القاهرة ـ «القدس العربي»: مع تصاعد العدوان الإسرائيلي على لبنان، حذرت مصر مجددا من انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية، في وقت طالبت أحزاب المعارضة الحكومة المصرية بدعم لبنان وقطع العلاقات الدبلوماسية مع الاحتلال.
وطالبت مصر بوقف إطلاق نار فوري وشامل ودائم في غزة ولبنان، وأكدت في بيان صدر عن وزارة خارجيتها الخميس، أنها تؤيد جميع المبادرات والترتيبات المقترحة التي من شأنها التوصل لتهدئة شاملة ودائمة في المنطقة.
وقالت الخارجية المصرية في بيانها، إن الممارسات والانتهاكات الإسرائيلية تهدد بانزلاق منطقة الشرق الأوسط إلى حالة من المواجهات والفوضى ستعرض شعوب المنطقة لعواقب خطيرة يصعب السيطرة عليها.
وأكدت أنها ستواصل جهودها في التواصل مع الأطراف الإقليمية والدولية لاحتواء هذا التصعيد الخطير، وأن مفتاح التهدئة يظل مرتبطا بوقف العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة وتنفيذ قرارات مجلس الأمن.
إلى ذلك طالبت الحركة المدنية الديمقراطية التي تضم 11 حزبا معارضا، نظام الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بدعم لبنان في مواجهة العدوان الإسرائيلي، وقطع كافة العلاقات الدبلوماسية مع الاحتلال.
وقالت الحركة في بيان، إن الوقت لم يعد يحتمل الكلام المعاد بعد أن بلغ العدوان الصهيونى ما نراه من إجرام فى غزة ثم الضفة وبعدها لبنان وشعبها ومقاومتها تخللها ضربات في سوريا واحتلال معبر رفح ومحور صلاح الدين على حدود مصر لاستكمال خطة حصار وخنق الشعب الفلسطيني.
وأضافت الحركة: كلما مضى الوقت توسع عدوانها واخترقت كل الخطوط الحمراء وتوحشت بجنون على طريقة أما الآن وأبدا، وهي تواصل هذا العدوان بدعم وغطاء أمريكي يوفر لها فرصة تجديد قدرتها على العدوان بالمال والسلاح والأساطيل المتحركة والخبراء والمعلومات الاستخبارية والمناورات الدبلوماسية والكذب والخداع.
وطالبت الحركة المدنية الديمقراطية السلطات المصرية بعدة مطالب، بينها دعم لبنان حكومة وشعبا ومقاومة، وطرد البعثات الدبلوماسية الإسرائيلية من كل عواصم التطبيع ووقف كل مظاهره.
ورأت أن دور الشعوب أصبح بالغ الأهمية، داعية كل القوى الوطنية جماعات وأفراد إلى مخاطبة محكمة العدل الدولية والجنائية الدولية وكل المؤسسات الدولية والوطنية لإعمال مبادئ القانون الدولي والإنساني ووقف العدوان على فلسطين ولبنان ومحاكمة حكام إسرائيل على الجرائم التي ارتكبوها وفرض العزلة على هذا الكيان الغاصب.
وطالبت الحركة السلطات المصرية والهيئات الشعبية ووزارة الصحة ونقابة الأطباء والهلال الأحمر المصري بتقديم المساعدات الطبية والإنسانية العاجلة من قوافل أطباء وأدوية وخيام للبنان خاصة مناطق الجنوب مع تواصل الجهود لدعم غزة.
كما طالبت الحركة الدولة المصرية بتحذير الولايات المتحدة الأمريكية من مغبة الدعم غير المحدود لجرائم الاحتلال الأمر الذي يهدد ما تبقى من صورة إيجابية لها لدى الرأي العام العربي ما يهدد مصالحها بمنطقة الشرق الأوسط.
وأعلنت الحركة تنظيم مؤتمر تضامني للقوى الوطنية الديمقراطية اليوم الأحد تحت شعار «مع فلسطين ولبنان.. ودعما للمقاومة».
ودعت الحركة الأحزاب والنقابات والمنظمات الشعبية إلى تنظيم فعاليات التضامن مع المقاومة وضد العنصرية.
كما دعت السلطات المصرية للإفراج عن داعمي فلسطين وكل المعارضين السلميين فالخطر كبير ومصر في دائرة الخطر ويمكن أن نواجهه معا مهما تنوعت الأفكار والآراء.
الأزهر يدين العدوان الصهيوني
الأزهر أدان العدوان الصهيوني على مناطق في جنوب وشرق لبنان، الذي أسفر عن استشهاد وإصابة المئات من اللبنانيين، بينهم نساء وأطفال، ونزوح الآلاف، في ظل صمت عالمي وأُممي غير مسبوق وغير مبرر.
