لندن- “القدس العربي”: نفت مصادر إيرانية قريبة من مكتب المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي كل الشائعات التي تحدثت عن تدهور صحته، وقالت في رد على سؤال لـ”القدس العربي” إن المرشد يمارس أعماله اليومية كالمعتاد.

وشارك المرشد الأعلى الإيراني صباح اليوم السبت بمراسم ذكرى أربعينية الامام الحسين صباح اليوم السبت في حسينية الامام الخميني في طهران، حيث استقبل خلالها قائد الثورة حشدا من طلبة الجامعات.

وهذه المناسبة يحييها الشيعة في العالم كل عام في العشرين من شهر صفر حسب التوقيت الهجري تخليدا لذكرى واقعة عاشوراء في كربلاء عام 61 للهجرة النبوية الموافق لسنة 680 ميلادية.

وإلى جانب حضور المرشد خامنئي في حسينية الإمام الخميني – مؤسس نظام الجمهورية الإسلامية – حضر المدعوون إلى المجلس العاشورائي من هيئات طلبة الجامعات من كافة أنحاء إيران.

وبدات المراسم بمحاضرة القاها حجة الاسلام والمسلمين ” مسعود عالي”، ومن ثم تم تذكر مصائب أهل البيت (عليهم السلام) عبر قصائد للمنشد ” ميثم مطيعي”.

ويعني ظهور المرشد علنا بمثابة رد مباشر على الشائعات التي تحدثت بكثرة عن تدهور صحته وعدم ظهوره العلني منذ مدة.

واعتبرت الأوساط الإيرانية أن جهات “معادية” تقف وراء شائعة تدهور صحة خامنئي بهدف إثارة البلبلة في الداخل.

وكان عضو مجلس خبراء القيادة، هاشم زاده هريسى، أكد أن لا صحة لما يثار عن تدهور صحة خامنئي، وأن الجلسة التي تمت دعوة أعضاء المجلس إليها كانت جلسة روتينية وليس لها ارتباط بصحة المرشد.

يشار إلى أن مجلس خبراء القيادة هو المعني دستوريا بمراقبة عمل المرشد الأعلى في إيران وله صلاحية انتخاب المرشد أو عزله في حال فقدانه الأهلية للقيادة.

وبحث خلافة المرشد خامنئي (المولود عام 1939) ليس جديدا في إيران، ولكن الأمر متروك لمجلس خبراء القيادة الذي يكلفه الدستور بالاجتماع فورا لانتخاب خلف للمرشد في حال وفاته أو عجزه، وهو ما حصل عند وفاة الإمام الخميني عام 1989 حيث اجتمع مجلس الخبراء حينها وانتخب خامنئي خلفا له.

ومجلس الخبراء مكون من رجال الدين المنتخبين مباشرة من الشعب بالاقتراع المباشر في انتخابات عامة، ويتم تجديد انتخاب المرشحين لعضويته مرة واحدة كل 8 سنوات.

وكانت صحيفة نيويورك تايمز ووكالة بلومبرغ للأنباء أفادتا أمس الجمعة، بأن المرشد الأعلى الإيراني يرقد حاليا في الفراش تحت الملاحظة من قبل فريق من الأطباء.

ونقلت بلومبرغ عن  أربعة أشخاص مطلعين على وضعه الصحي، قولهم إن خامنئي ألغى جميع الاجتماعات وظهوره العلني الأسبوع الماضي بعد إصابته بمرض خطير.

 وقال أحدهم إن خامنئي خضع لعملية جراحية في وقت ما الأسبوع الماضي بسبب انسداد الأمعاء بعد معاناته من آلام شديدة في المعدة وارتفاع في درجة الحرارة.

 وطلب الأشخاص الأربعة، اثنان منهم مقيمان في إيران، وتربط أحدهم علاقات وثيقة بالحرس الثوري الإيراني، عدم الكشف عن هويتهم بسبب مناقشة مثل هذه المسألة الحساسة المتعلقة بصحة خامنئي .

وجاب بخبر بلومبرغ أن خامنئي خضع للجراحة في عيادة تم إعدادها في المجمع الذي يضم منزله ومكتبه، وإنه يخضع حاليا للملاحظة على مدار الساعة من قبل فريق من الأطباء، حسبما أفاد الشخص المطلع على العملية ، الذي قال إن حالته كانت حرجة الأسبوع الماضي ولكنها تحسنت، وإنه يستريح حاليا.

يشار إلى أن خامنئي بوصفه المرشد الأعلى، يتمتع بسلطة واسعة في إيران، وإنه يعد الحكم النهائي والأخير في مسائل مثل الاتفاق النووي الذي يجري التفاوض عليه حاليا مع الولايات المتحدة.