مصير «كامب ديفيد»

منذ أكثر من 45 سنة، أي منذ توقيع ما تسمى معاهدة السلام في 26 مارس 1979، لم تصل علاقات القاهرة وتل أبيب إلى هذه الدرجة من التوتر المتضاعف، وربما الاختناق، الذي تتدافع أماراته في اطراد، وحتى وقت كتابة هذه السطور، كانت التصريحات المنسوبة إلى «مصدر مصري رفيع المستوى» تتوالى، وبينها بالذات تصريح بلا سابقة، يؤكد أن «احترام مصر التزاماتها ومعاهداتها الدولية، لا يمنعها من استخدام كل السيناريوهات المتاحة للحفاظ على أمنها القومي وحقوق الفلسطينيين التاريخية»، والإشارة هنا ظاهرة بالطبع إلى ما تسمى «معاهدة السلام»، المعروفة إعلاميا بوصف اتفاقية «كامب ديفيد».

قد لا تصل تطورات اللحظة الخطرة إلى حد استئناف مصر لسيرتها التاريخية، ولا إلى إعلانها حربا شاملة ضد كيان الاحتلال «الإسرائيلي»، ولكن كل ما هو دون ذلك يبدو واردا

وقد لا تصل تطورات اللحظة الخطرة إلى حد استئناف مصر لسيرتها التاريخية، ولا إلى إعلان مصر حربا شاملة ضد كيان الاحتلال «الإسرائيلي»، ولكن كل ما هو دون ذلك يبدو واردا، وفي صورة إجراءات أمنية وعسكرية بطابع تصاعدي، وفي مصر لا يتحدث أحد عرفا ولا قانونا في العادة عن تحركات الجيش المصري غير المعلنة رسميا، وتلك محرمات نحترمها طبعا، وإن كان المفهوم باعتبارات العلم العام، أن الجيش المصري لم يغير عقيدته الوطنية القتالية، رغم مرور كل هذه العقود على سريان ما تسمى معاهدة السلام، فوق ما هو معروف ببداهة الأمور عن الشعب المصري، الرافض بأغلبيته الساحقة لقيود المعاهدة المشار إليها، ولكل علاقات التطبيع الدبلوماسي والاقتصادي والأمني.
فالشعب المصري أكثر شعوب الأمة العربية كراهية لكيان الاحتلال، وأشدها رفضا للسياسة الأمريكية اللصيقة بوجود الكيان، ويكاد لا يخلو بيت مصري من ذكرى شهيد، أو أكثر في الحروب مع كيان الاحتلال، وسيناء التي احتلت لمرتين في عدواني 1956 و1967، رويت رمالها وهضابها وجبالها بدماء عشرات الآلاف من الشهداء المصريين، وعادت للمرة الثانية إلى مصر بعد نصر أكتوبر 1973، وصولا إلى عقد ما تسمى معاهدة السلام، وكانت تشكل وحدها ثلاثة أرباع مجموع الأراضي العربية المحتلة في عدوان 1967، وهي حجر الزاوية في تشكيل الوجدان الوطني المصري المناهض لكيان الاحتلال، فوق ما يحمله الوجدان الوطني نفسه من عداء مستحكم مستقر لكيان الاحتلال «الإسرائيلي»، ومن اعتبار قضية تحرير فلسطين، قضية وطنية مصرية، لا يكتمل من دونها استقلال ولا نهوض حقيقي محصن لمصر ذاتها، فمصر وهي الدولة الأقدم في مطلق التاريخ الإنساني، وفي المنطقة طبعا، تعربت بغرائز الأمن قبل ألفاظ اللسان، وينطق بذلك تاريخها الموغل في القدم لآلاف السنين، الذي شهد غزوات واحتلالات بالجملة، جاءت في غالبها من الشرق عبر سيناء، وخاضت مصر معاركها الوجودية الكبرى في ما نسميه اليوم بالشرق العربي بدءا بفلسطين، من معارك «مجدو» تحتمس إلى «قادش» رمسيس، وإلى «عين جالوت» قطز «وحطين» صلاح الدين، وإلى معارك إبراهيم باشا، ابن محمد علي في الشام، ومعارك جمال عبد الناصر وصولا إلى حرب أكتوبر على جبهتي مصر وسوريا، ولم تكن الوحدة المصرية السورية قصيرة العمر (22 فبراير 1958 ـ 28 سبتمبر 1961)، استحداثا ولا إقحاما على سيرة مصر، بل كانت استئنافا لوحدة مصر وسوريا الكبرى على مدى 650 سنة من التاريخ العربي الإسلامي المشترك، من زمن حكم أحمد بن طولون حتى الغزو العثماني، الذي فصل ولاية الشام، وكان ذلك مع تطورات غزو استعماري أوروبي، ما مهد وهيأ لفكرة وفعل زرع «إسرائيل» بين ظهرانينا، وإلى فصل مصر عن الفضاء الشامي، ما يكشف بعضا من الجذور الأعمق لوجدان المصريين الجماعي المتصل، ورفضهم لوجود كيان الاحتلال «الإسرائيلي» بحرب أو بغير حرب، فوجود «إسرائيل» في ذاته يظل خطرا على الوجود المصري ذاته.
