيته قبل استشهاده بنيران قوات الاحتلال في أول أيام شهر رمضان.
ويبدو من الفيديو أن اللاعب كان يسجل وصيته بالصوت والصورة خلال هجوم القوات الإسرائيلية على مدينة حمد بشمال خان يونس، حيث تسمع في الخلفية أصوات إطلاق النار والقصف من آليات الاحتلال.
📌 " لعلها تكون آخر الكلمات، أو آخر مشهد تشوفونا فيه"
رسالة ووصية مؤثرة من الشهيد محمد بركات، لاعب منتخبنا الوطني لكرة القدم الشاطئية، والذي رحل مؤخراً جراء العدوان الإسرائيلي على غــزة pic.twitter.com/Grq08ardy9
— الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم (@PSFA28) March 14, 2024
وما يلفت الانتباه في الوصية المؤثرة لبركات، هو ثباته الانفعالي رغم أصوات القصف القريبة من منزله، حيث استهل وصيته، بتوجيه التحية إلى أهله وأصدقائه وأحبائه، ووطنه فلسطين والمسجد الأقصى. وقال: “لعلها تكون آخر كلمات، أو آخر مشهد ترونني فيه.. نحن في موقف صعب، لكن لا يحدث في ملك الله إلا ما أراد الله”.
كما تلى اللاعب الشهيد أثناء حصاره آيات من القرآن الكريم، حيث أفاد عدد من معارفه في منشورات على مواقع التواصل بأنه كان يحفظ “كتاب الله” كاملا، وحاز وسام “صفوة الحفاظ”.
وتابع بركات في وصيته قائلا: “قد يكون انتهى العمر، وقد يكون في العمر بقية، ولا يحدد هذا الشيء هؤلاء النتناء (في إشارة إلى قوات الاحتلال) بل لا يحدده إلا مالك غيب السماوات والأرض”.
وختم حديثه قائلا: “أرجو المسامحة والدعوات… أمي وأبي والله إنكم حبايبي وغاليين علي.. أستودعكم الله”.
وجدتني أدعو نفسي اللهم أعنّي على واجب الرثاء، وواجب الوفاء، ليس لعِظم الفقد وكثرته فقط، بل لخصوصية من نفقد، خصوصيتهم العلمية والأخلاقية والاجتماعية، ومنا من يستطيع الكتابة ومنا من تغلبه عبراته ولا يفعل،
أما هذا فهو محمد بركات، أحد أصدقاء الطفولة، أعرفه وأهله وإخوته وأعمامه، سليل… pic.twitter.com/XMFkDtVC1h
— Ali Abo Rezeg (@ARezeg) March 12, 2024
وكان الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، قد أعلن يوم الإثنين الماضي، استشهاد النجم السابق للمنتخب الفلسطيني لكرة القدم الشاطئية، محمد بركات الملقب بـ”الأسد”، في غارة إسرائيلية استهدفته في خان يونس.
وقال الاتحاد الفلسطيني في بيان عبر موقعه الإلكتروني: “نجم تلو نجم يرتقي إلى السماء شهيدا، الحركة الرياضية الفلسطينية تستمر في توديع أبنائها وكوادرها، بفعل عقود طويلة من الظلم والاحتلال، الذي لم تسلم من بطشه وقتله واعتداءاته أيٌ من مكونات وقطاعات الحياة في فلسطين”.
وأضاف: “في أول أيام شهر رمضان المبارك، أجبرت غارات الاحتلال وقصفه نجم منتخبنا الوطني لكرة القدم الشاطئية محمد بركات على الاعتزال قسرا بغارة إسرائيلية غادرة استهدفته في خان يونس جنوب قطاع غزة، ارتقى على إثرها شهيدا”.
وأشار الاتحاد إلى أن بركات مثّل المنتخب الوطني الأول وخاض بقميصه عددا من المباريات، إلى جانب مسيرة حافلة برفقة أندية القطاع وأندية عربية أخرى.
ويعتبر بركات أول لاعب في غزة يسجل 100 هدف بقميص فريق واحد، وهو شباب خان يونس.
صورة للبطل أثناء حصول فريقه "شباب خانيونس" على بطولة الدوري pic.twitter.com/0yFFbVR83A
— Ali Abo Rezeg (@ARezeg) March 12, 2024
رحمه الله وجعله بين الصديقين والشهداء. هذا الإيمان المقدس والوطن والعائلة، والذي ينساب رقيقا من فيه (فمه) يهز دولة الاحتلال.
شعب بمثل هذا الإيمان لن يهزم.
آميين