القاهرة ـ «القدس العربي»: أثار العدوان الإسرائيلي على لبنان واغتيال حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني وعدد من رفاقه، ردود فعل في مصر.
وأقام عدد من أعضاء التيار الناصري الموحد الذي يضم أحزاب الكرامة والناصري والوفاق القومي، صلاة الغائب على روح نصر الله أمام مقر الحزب الناصري في شارع طلعت حرب وسط القاهرة.
وأم المصلين كمال أبو عيطة وزير القوى العامة السابق، قبل أن ينظم المشاركين وقفة احتجاجية رفعوا فيها لافتات تند بالعدوان الإسرائيلي، وباغتيال نصر الله، ورددوا هتافات «بنرددها جيل ورا جيل بنعاديكي يا إسرائيل» و«شعبك أرزك يا لبنان ضد صهاينة وأمريكان».
وقال سيد الطوخي، رئيس حزب الكرامة لـ«القدس العربي» إن قوات الأمن فرضت حصارا ومنعت المواطنين المارين في الشارع من المشاركة في الصلاة.
في حين، أدانت الحركة المدنية الديمقراطية المصرية، اغتيال قوات الاحتلال الإسرائيلي، نصر الله، بقصف وحشي على الضاحية الجنوبية في بيروت مدعومة بطائرات وقنابل أمريكية محرمة تصل قوتها التدميرية 5 آلاف رطل.
وقالت الحركة التي تضم 11 حزبا معارضا في بيان، إن هذا العدوان المتكرر من قوات الاحتلال الصهيوني في كلاً من غزة ولبنان وتواجدها في الحدود المتاخمة لمصر في محور فيلادليفيا، يؤكد تصريح رئيس الحكومة المتطرفة في إسرائيل بنيامين نتنياهو، أنه سيغير الشرق الأوسط.
وأكدت أن اغتيال نصر الله يضع الأنظمة والشعوب العربية في موضع المسؤولية التاريخية أن المعركة طويلة مع العدو، وأن الأمن القومي للدول العربية في خطر حقيقي.
وطالبت الحركة، السلطات في مصر، باتخاذ ما يلزم من إجراءات للحفاظ على أمن مصر وأمن المنطقة العربية كلها والتصدي للعدوان والبطش الصهيوني المدعوم من أمريكا وحلفائها.
وأعرب حزب التحالف الشعبي الاشتراكي عن تضامنه مع المقاومة ومع الشعب اللبناني في مصابهم الكبير بعد اغتيال نصر الله، مطالبا بطرد البعثة والبعثات الدبلوماسية الإسرائيلية من مصر ومن كل عواصم دول التطبيع.
وقال في بيان، إنه في هذه الظروف العصيبة التي تنتقل فيها المجزرة من فلسطين إلى لبنان وتطال رؤوسا بقامة الشهيد حسن نصر الله وقيادات حزب الله يطالب الحزب بطرد البعثات الدبلوماسية الإسرائيلية من بلادنا ومن كل عواصم دول التطبيع وبسط السيادة المصرية والفلسطينية كاملة على معبر رفح ومحور صلاح الدين. ومعاملة الإدارة الأمريكية باعتبارها شريكا كاملا في العدوان على فلسطين ولبنان وعلى شعبنا وليس شريكا استراتيجيا لمصر التي تستهدف السياسات الأمريكية والغربية تقزيمها على مر العصور.
تحذير من «الصيحات العدمية»
وزاد الحزب: «رغم الاحتفال الصهيوني الصاخب بإنجازات المذبحة ورغم حاجتنا لقراءة نقدية لكل ما جرى إلا أننا ننبه إلى ضرورة البناء على ما تحقق من إنجازات، ونحذر من الصيحات العدمية من أنه ما كان ينبغي من الأصل المقاومة».
وزاد: « المقاومة حياة مهما تتطلب إرادة وحكمة في اختيار أشكال الصراع تبعا للظروف المتغيرة وللمجالات النوعية للصراع، وما تتطلبه سلامة المقاتلين من تدابير وإجراءات، ونحن سنواصل هذا الطريق مهما أصاب الحكام العرب من صمت كصمت القبور وحسابهم لن يتأخر، ولن يضيع».
وواصل: «ندرك أن ما أصاب الكيان الصهيوني وأزمته الوجودية لم تنته وطريق المقاومة ما يزال طويلا تتعدد فيه الجولات، ولكن النصر ممكن وضروري وهو تتويج لدماء الشهداء ودليل على إرادة الحياة».
كذلك، قال حزب «العيش والحرية» إن اغتيال إسرائيل لنصر الله تصعيد إجرامي لحرب الإبادة الجماعية التي تخوضها تل أبيب ضد غزة منذ نحو عام، لتمتد ضرباتها الهمجية إلى كامل أراضي لبنان الآن.
وقال في بيان: «تخبرنا مشاهد الدمار الشامل للعديد من المباني السكنية في قلب بيروت، عن المدى الذي يمكن لمجرمي الحرب في تل أبيب وداعميهم في واشنطن والعواصم الأوروبية الذهاب إليه لقطع أي شكل من أشكال المساندة لفصائل المقاومة الفلسطينية وضمان استمرار حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة».