ومن ثم شهدنا موجات من غضب الطلائع المصرية المتمردة بالسلاح على ما تسمى «معاهدة السلام» منذ عقدت، وشهدنا بطولات وشهادات سعد إدريس حلاوة وسليمان خاطر وأيمن حسن وتنظيم «ثورة مصر الناصرية»، وغيرهم، وصولا إلى الشهيد محمد صلاح، قبل «طوفان الأقصى» بأسابيع، فوق مظاهرات الغضب الشعبي السلمي، التي لاحقت كل صور التطبيع من «معرض الكتاب» إلى «المعرض الصناعي»، وصولا إلى حرق مقر السفارة الإسرائيلية على كورنيش نيل الجيزة، وكان المكان مختارا بعناية وقصد من قبل كيان الاحتلال، فهو ولاحقه الملغى «المركز الأكاديمي الإسرائيلي»، كانا يقعان غرب النيل ترجمة لشعار «من الفرات إلى النيل.. أرضك يا إسرائيل»، ومن وقت حرق السفارة وإغلاق المركز قبلها، لم يعد من مقر للسفارة، بل مجرد بيت للسفير شرق النيل في حي المعادي القاهري، وصار السفير «الإسرائيلي» معزولا في كردون أمني، لا يزور ولا يزار، وصارت تهمة الاتصال بالسفير «الإسرائيلي» ناسفة لاعتبار أصحابها، ولم تتردد حتى الدولة وأجهزتها في عزل المجاهرين باتصال مع سفير العدو، على نحو ما جرى قبل سنوات للمذيع العشوائي والنائب السابق توفيق عكاشة، وجرت صياغة معادلة ضمنية بغير اتفاق مسبق، تحرم فيها أجهزة الدولة وتراقب كل اتصال أو اختلاط أو تطبيع شعبي، وتستبقي لنفسها حصريا مهام الاتصال بالعدو عبر القنوات الأمنية، وحراسة قنوات التطبيع الاقتصادي، باتفاق «الغاز» وقبله اتفاق «الكويز» وغيره مما يرفضه الرأي العام الشعبي.
إلى أن جرت مع «طوفان الأقصى» الفلسطيني تطورات مضافة، سحبت فيها «إسرائيل» سفيرتها من مصر لمخاوف أمنية، وحظرت سياحة «الإسرائيليين» إلى مصر للسبب نفسه، بعد مقتل سائحين في «الإسكندرية»، ثم زادت فظائع حرب الإبادة الجماعية «الإسرائيلية « على غزة توترات علاقات القاهرة وتل أبيب، وفيما حاولت السياسة المصرية الرسمية مواصلة جهود الوساطة والسعي لوقف العدوان الهمجي، مع تقديم أغلب المساعدات والإغاثات لأهل «غزة» المحاصرين، وإلى أن وصلت الوساطة إلى حائط مسدود، بعد رفض «إسرائيل» لما عرف بالمقترح المصري، الذي وافقت عليه حركة «حماس» وأخواتها، ثم تجاوزت قوات الاحتلال كل الخطوط الحمر والتحذيرات المعلنة من قبل السياسة المصرية الرسمية، واحتلت معبر رفح من الجهة الفلسطينية، وتوغلت على شريط أو محور فلادليفيا على الجهة الفلسطينية، وهو شريحة ضيقة من الأرض، لا يتجاوز عرضها المئة متر، ما عد اختراقا لملاحق معاهدة السلام الأمنية، التي جرى تجديدها والإضافة إليها عام 2005، وجرى اتفاق على حظر أي وجود مسلح للعدو في محور فلادليفيا (محور صلاح الدين) على الجهة الفلسطينية، وهنا وصل التوتر إلى ذروته، ونشب نوع من الحرب الإعلامية بين الجانبين المصري و»الإسرائيلي»، وتوالت التصريحات المنسوبة إلى مصادر مصرية مجهلة «رفيعة المستوى»، وجرى تجميد عمل لجنة الاتصال العسكري بين الجانبين، ورفض القاهرة لأي تنسيق مع الجانب «الإسرائيلي» عند معبر رفح، وامتناع القاهرة عن تلبية طلب تل أبيب بإجراء لقاء أمني «رفيع المستوى»، ودحض القاهرة رسميا لكل ادعاء «إسرائيلي» عن تنسيق بين الجانبين في عملية «غزو رفح»، مع تصاعد الفجور «الإسرائيلي»، وإلى حد مطالبة مصر علنا بفتح معبر رفح لتسهيل عبور الفلسطينيين إلى سيناء، وهو ما بدت معه أوراق الصدام كلها مكشوفة و»على عينك يا تاجر»، فالمصريون جميعا ـ شعبا وحكومة ـ يرفضون أي تهجير جماعي قسريا كان أو طوعيا للفلسطينيين إلى مصر، ويعتبرونه قضاء مبرما وتصفية كاملة للقضية الفلسطينية، فوق عدوانه الجهير على أبسط مقتضيات الأمن الوطني المصري، إضافة لما بدا من تفاهم مرئي محسوس بين السياسة المصرية وحركات المقاومة الفلسطينية، التي رحبت بعزم القاهرة التدخل إلى جانب دعوى جنوب افريقيا في محكمة العدل الدولية، وهو ما عدته دوائر «إسرائيلية» (طعنة في الظهر) و(خيانة) لها من مصر، التي ربما وجدت في تعقيدات الأزمة الراهنة فرصة جديدة، قد تمكنها من إكمال فك قيود نزع، أو تخفيض السلاح في سيناء بمقتضى الملاحق الأمنية لاتفاقية «كامب ديفيد»، وكان الجيش المصري فيما هو معلن للكافة، قد أعاد نشر قواته وأسلحته في مناطق الخفض أو النزع (أ وب وج )، وعلى مراحل متدرجة عبر نحو عشر سنوات مضت، ووصلت قواته إلى خط الحدود المصرية الفلسطينية، وعلى نحو غير مسبوق منذ وقوع هزيمة 1967، ثم أضفي على ما جرى طابعا رسميا باتفاق إضافي عقد في عام 2021، وقد يتقدم إلى ما هو أكثر ردا على اختراقات «إسرائيل» لترتيبات المنطقة (د) على الجانب الآخر بما فيها محور فلادليفيا، وقد نتوقع بغير مغالاة، أن تتوالى جملة تطورات وإجراءات من الجانب المصري الرسمي، بعضها دبلوماسي والآخر أمني، قد تحول مصر من وسيط أول مفترض إلى خصم ظاهر لكيان الاحتلال، الذي يتهم مصر بدعم «حماس» وأخواتها حتى بإمدادات السلاح.
كاتب مصري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ابن الاردن:

    علينا ان نكون واقعيين ، ؟ كثيرا ما يتم انتقاد معاهدة السلام بين مصر السادات وبين إسرائيل ، بل الكثير ما يرمي. يتهم السادات بالخيانه ؟ ك والبعض دون ان يكون محيطا وملما بالوضع العسكري الذي ألت اليه مسار حرب أكتوبر 1973 . من تدفق القوات الاسرائيليه مجتازة قناة السويس إلى الغرب ، وتدميرها لقواعد الصواريخ المضادة للطائرات بحيث أصبحت السيطرة الجوية الكامله لسلاح الجو الإسرائيلي ، وحصاره للجيش الثالث ، وبدأت القوات الاسرائيليه تتحرك مندفعة فيد محور شمالاً لحصار الجيش الثاتي ، بسبب التدخل الأمريكي المباشر في الحرب لصالح إسرائيل ، لو كان اي من الذين يتهمون السادات بالخيانه في منصب محل السادات ؟ ماذا يا ترى سيكون قراره ،؟؟؟ هل سيستمر بالحرب ونهايتها محسومه لصالح العدو ؟ ام يطلب وقف اطلاق النار إنقاذا لجيشه ، ؟؟ وكيف ستكون قراراته امام خيارين ، ؟ الارض مقابل السلام واسترجاع سيناء ،ام ان يبقى الوضع عسكري على ما آلت اليه الحرب. استمرار احتلال سيناء ، إلى يوم غير آت مثل الجولان ؟ حقا انه كان يسبق زمانه ؟؟

