مصر: حملة تستهدف حمدين صباحي بعد إعلان التيار الناصري إقامة عزاء للشهيد إسماعيل هنية

تامر هنداوي
حجم الخط
9

القاهرة ـ «القدس العربي»: واجه المرشح السابق في انتخابات الرئاسة المصرية، حملة تشويه واسعة، خلال الساعات الماضية، بعد إعلان التيار الناصري تنظيم عزاء لرئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» الشهيد إسماعيل هنية، الذي اغتاله الاحتلال خلال تواجده في طهران الأربعاء الماضي.
وتصدر اسم صباحي قائمة الوسوم الأعلى تداولا في مصر على منصة «أكس» خلال الساعات الماضية.
ووصل عدد التغريدات التي اتخذت من اسم صباحي وسما، إلى ما يقرب من 1500 تغريدة، بعضها اتهمته بتلقي تمويلات من الخارج أو الانتماء لجماعة «الإخوان المسلمين» وأخرى استخدمت صورا له خلال زيارته إلى قطاع غزة عام 2008، وأخرى خلال لقائه بالأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله في لبنان.
وكتب أحمد محمدي عبر منصة «إكس»: «الشعب المصري يرفض تماما إقامة عزاء لقادة حزب الله وحماس الممولين من إيران على الأراضي المصرية وطالب النائب العام التدخل لمنع تلك الفعالية المشبوهة» على حد قوله.
وكتب حساب يحمل اسم «الأسيوطي»: «الأرعن حمدين صباحي قرر يقيم عزاء لهنية إرضاء لمن يمنحه التمويل في إيران ولبنان».
فيما قالت حنان عجمي: «إقامة عزاء لإسماعيل هنية صادم ومستفز للجيش والشرطة ومؤسسات الدولة، وأطالب بمنع حمدين من إقامة العزاء».
وكان التيار الناصري أعلن إقامة عزاء الخميس في مقر حزب الكرامة، لهنية، وللقيادي في «حزب الله» فؤاد شكر و«كافة شهداء المقاومة في كل الساحات» وفق بيان للحزب. ودعا التيار الناصري كل التيارات السياسية والشخصيات العامة للتضامن مع شهداء المقاومة.
وقال التيار، إن إدارة الفيسبوك أقدمت على حذف منشور الدعوة لتلقي العزاء.
وعلق صباحي على اختيار الحركة ليحيى السنوار رئيسا للمكتب السياسي لحركة «حماس» وكتب على صفحته على «فيسبوك: «خير خلف لخير سلف».
وعبر نشطاء مصريون عن سعادتهم باختيار السنوار. واعتبروا أن اختياره مثل تعبيرا عن تمسك الحركة بنهج المقاومة وأفضل رد على اختيار هنية.
ومنذ لحظة اغتيال هنية، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي تراشقا بين مصريين مؤيدين للمقاومة، وآخرين من مؤيدين للسيسي زعموا فيها أن حركة حماس تورطت في قتل جنود مصريين خلال سنوات الحرب على الإرهاب في سيناء.
وكانت وزارة الخارجية المصرية تجاهلت ذكر اسم هنية في بيانها بشأن عملية الاغتيال، مكتفية بالتحذير من خطورة التصعيد وسياسة الاغتيالات التي تتبناها إسرائيل ومن احتمالية اتساع الصراع في المنطقة.
إلى ذلك، نظمت نقابة الصحافيين المصريين، الإثنين، يوما تضامنيا مع الصحافة الفلسطينية، لتأبين الصحافيين الفلسطينيين، إسماعيل الغول، ورامي الريفي، اللذين قتلهما الاحتلال، يوم الأربعاء الماضي.
وبدأ اليوم التضامني، بفاعلية رسم للأطفال نظمتها لجنة المرأة في النقابة، بالتعاون مع اتحاد المرأة الفلسطينية، لتعريف الأطفال بالقضية الفلسطينية.
وتضمنت فعاليات اليوم، معرضا لصور الشهداء، وتسجيل كلمات في دفتر عزاء شهداء الصحافة الفلسطينية، وعرض فيلم تسجيلي عن فلسطين والقدس، وفيلم قصير عن أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال ضمن الندوة التي تحدث فيها نقيب الصحافيين المصريين ورئيس لجنة نقابة الصحافيين الفلسطينيين ومتحدثين صحافيين.

