بغداد ـ «القدس العربي»: تزامناً مع اليوم العالمي للمرأة، حذّرت منظمات حقوقية في محافظة كركوك (شمالاً) من تنامي حالات «العنّف الأسري» التي تطال المرأة خصوصاً، فيما طالبت ناشطات في محافظة البصرة (جنوباً) الحكومة بالكشف عن قتلة الناشطات والمتظاهرات، وسط تسابق المسؤولين العراقيين بإعلان مواقهم «الداعمة» للمرأة العراقية، والحديث عن سعيٍ حكومي لتفعيل دورها في المؤسسات الحكومية.
وحذرت المنظمات الحقوقية العاملة في كركوك، من تنامي حالات «العنف الأسري» فيما وجهت رسالة إلى الحكومة الاتحادية بهذا الشأن.
وتأتي هذه المطالبات، على خلفية ممارسة الضغوط والتدخلات السياسية في قضية الاعتداء الجنسي على (ژ،ع) إحدى النساء التي تسكن ناحية التون كوبري التابعة لمحافظة كركوك، وإصدار المحكمة العليا للتمييز قراراً بالإفراج عن المتهم الرئيسي في القضية.
وأعلن ممثلو المنظمات، في مؤتمر صحافي، أمس الإثنين، وقوفهم بالضد من قرار محكمة التمييز، آنف الذكر.
وأضافوا أن «خلال الربع الأول من العام الحالي، لوحظ ازدياد حالات العنف والقتل والتهديد على المرأة» مطالبين الحكومة بتنفيذ «حملة وطنية لرفع الوعي الجمعي عن قضايا العنف الأسري والعنف الجنسي والعقوبات المترتبة عليها، من خلال القنوات المرئية والسمعية ووسائل التواصل الاجتماعي» حسب مواقع إخبارية كردية.
تشريع قانون
وشددوا على ضرورة «الإسراع بتشريع قانون العنف الأسري الذي بات حاجة ملحة في ظل تصاعد جرائم العنف الأسري التي تهدد أمن وسلامة الأسرة والمجتمع».
وأكد على أهمية «تشديد العقوبات على مرتكبي الجرائم الأسرية، فضلا عن إبعاد التدخلات بأي شكل من الأشكال التي من شأنها تحريف قضايا العنف الأسري عن مسارها الصحيح، بالإضافة إلى منع إجراء المصالحات العشائرية بدون وجود بيئة آمنة للمرأة».
في أقصى الجنوب، نظمت عدد من النساء في محافظة البصرة، أمس، وقفة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، قرب تمثال الشاعر بدر شاكر السياب في كورنيش العشار.
وقالت عدد منهن خلال الوقفة إنهن يستذكرن تزامنا مع هذا اليوم «الشهيدات» اللاتي شاركن في تظاهرات الاحتجاجية. كما طالبن الجهات المعنية بـ«الكشف عن قتلة الشهيدات، بالإضافة إلى مساندة جميع النساء المعنّفات» وفقاً لموقع «المربد» البصري.
في المقابل، تتحدث الحكومة العراقية عن عملها على تعزيز دور المرأة، من خلال العمل على مشاركة النساء في المناصب السيادية والتشريعية.
وقال الأمين العام لمجلس الوزراء حميد الغزي، في بيان صحافي، أن «في هذه المناسبة المتميزة، لا بد أن نستذكر ونثمن التضحيات الجسيمة للمرأة العراقية، التي مازالت تعمل بدأب وإصرار؛ انتصارًا لمكانتها الرفيعة، واعتبارًا لكفاءَتِها الفريدة، في مُختلف الميادين: الاجتماعية، والسياسية، وفي مِنصّات تمثيل بلدها أحسنَ تمثيل في المحافل الدولية».
واضاف أن «الحكومة العراقية عبر دائرة تمكين المرأة في الأمانة العامة لمجلس الوزراء، تولي الأهمية العالية لشؤون المرأة العراقية من خلال العمل على تعزيز مشاركة النساء في المناصب السيادية، والتشريعية، وضرورةِ حمايتِهِنّ من آثار النزاعات وجميع أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي، وفرضِ وقايَتِهِنّ من مخاطر بيئات العمل داخلَ المؤسسات».
تحذيرات من تنامي العنف الأسري… والحكومة تعد بإشراك النساء في المناصب
وتسابق المسؤولون والسياسيون العراقيون بإصدار بيانات وإعلان مواقف «داعمة» للمرأة العراقية.
رئيس تحالف «عراقيون» عمار الحكيم، قال في بيان: «في يوم المرأة العالمي لازلنا نعتقد أن المرأة لم تمنح حقوقها المشروعة التي نصت عليها الكتب والتعاليم السماوية والانسانية، حيث لا زال هذا الموجود المقدس عرضة للامتهان والتعنيف والازدراء والتنكيل ولازال يعاني تبعات الصراعات والحروب والإرهاب».
وأضاف: «في العراق وعلى الرغم من التقدم الملحوظ في طريق انصاف المرأة ودورها في العملية الديمقراطية وباقي مناحي الحياة الأخرى، نؤكد أن لا مناص عن اعتبار إنصافِها وتحريرها من قيود الجهل والتخلف شرطاً لإصلاح أوضاع المجتمع».
تمكين المرأة
وتابع: «من وحي إيماننا الراسخ بأهميتها كنصف المجتمع يتربى في حجره النصف الآخر، نجدد الدعوة والمطالبة بتمكينها ورفع العنف الأسري والمجتمعي عنها والافادة من امكانياتها لبناء المجتمع ونتطلع الى أن تحتل مكانتها في مؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية باستحقاق، كما نغتنم هذه المناسبة لنذكر بالنقاط الاثنتي عشرة التي طرحناها في المؤتمر الثاني عشر لمناهضة العنف ضد المرأة»».