    1. يقول أسامة كلّيَّة سوريا/ألمانيا:

      أخي الكريم بابن لبأردت، لا داعي لهذا الكلام لأن الفريق سعد الدين الشاذلي أوضح وشرح كل شيء وبمصداقية! ومن ثم فإن التطبيع ومايسمى اتفاقات السلام مع إسرائيل ثبت أنها من أكبر أخطاء التاريخ. ومع ذلك لاتريد هذه الأنظمة إعادة التفكير بأخطائها!. ثم أنه ليس الموضوع كما تتحدث أنت، فالسادات أطاح بمصر وهي لاتستحق ذلك أبداً وهو أغلب التقدير أنه كان يشكو من عقدة العطمة، وعلى جميع الأحوال كان مستبداً كبقية الأنظمة العربية اليوم، رغم أن مصر في ذلك الوقت كان يمكن أن تكون أعظم بكثير مما فعل بها السادات وأوصلها مع خليفته من بعد أي نظام مبارك ومن ثم اليوم السيسي إلى هذا الوضع البائس

    2. يقول ابن الوليد. المانيا. (على تويتر ibn_al_walid_1@):

      هناك للاسف من يعطي أوامر على كيبورد الحاسوب..
      وينتقد معاهدة السلام مصر مع اسرائيل. .
      لتروح دولة مصر في ستين داهية.. فليدمر جيشها..
      وقد تجزأ الى قطع.. المهم عند البعض هي الأنفة
      العربية.. والعروبة… حين أن الدول العربية لم تساند
      مصر في شيئ… قعدت تتفرج .. ولا حول لها ولا
      قوة اصلا …
      .
      ويحكمون .. بالتخوين الغليظ.. على الدول.. وعلى
      حتى الافكار .. كما نرى على تعليقك ..وربما تعليقي
      هذا لاحقا… لا يعلمون أن الأمر هو شأن دولة…
      وليس سجار
      في الحارة… لا يعلمون أن السياسي الحكيم لبلده
      هو من يخرج بلاده بأقل الاضرار… من الازمات..
      حتى بتسوية مع العدو.
      .
      نفس الشيئ نلاحظه مؤخرا… هناك شجعان
      الكيبورد يطالبون قطع العلاقة مع إسرائيل… وكأن
      الأمر مجرد لعبة… ففي حالة مصر مثلا يعني هذا
      انهيار مصر كليا… لأن قطع العلاقة يعني مواجهة
      صربحة مع امريكا… وقطع الاستدانة عن مصر
      لوحده سيسبب انهيار مصر… فمذا استفادت القضية
      الفلسطينية من انهيار مصر حينها… بالعكس..
      سيكون الوضع كارثي… لا يعلمون مثلا اذا قطعت
      الاردن العلاقة مع إسرائيل فسيسود نقص حاد
      في الماء الشروب.. وهل الاردن تقوى على مواجهة
      أمريكا… وأي دولة عربية تستطيع اصلا…
      .
      عند هؤلاء… لا شيئ يمنع من الدفاع عن الشعارات ..

    3. يقول عمار الصامت:

      الاستاذ ابن الاردن تحية طيبة
      لتكون الامور واضحة لنقارن بين الفوائد التي حصلت عليه مصر و الفوائد التي حصلت عليها اسرائيل من كامب ديفيد
      اولا فوائد مصر : – حصلت مصر على سيناء بها اسلحة قليلة غير قادرة على صد اي هجوم اسرائيلي مع وضع قوات
      دولية
      لتراقبب اعداد الاسلحة و الجنود المصريية في سيناء
      – امريكا تقوم بتسليح و تدريب الجيش المصري و تعطي الجيش المصري 1300 مليون دولار سنويا و هذا
      يعني تسليم مفتاح الجيش المصري لامريكا لان الأن لا يستطيع الجيش المصري القيام بأي عمليات
      عسكرية
      ضد رغبة امريكا و اي انسان يعلم قليلا في العسكرية يعلم ذلك