تراشق على مواقع التواصل بين مؤيدين للمقاومة وأنصار للسيسي

وقال خالد البلشي، نقيب الصحافيين المصريين: نشعر بمعاناة زملائنا الفلسطينيين لأننا في مصر لدينا تجربة مشابهة فبعض من زملائنا دفعوا أيضا ضريبة نقل الحقيقة وضريبة التعبير عن آرائهم».
ونعى البلشي شهداء الصحافة الفلسطينية، قائلا: «لا أعلم ماذا أقول ونحن نرثي صحافيين كان جرمهم الوحيد أنهم مارسوا مهنتهم».
وأضاف: «لقد تغير مسار الحرب بعد استشهاد إسماعيل هنية، وتبعه في اليوم نفسه استشهاد الصحافيين الفلسطينيين إسماعيل الغول، ولا يوجد مشهد معبر أكثر من صوت الصحافي أنس الشريف وهو ينقل لنا وللعالم خبر استشهاد زميله إسماعيل الغول».
ووجه، تحية لكافة الشهداء الفلسطينيين، وقال: «أوجه تحية لكافة الصحافيين الذين يعلموننا كيف تكون المهنية في نقل الأحداث والذين دفعوا أثمانًا كبيرة ليوصلوا رسالتهم، وهي رسالة فلسطين».
وشدد على أن «التاريخ سيذكر ذلك العجز والصمت تجاه ما يجري على حدود أرضنا، في ظل تواطؤ العالم أجمع».
فايق جرادة، رئيس لجنة نقابة الصحافيين الفلسطينيين، قال إن الاحتلال «لا يزال يستهدف مقرات وأماكن تمركز الصحافيين ولم يعد هناك أي مقر لأي وسيلة إعلامية إلا وقد دمرها الاحتلال في محاولة منه لإسكات الأقلام». وزاد: «الاحتلال يأسر الصحافيين الفلسطينيين ليجوعهم ويقتلهم قتلا بطيئا، ليلحقوا بزملائهم من الشهداء».
كذلك، وجه الكاتب الصحافي والشاعر الفلسطيني، ناصر عطا الله، التحية للصحافيين الفلسطينيين الذين يمارسون عملهم ورسالتهم لنقل الحقيقة في ظل حرب الإبادة في قطاع غزة والضفة الغربية رغماً عن الدبابات والمجنزرات وكل محاولات كسر الأقلام التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.
وفي كلمته قال الأديب والروائي الفلسطيني، ناجي الناجي: «بدأنا منذ اليوم الأول للحرب التعبئة الفكرية للاصطفاف حول الحقوق الفلسطينية». وأضاف، «اليوم وأنا أشاهد جموع شهداء الزملاء الصحافيين أعلم أننا ارتبطنا بهم ارتباطا غير عاديا».
وأسهب ناجي «من غير اللائق أنه بعد كل تلك التضحيات أن نرتضي أن تكون القضية الفلسطينية قربانا يخدم المشروع الإمبريالي في المنطقة».
كما أكد أنه «بعد كل تلك الأحداث والمجازر لم يعد العالم كما هو قبلها، لقد تغير كل شيء، ولقد شاهدنا تغيرا في الشوارع الأوروبية تجاه قضيتنا» مضيفاً أنه «لم يحدث من قبل أن شاهدنا القتل على الهواء، هذا سيئ، لكن الأسوأ من ذلك هو الاعتياد على مشاهدة مثل تلك المشاهد». في كلمته انتقد، الصحافي حسين عبد الغني، الصمت جراء ما يحدث من عمليات قتل للصحافيين في كافة أراضي فلسطين، وعجز السلطة الفلسطينية، وترك المقاومة وحيدة في مواجهة العدو.
وعلى المستوى الرسمي، واصلت القاهرة تحذيرها من اتساع رقعة الصراع في المنطقة، وطالبت كافة الأطراف بضبط النفس.
وقالت وزارة الخارجية المصرية، إن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، أجرى اتصالاً هاتفياً بنظيره الإيراني على باقري كني.
واكتفت الخارجية المصرية في بيان مقتضب، إلى الإشارة إن الأمر جاء في إطار الاتصالات التي تجريها مصر لاحتواء التصعيد في المنطقة، وتشجيع جميع الأطراف على ضبط النفس تجنباً لتوسيع رقعة الصراع.
وتلقى السيسي اتصالاً هاتفياً مساء الثلاثاء من الرئيس الأمريكي جو بايدن، تناولا خلاله التطورات الإقليمية، والتوتر الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط.
وحسب بيان للرئاسة المصرية، استعرض السيسي وبايدن مستجدات الجهود المشتركة المصرية الأمريكية القطرية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وأكد الرئيسان عزمهما على الاستمرار في تلك الجهود لخفض التصعيد واستعادة السلم والأمن الإقليميين.
وأوضح المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية أن الاتصال تطرق إلى الشواغل الراهنة بشأن توسع دائرة الصراع في الإقليم، حيث أكد السيد الرئيس الرؤية المصرية حول خطورة التداعيات المترتبة على استمرار الحرب بقطاع غزة وتأثيرها السلبي على استقرار المنطقة، أخذاً في الاعتبار أن التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، يعتبر النواة الرئيسية لإعادة الهدوء والاستقرار بالإقليم.
واتفق الرئيسان في ختام الاتصال على الاستمرار في العمل المشترك المكثف لوقف إطلاق النار، وفي الجهود لتنفيذ حل الدولتين، باعتباره الضامن الرئيسي للاستقرار والأمن لجميع شعوب المنطقة.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول محمود:

    المصري الحر مع فلسطين وحماس هانية والسنوار وحزب الله. من أمنتم لم ينتخب عليكم الشعب المصري الشعب انتخب الشهيد مرسي الذي قتله كبيركم. أنتم شر الناس.

  2. يقول سامى عبد القادر:

    بكل أسف مازالت مصر تعج بتلك النماذج المشوهة نفسياً وخُلقياً، التى تخاصم الحد الأدنى من الضمير والشرف الإنسانى.
    .
    أنا لا أحب مواقف حمدين صباحى منذ شارك فى لجنة خراب مصر التى ذبحت التجربة الديمقراطية الوليدة، وأعادت كابوس العسكر الفاشل الضائع المميت لحكم مصر.
    .
    ولكن قرار حزبه بإقامة عزاء للشهيد العظيم إسماعيل هنية هو شرف له ولمصر ولأتباع المُنقلب الدموى السيسى الذين يملؤون مصر نباحاً وصراخاً كلما سمعوا إسم “إنسان شريف طاهر” يتردد فى آذانهم، التى لا يطربها إلا الكذب والخداع والتفريط فى كل مقدرات مصر، وتحويلها إلى أم الدول المتسولة الفقيرة البائسة على ظهر هذا الكوكب، بفضل كوارث وخطايا ونوائب سيدهم الفاشل الفشول، بطل إسرائيل القومى السيسى.

  3. يقول علي ابو طوق:

    أنصار السيسي ام أنصار نتنياهو

  4. يقول حميد:

    مع أني اعتقد ان هذا كله توزيع أدوار ، و لا وجود لسياسي في مصر اليوم يتصرف بإذنه هو و بارادته الا ان الموقف في ذاته تعبير حقيقي عن مصر الشعبية إزاء فلسطين و أهلها.

  5. يقول abdennasser:

    زمن العجائب ، أصبح الترند هو الناطق الرسمي ومن يملك أكبر عدد من الروبوتات هو من يحدد السياسة العامة

  6. يقول خالد ابوقدوم:

    للعلم هؤلاء المغردون ذباب الكتروني وهم فئة اقاماتها العديد من الدول العربية لعمل راي عام يتماهى مع سياسة الدولة.

  7. يقول رضا تونس:

    كان من الاجدر ان تقيم الدولة المصرية مواكب العزاء للشهداء والشرفاء والابطال الذين حملوا و يحملون اعباء الدفاع عن مقدسات الأمة و عن حقوق الأمة و عن شرف الأمة في فلسطين و لبنان و اليمن و سوريا و العراق اما ما نراه و نسمعه من جوقة الناعقين فهو غير مستغرب من الصهاينة العرب

  8. يقول عزيز خالد:

    كانت أم الدنيا و صارت وكر الخيانة و الدناءة حاشا الشرفاء.

  9. يقول مصري:

    الشعب المصري شعب متكل و الحكومة تبيع الوهم لشعبها…لو حدث شي في أمريكا الجنوبيه او فتنام. يقولون هذا السبب لم نحقق تنمية.
    وهو أمر بسيط جدا …الرشوة وسرقة

اشترك في قائمتنا البريدية