في حين، أكد رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني، «الالتزام التام» بدورها في بناء المجتمع.
وقال في بيان صحافي: «بمناسبة الثامن من مارس/ آذار، اليوم العالمي للمرأة، أتقدم باحر التهاني والتبريكات إلى نساء كردستان والعالم، ولا يسعنا إلا أن ننظر لنضال المرأة الكردستانية وكفاحها بخالص التقدير في سبيل المساواة والعدالة الاجتماعية».
وأضاف، أن «مشاركة المرأة الكردستانية في الحركة التحررية لشعب كردستان ومواجهة القمع والظلم والاحتلال محل شرف، إذ لطالما كانت نساء كردستان مثالاً على التضحية والصبر والفداء في الدفاع عن حقوق شعبها» مؤكداً أن «حكومة إقليم كردستان تجدد التزامها التام في محاربة كل أشكال التمييز بين الجنسين وتجاهل دور المرأة، وتبدي دعمها الكامل لقدراتها الفاعلة في مختلف مجالات المجتمع والمؤسسات الحكومية في إطار دفاعنا عن حقوق الإنسان بشكل عام وحقوق النساء على نحو خاص، وذلك في سبيل القضاء على العنف وإرساء مبادئ المساواة والتسامح داخل الأسرة والمجتمع».
«تضحيات المرأة الكردية»
كذلك، استذكر «الاتحاد الوطني الكردستاني» «تضحيات المرأة الكردية» في منذ عهد الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين، وحتى الآن.
المكتب السياسي للحزب قال في بيان صحافي: «نتقدم بالتهنئة الى جميع النساء في كردستان والعالم بمناسبة 8 مارس، اليوم العالمي للمرأة، للحصول على حقوقهن وتثبيت المساواة وتحريرهن من اعراف بالية التي اوقعت الظلم على النساء بهضم حقوقهن الاجتماعية والقانونية والمشاركة الفاعلة في جميع مجالات الحياة والمجتمع».
وأشار إلى أن «نساء كردستان كانت لهن مشاركة مؤثرة في النضال الوطني والقومي للتحرر من الظلم والاستبداد ومواجهة مخاطر الارهاب، لذا، لن نستذكر 8 مارس كمناسبة لنضال نحو المساواة فقط وانما نستذكر النساء المناضلات اللائي استشهدن واصبحن رمزا للشجاعة بجبهة مواجهة أعداء الحرية والإنسانية وشعبنا وقدمن أرواحهن خلال الإبادات الجماعية والانفالات والقصف الكيمياوي وابادة الايزيديين وفي السجون، كما نستذكر النسوة ضحايا العنف ونستذكر نساء كردستان اللائي هن موضع افتخار، نستذكر مقاومة الأمهات والفتيات والمؤنفلين وننحني إجلالا واحتراما لتضحياتهن».
وأضاف: «بعد الانتفاضة، في النضال المدني والديمقراطي ومواجهة التنوع الجنسي والعنف وتغيير القوانين البالية بأخرى معاصرة، تضمن حقوق المرأة، بخطوات كبيرة، لكن الطريق مازال طويلا امام نساء كوردستان ونضالهم ضد العنف وتحقيق الواجبات الوطنية والديمقراطية».
وأوضح «كان وما يزال مدافعا لنضال المرأة وانجز فعليا عدة مكاسب للنساء، لذا الان ومستقبلا لن يدخر وسعا لدعم نضال المرأة وتوفير ارضية افضل لمشاركتهن الفاعلة بجميع المجالات وحل المشاكل الاجتماعية والقانونية ورفد دماء وطاقات جديدة».
مجتمع قوي
إلى ذلك، قالت الممثلة الأممية الخاصة في العراق جينين هينيس ـ بلاسخارت، إن «النساء القويات يصنعن مجتمعاً قوياً». وأوضحت بلاسخارت في بيان صحافي أمس، «في الاحتفال باليوم الدولي للمرأة من كل عام، نقرّ أن السلام والتقدم الاجتماعي والتمتع الكامل بالحقوق والحريات الأساسية لا يمكن تحقيقه إلا من خلال المشاركة الفاعلة والتمكين والمساواة للمرأة، وموضوع هذا العام المرأة في القيادة تحقيق مستقبل متساوٍ في عالم تتفشى فيه جائحة كورونا يسلّط الضوء على الجهود الهائلة التي تبذلها النساء والفتيات حول العالم في تشكيل مستقبلٍ أكثر مساواة وتعافي من الجائحة مع لفت الانتباه إلى الفجوات المتبقية».
وأضافت: «وفي العراق، أصبحت النساء في طليعة النضالات المهمّة بشكلٍ متزايد، فمن كورونا إلى المساواة في الحقوق والعدالة والمساءلة».
وتابعت: «النساء القويات يصنعن مجتمعاً قوياً، وزيادة المشاركة السياسية، بما في ذلك في الانتخابات، تمكّن النساء من بلوغ إمكاناتهن الكاملة، مما يؤدي بمجتمعاتهن إلى السلام والازدهار».
وأتمّت قائلة: «نحن جميعاً كلٌّ من منصبه كقادةٍ أو ناشطين أو مواطنين، نساءً ورجالاً، نتحمل مسؤولية القضاء على الفوارق وتحقيق مستقبل متساوٍ للجميع، يتطلب التعافي القوي بعد الجائحة تضافر جهود الجميع، مع سماع الأصوات الحرة للنساء والفتيات عاليةً وواضحة».