    4. يقول عمار الصامت:

      تكملة التعليق عن الفوائد التي حصلت عليه مصر و اسرائيل من كامب ديفيد
      ثانيا : فوائد اسرائيل – تم تقييد اكبر خطر كان يهدد اسرائيل و هي مصر و في نفس الوقت لا توجد اسلحة كافية تمنع
      اسرائيل من احتلال سيناء اذا ارادت بالاضافة ان مصر اصبحت حامية لاسرائيل و اتذكر هنا ان مصر قتلت اكثر من 80 سودانيا في سنة واحدة كانوا يحاولون دخول اسرائيل بطريقة غير مشروعة و هذا غير منح اسرائيل غاز بأقل من تكلفة استخراجه و الشعب المصري كان يدفع بقية تكلفة الاستخراج
      – كسر الحصار الذي كان مضروبا على اسرائيل من دول عدم الانحياز و من العالم الاسلامي و العالم العربي
      و من الدول التي كانت تقاطع الاحتلال الهند و هي الان التي تدعم اسرائيل و تحارب معها الان و ايضا دول عربية
      – وايضا ميناء ايلات – تل الرشراش المصرية – و كما تركت مصر غزة تحت الاحتلال الاسرائيلي بعد ما كانت في حماية الجيش المصري
      هذا ملخص المخلص هذا الموضوع يكتب فيه مجلدات و كما ذكر الاخوة المعلقين ان السادات هو ما امر باخراج الجيش المصري من حماية حائط الصواريخ فانقلب النصر الى هزيمة و حصلنا على كامب ديفيد التي وفرت حماية لاسرائيل و ازدهار نتيجة كسر الحصار

  2. يقول الحسين واعزي ( المغرب):

    إلى ابن الأردن
    من أين أتيت بالمعطيات المتضمنة في تعليقك؟
    الرئيس السادات هو الذي تدخل شخصيا في سير المعارك وأعطى أوامره لقادة الجيش بضرورة تحريك القوات المصرية خارج مظلة الصواريخ المضادة للطائرات، فصارت قوات مصر هدفا سهلا للقصف الجوي الإسرائيلي، وتمكنت الطائرات الإسرائيلية من تدمير 250 دبابة من أصل 400 دبابة كانت متمركزة ومحمية من القصف قبل أوامر السادات بما سماه تطوير الهجوم.
    في مذكراته، يقول القائد الميداني اللواء سعد الدين الشاذلي إنه كان يعارض خطة السادات، ويضيف أن الغاية التي تبيّن لاحقا للواء أن الرئيس المؤمن كان يريدها من خطته، بعد أن تلقت القوات الإسرائيلية الضربة القاسمة الأولى، هي التمهيد لإحداث الثغرة، وفرض الحصار على الجيش الثالث المصري، لفرض قبول وقف الحرب، والقول للصهاينة: نحن ضربناكم وأنتم ضربتمونا، تعالوا نتفاوض لتحقيق ما أسماهُ السلام الذي انتهى في الحقيقة إلى استسلام ساداتي لبغين وكارتر حين وقَّع معهم اتفاقية كامب ديفيد الخيانية…
    تزوير التاريخ لا يصدقه إلا المهزومون في هذا التاريخ، والمتواطئون مع عدو الأمة…

    1. يقول أسامة كلّيَّة سوريا/ألمانيا:

      أحسنت أخي االحسين واعزي، لقد أوضح سعد الشاذلي رحمه الله كل التفاصيل. وليست فقط أخطاء السادات العسكرية بل أيضاً السياسبة كانت سيئة إلى حد لايعقل!

    2. يقول أسامة كلّيَّة سوريا/ألمانيا:

      شكراً أخي عبد الحليم قنديل، إلى متى سيستمر هذا الرهان على نظام بائس حاله ليس أفضل من حال حكومة نتنياهو!