وأكد الأزهر في بيان أن هجوم الاحتلال الصهيوني على لبنان ما هو إلا دليل على نواياه الإجرامية، وسعيه ليل نهار لتحويل الشرق الأوسط إلى ساحة للحروب، وتوسيع رقعة الصراعات، لتشمل دولا ومناطق أخرى، بعد أن حول غزة إلى تلال من الركام وشلالات من الدماء، وآلاف من الضحايا المدنيين والأبرياء، بما يهدد مصير شعوب بأكملها.
وأضاف: أين العالم الدولي من كبح جماح هذا الكيان الإرهابي المتغطرس، ولماذا لاذ الجميع بالصمت ضد إرهاب بشع استحل قتل الرجال والنساء والأطفال بلا ضمير، ولماذا لم يستجب العالم لصرخات النساء والأطفال في فلسطين ولبنان، هل هناك مصالح استراتيجية متبادلة مع هذا الكيان الإرهابي، أو أن الضمير العالمي قد مات؟
ودعا الأزهر المجتمع الدولي للتحرك من أجل إيقاف هذا العدوان، ووقف استباحة دماء الأبرياء والمدنيين في غزة ولبنان، معربًا عن كامل تضامنه مع الشعب اللبناني الشقيق، وخالص تعازيه لأسر الضحايا، ورفضه التام لأي انتهاكات لسيادة لبنان وأراضيه.
وقالت نقابة الصحافيين المصريين، إن العدوان الصهيوني على لبنان، والمذبحة التي ارتكبها بالأسلحة الأمريكية، والمباركة الدولية، وما سبقها من أعمال العصابات والمرتزقة باختراقه وسائل الاتصالات اللبنانية وتفجيرها بين المدنيين، ليس سوى رسالة لكل شعوب المنطقة، ونحن أولهم، بأن الجرائم الصهيونية لن تستثني أحدًا، تمامًا مثلما أكد قادة الكيان الصهيوني، أن يد إسرائيل تطال كل مكان في الشرق الأوسط، بدون أن تستثني بالطبع من ذلك الأنظمة والحكومات، التي تربطها بها اتفاقيات سلام وعلاقات سياسية واقتصادية.
وأكدت في بيان، أن أي تعامل مع إسرائيل ليس سوى مشاركة مباشرة في المذابح في حق الشعبين الفلسطيني واللبناني.
وطالبت بقطع كل العلاقات مع العدو الصهيوني، وتحرير قدرة الشعب المصري في التعبير عن موقفه وإرادته، وتقديم كل أنواع الدعم والمساندة للشعبين الفلسطيني واللبناني، وإطلاق سراح كل المحبوسين بسبب التضامن مع فلسطين منذ أكتوبر الماضي، وما بعده.
وجددت النقابة في بيانها، دعوتها للنقابات المهنية، وكل القوى الوطنية بتنظيم حملات التضامن، والدعم للشعبين الفلسطيني واللبناني، وفتح مقرات النقابات المهنية والأحزاب لاستقبال لجان وفعاليات التضامن.
ودعت النقابة كل الشعوب والحكومات العربية إلى اتخاذ مواقف جادة ضد المذابح الصهيونية بحق المدنيين والعزل في فلسطين ولبنان، والمجتمع الدولي إلى التوقف عن سياسة الكيل بمكيالين، ومراجعة كل أشكال الدعم المقدم إلى حكومة الاحتلال، الذي شكّل ركيزة أساسية في تغول إسرائيل وتوحشها.
وقالت النقابة، إن العدو الصهيوني لم يدفع أي ثمن لجرائمه المروعة في غزة، التي حصدت في أقل من عام أكثر من أربعين ألف شهيد، وإن العالم وقف يشاهد المذابح، والحصار، والتجويع ليس فقط صامتًا، ولكن أيضًا ممولًا، وداعمًا لإسرائيل عسكريًا، وسياسيًا، واقتصاديًا، فما كان من آلة القتل الصهيونية سوى أن تتوجه شمالًا لتستكمل جرائمها في لبنان، ليسقط في يوم واحد أكثر من 300 شهيد.
وشددت نقابة الصحافيين على أن المساعي المحمومة من قِبل الحكومة الصهيونية لتوسيع دائرة الحرب تُنذر بعواقب وخيمة، وتهدد المنطقة بأسرها، وتدخلها في نفق مظلم قد يطول أمد بقائها فيه، وان بنيامين نتنياهو رئيس وزراء دولة الاحتلال لا يتوانى -وحكومته المتطرفة- عن إشعال النيران في المنطقة، فبعد غزة وما خلفته حتى الآن من أكثر من 40 ألف شهيد، وبعد الاعتداءات المتكررة على الضفة الغربية، وما نفذه من عمليات اغتيال داخل فلسطين المحتلة وخارجها، ينقل الآن معاركه إلى لبنان مُستهدفًا المدنيين من الأطفال، والسيدات في القرى والأحياء السكنية دون التزام بأبسط المعاهدات والمواثيق الدولية.