كما يظهر التصعيد الإسرائيلي الجديد، وفق البيان «استعداد تل أبيب لخوض حرب شاملة ضد لبنان، أو بالأحرى أن هذه الحرب قد بدأت بالفعل، حرب لم يجر أحد إسرائيل إليها بل سعت هي لها بإصرار وإجرام حثيثين».
واكد أن «هذه الحرب لا تستهدف عودة المستوطنين الإسرائيليين إلى مستوطنات الشمال كما هو معلن ولا حتى القضاء على حزب الله فحسب، بل تسعى دولة الاحتلال إلى تصفية أي فصيل يجرؤ على مقاومتها أو مساندة الشعب الفلسطيني، وتصفية القضية الفلسطينية تماما وفك الارتباط بينها وبين شعوب المنطقة العربية».
وأعلن الحزب، تضامنه مع الشعب اللبناني الذي يتعرض لقصف وحشي على المناطق السكنية في إرهاب إسرائيلي متصاعد.
وذكر أنه، خلال الأيام القليلة الماضية تسببت آلة الحرب الصهيونية في مقتل أكثر من ألف لبناني ونزوح عشرات الآلاف من المواطنين من الجنوب والبقاع والضاحية، في مشهد متكرر لنزوح سكان غزة على مدار ما يقرب من عام منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
ولفت إلى أن الحرب المستمرة على غزة التي سعت بشكل متعمد إلى إبادة سكان القطاع أو تهجيرهم بالكامل، تبرهن على أن دولة الاحتلال لن تتردد في قتل وتهجير المواطنين اللبنانيين لتحقق أهدافها.
وانتقد الحزب، انحصار الردود العربية الرسمية في الشجب والإدانة أو الصمت والتواطؤ، وعجز المجتمع الدولي عن ايقاف هذا الإجرام أو ردعه بأي طريقة، لافتا إلى ان قصف الضاحية الجنوبية جاء بعد دقائق من خطاب رئيس وزراء الاحتلال أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي تأرجح فيه بين ترديد أكاذيب مثل «سعى إسرائيل للسلام» تارة وتهديد جميع شعوب المنطقة صراحة تارة أخرى معلنا أن إسرائيل يمكنها أن تطول أي مكان في الشرق الأوسط. فلا أحد آمن من توحش آلة القتل الصهيونية.
ودعا، شعوب المنطقة العربية، إلى الضغط على الأنظمة الحاكمة للعمل من أجل مصالح شعوبها ومقاومة هذا الكيان الفاشي الاستعماري.
وجدد مطالبه بقطع العلاقات الرسمية بكل أشكالها مع العدو الإسرائيلي وفتح باب الحملات الشعبية لجمع تبرعات لدعم الشعب اللبناني والفلسطيني وإطلاق جسر جوي إغاثي بين مصر وبيروت وإنشاء مستشفى ميداني وتسهيل دخول اللبنانيين إلى مصر.
إلى ذلك، قال الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، إن الطغيان الأعمى لقوات الاحتلال الإسرائيلي واستمرار ارتكاب المجازر وجرائم الحرب في فلسطين ولبنان واللعب بمصائر شعوب المنطقة بأكملها، سيسفر عن تنامي لكل قوى التطرف والظلام وسيمتد أثره، ليس فقط لمنطقة الشرق الأوسط، وإنما للعالم بأكمله.
تنامي التطرف
وقال الحزب، إن ما تمر به المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط من إعادة ترتيب موازين القوى وطمس ملامح دول والاعتداء على أراضيها وانتهاك سيادتها يتطلب أول ما يتطلب إفاقة عربية من الغفوة التي ألمت بالأنظمة العربية وتستدعي عملاً عربياً مشتركاً ضد الإجرام الإسرائيلي بالمنطقة، حفاظاً على الأمن القومي العربي المهدد في العديد من الدول والشعوب العربية، وإن نهج الاحتلال الإسرائيلي الغاشم الصهيوني في الاعتداء على الدول العربية لن يتوقف ولن ينتهي عند حد، وسوف يستمر هذا المسلسل الإجرامي، طالما وقفت الدول العربية مكتوفة الأيدي.
وأكد أن الواجب العربي يستلزم أن يكون التصدي للعدوان على رأس قضايا العمل العربي المشترك وأن تعلن الدول العربية موقفاً موحداً وتستخدم كل أدوات الضغط الممكنة لإرغام المجتمع الغربي على التراجع عن تأييد العدوان الإسرائيلي وضرورة محاسبة إسرائيل على الجرائم المخزية، حتى يقف المجتمع الدولي أمام مسؤولياته، إن النظام الدولي بأكمله في اختبار أو اختيار بين بقاء يحمل الحد الأدنى من المعايير الأخلاقية والاعتبارات الإنسانية والدولية أو ينتهي للأبد.
تحية إلى شعب مصر العظيم