  3. يقول زياد عياد:

    مصر. كش مات

  4. يقول ابن الأردن:

    ليست مذكرات سعدالدين الشاذلي هي المرجع الوحيد ، هناك مذكرات المشير عبد الغني الجمسي وهناك مذكرات وزير الحربيه المشير أحمد إسماعيل ، ، وغيرهم من كبار قادة القوات المسلحة البريه والجويه ، تحركت القوات المدرعة المصريه استجابة للنداءات المتكررة من حافظ اسد يدعو فيها ان لا تتوقف القوات المصريه في عمق من 10 إلى 15 كم شرقي القناة لتخفيف الضغط عن الجبهة السوريه ، التي تصدعت وتم احتواء الهجوم السوري ورده إلى مشارف دمشق ، وذلك حسب الاتفاق بأن تكون الحرب في آن واحد على الجبهتين ؟والجبهة السوريه كانت هي التي تشكل الخطر الكبير على العدو لانه ليس فيها عمق مثل سيناء ؟ لذلك كان تركيز العدو على تحطيمها ، ، وغاب عن بال السيد المعلق خروج الدبابات المصريه من تحت حماية الصواريخ ،كما يقول الشاذلي أدى إلى تدميرها وهو تبرير غير مقنع الا. للذين لا يقرأون ؟؟ او الذين ليس لهم خلفيه عسكريه ؟ اين سلاح الجوي المصري الذي يوفر الحماية لسلاح المدرعات ؟ ؟ الدبابات الاسرائيليه تتحرك تحت حماية سلاح الجو، ، يبدو ان صاحبنا لم يقرأ او يسمع بمعركة المنصوره الجويه بين مئات الطائرات الاسرائيليه. والمصريه والتي دامت قرابة ساعتين فشل فيها العدو ورضي من الغنيمة بالإياب ،

    1. يقول أسامة كلّيَّة سوريا/ألمانيا:

      أخي ابن الأردن، قرأت تعقيبك اليوم متأخراً! السنا محللين عسكريين ولينا مطلعين بشكل جيد على خلفيات الأمور، لكن الجميع يعرف أن يعد الدين الشالذلي كان اه مصداقية كبيرة وأعطته إحترام من تلجميع، بينما كان السادات كاذباً في كلامه عن سعد الدين الشاذلي بشاهدة من كانوا حاضرين للإجتماعات! وهذا يبيبن بوضوح أخطاء السادات إن لم يكن خيانته التي حاول تغطيتها بالكذب! هذا فقط مت الناحية العسكرية أما من الناحية السياسية فأعتقد لاجدال حول نظامه الفاسد الفاشل الإستبدادي وخيانة القضية الفلسطينية وتحويل مصر إلى دواة فاشلة تسيطر عليها إسرائيل حتى أن مياه النيل سُرقت، أليس كذلك؟

    2. يقول ابن الوليد. المانيا. (على تويتر ibn_al_walid_1@):

      سؤال محوري .. الإجابة عنه بدون مزايدات سيوضح
      الأمر كله…
      .
      هل كان بإمكان مصر أن تهزم إسرائيل وامريكا… علما
      أن أمريكا قامت فقط بتسخينات آتذاك… والدليل
      هو ما تقوم به اليوم من أجل حماية إسرائيل…
      خصوصا أن مصر عمليا كانت في المواجهة لوحدها
      بدون دول عربية…
      .
      أنا شخصيا أرى أن مصر دخلت في مواجهة
      محسوبة على اساس عدم تدخل أمريكا… لكنها
      وجدت نفسها في ورطة قاتلة للدولة… لوحدها..
      ومن الحكمة الخروج من الورطة .. والا فهو انتحار
      دولة… والثمن هو تسوية من الغالب.. هذه سنن
      الحروب.. هناك لنهزام وانتصار.. وتسوية ..وارى
      بكل موضوعية أن السادات خرج بأقل الاضرار…
      طبعا لمصر… وطبيعي أن يركز على مصالح مصر
      قبل أي قضية أخرى.. فالامر مصيري لمصر…
      ما يعني أن مخرجات التسوية قد أترث على قضية
      فلسطين… وهذا كان قي نظري لابد منه… للاسف..
      للخروج بمصر إلى بر الأمان…
      .
      أرى أن مصر تضررت… وفلسطين تضررت..
      لكن لم تفكك مصر إلى أجزاء… ولم يدعن المنتصر
      في تخريب مصر.. كانت قرارات صعبة للغاية…
      والتاريخ لا زال مفتوحا لاسترجاع اراضي فلسطين. .
      فهي ليست نهاية العالم.. .

1 2

اشترك في قائمتنا البريدية