هل الدول العربية في حاجة لندوات الوئام بين الأديان والثقافات المختلفة؟
إذا كانت فعلا في حاجة إلى شيء ملموس فهي في حاجة إلى مصالحة وطنية تاريخية وليست وهمية بين فتح وحماس والجهاد الإسلامي لأن إسرائيل استطاعت أن تستغل فجوة الخلافات بين الفصائل الفلسطينية والأطراف اللبنانية والخلافات العربية وتقول للعالم إنه لا يوجد شريك يمكن التحدث معه خصوصاً في الجانب الفلسطيني.
لا يوجد سبب مقنع للخلاف الفلسطيني ولا توجد مبررات لاجتماعات ماراثونية ومؤتمرات في مصر وقطر والسعودية فشلت كلها تقريباً في حل خلاف لا أساس له.
فلسطين لا تزال ترزح تحت إحتلال غاشم وإسرائيل لا تزال تحاصر غزة والضفة الغربية على حد سواء لا تزال تعتقل أسرى من كافة الفصائل الفلسطينية بلا استثناء وشرعت في اغتيال قادة مجاهدين فلسطينيين بغض النظر عن انتماءاتهم ولا تزال تصادر أراضي وتبني وحدات استيطانية يهودية ولا تزال تنتهك حرمات المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف.
على ماذا كان الخلاف بين فتح وحماس، وعلى ماذا فشلت حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية رغم المجازر الإسرائيلية التي أودت بحياة الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني؟
وعلى ماذا اتهمت فتح حماس بالإرهاب ووصفت قطاع غزة بالإمارة الظلامية وهاجمتها حتى من على أروقة الأمم المتحدة و المنظمات الدولية ولماذا إذن شرعت بالتنسيق الأمني مع قوات الإحتلال وبمفاوضات عبثية عقيمة استثنيت منها كل المواضيع الحساسة من القدس إلى المستوطنات اليهودية إلى اللاجئين والمعابر والحدود.
هذه القضية لن تحل إلا عبر الأجيال القادمة أما القيادات الحالية فقد شاخت وعليها الرحيل.
كاتب من الأردن