مصدر دبلوماسي افريقي: الإمارات دعمت إثيوبيا للحصول على منظومة دفاعية لحماية سدّ «النهضة»

حجم الخط
0

القاهرة ـ «القدس العربي»: تواجه العلاقات المصرية ـ الإماراتية في المرحلة الراهنة اختبارات صعبة، على وقع معلومات تتردد على نطاق واسع بين دبلوماسيين أفارقة وعرب في القاهرة، بشأن قيام أبو ظبي بدور الوسيط لتحديث وتطوير قدرات الجيش الإثيوبي.
دبلوماسي أفريقي في القاهرة، كشف لـ«القدس العربي» عن «دعم سخي قدمته الإمارات لإثيوبيا مكنها مؤخراً من الحصول على منظومة (بانتسير اس 1) الروسية المتطورة والتي ستقوم بدور رئيسي في حماية سد النهضة من أي تهديد يطاله».
وسد النهضة الذي شارفت حكومة أديس ابابا على إتمام مراحله، سيمثل أكبر تهديد لمصر.
ووفقاً للمصدر، الإمارات «دعمت الحكومة الإثيوبية من أجل الحصول على المنظومة التي تعد من أهم الأسلحة في مجال حماية الأهداف الحيوية الهامة».
وعرض التلفزيون الرسمي الإثيوبي فيديو عن المنظومة مؤخراً، ما اعتبره مراقبون بمثابة رسالة للقاهرة التي دعا عدد من محلليها إلى ضرورة التلويح بالخيار العسكري في مواجهة إثيوبيا التي تماطل في قبول المطالب المصرية بشأن عدم التعرض لحصة مصر من مياه النيل.
وتشير الأنباء إلى أن الإمارات، المهتمة بتوسيع استثماراتها في إثيوبيا، مولت تطوير المنظومة الروسية.
وسبق وقال الخبير في الشؤون العسكري، اللواء محمود خلف إنه «لا خيار للقاهرة إلا باستخدام القوة لحماية مياهنا»، وحذا حذوه عدد من اللواءات السابقين في الجيش المصري.
وانتقد عدد من المراقبين عدم لجوء الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى خطاب متشدد مع أديس أبابا.
وفي هذا السياق، أكد الخبير في شؤون المياه، رحيم عبد المعطي على «ضرورة قيام صانع القرار المصري بوضع جدول زمني في التعامل مع إثيوبيا التي دأبت حكومتها على المراوغة».
وتابع لـ«القدس العربي»: «لا يليق بأهم دول القارة أن تكون ألعوبة في يد دولة كانت في السابق تسعى للحصول على دعم منا».
وحذر من أن «الشقيقات الأفريقيات اللواتي كن يمثلن مخالب لمصر في القارة السمراء باتت إثيوبيا تقترب منهن، وتنهي خلافاتها معهن»، وضرب مثلاً أريتريا.
وبسبب التقارب الإماراتي الإثيوبي، والتعاون المتنامي، لا يستبعد كثير من المراقبين أن تقف أبو ظبي في صف أديس أبابا، حال نشوب صراع بينها وبين القاهرة، حيث أن العامل الاقتصادي هو الذي بات يتحكم في صانع القرار الإماراتي.
وحذر أستاذ العلوم السياسية أحمد سلمان، الحكومة المصرية من المضي في تبني خطاب حسن الثقة مع جاراتها، مشدداً على أن مثل هذا الخطاب «بات لا قيمة له في أدبيات المعاملات السياسية منذ عقود».
وأعرب في تصريح لـ«القدس العربي»، عن تخوفه من أن تكون البلدان الخليجية التي يراهن عليها النظام في مساعدتها عند وقوع نزاع مع إثيوبيا «تقف مع الطرف الآخر»، مستشهداً بالاستثمارات الكبيرة والأموال الضخمة التي تتدفق على أديس ابابا وغيرها من البلدان الأفريقية من قبل دول عربية أبرزها الإمارات والسعودية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية